منذ ستة شهور بسبب ضيق العيش وانخفاض فرص العمل وراتفاع معدل البطالة فجأة اختفى 46 شاباً من أسيوط يعملون فى ليبيا ويخشى أهلهم أن يلقوا مصير ال21 مصرياً الذين ذبحهم تنظيم داعش قبل أكثر من شهر. الشباب سافر الى إيطاليا للبحث عن العمل ومساعدة أسرهم. وكان السفرعن طريق الهجرة غير الشرعية هو السبيل الوحيد للذهاب الى روما ورغم مشقة الهجرة وآثارها الوخيمة، سواء الموت غرقًا أو السجن إلا أن هناك إقبالاً كبيرًا على الفرار من أرض الوطن إلى حيث المجهول. 46شاباً من قرى و مركز ابنوب جميعهم تحت 20عاماً قد اختفوا منذ أكثر من 6أشهر فى ظروف غامضة، وإلى أسرهم اتجهت «الوفد» للوقوف على أصل الحكاية، وأبعاد القضية والسبب الرئيسى حول اختفاء هؤلاء الشباب. على بعد 12كيلو متراً عن بندر أسيوط، رافقنا الحاج أحمد الخازندار مرشح حزب الوفد على المقعد الفردى بدائرة بندر أسيوط وعبدالعاطى احمد عبدالعاطى امين الصندوق بلجنة الوفد واسلام مالك امين صندوق الشباب ومحمد السيد واحمد محمد سيد من شباب حزب الوفد وحسام عبدالعظيم سكرتير لجنة الحزب. وتبين لنا أن الشباب أبحروا عن طريق الهجرة غير الشرعية على متن مركب متهالك للبحث عن رغد العيش والرزق الواسع بعد ان تقطعت بهم سبل الحياة فى وطنهم الأم مصر، فى سيناريو متكرر منذ سنوات، وأن أهل هؤلاء الشباب لا يعلمون شيئاً منذ لحظة منذ خروجهم، فهل لقوا مصرعهم غرقاً فى المتوسط او احتجزتهم السلطات الامنية أو تم الزج بهم الى المليشيات الارهابية التابعة للاخوان المسلمين و«داعش» فى ليبيا رداً على شن الطيران المصرى ضربات جوية على معاقل المتطرفين،او فى سجون ايطاليا؟... اصبح السؤال لغزاً يحير أهالى الضحايا وإجابته الوحيدة عند سمسار الهجرة غير الشرعية والهارب من قبضة الامن منذ اختفاء الشباب. لقاء الضحايا الأهالى فور وصولنا إلى مركز ابنوب فوجئنا بتجمع كبير لأهالى المنطقة الذين قاموا باستضافتنا داخل منزل حمدى دبور والد الشاب كيرلس أحد المفقودين الذى اكد ان ابناءهم غادروا اسيوط متجهين الى الاسكندرية يوم 28اغسطس 2014 برفقة ممدوح مصطفى احمد السيد وشهرته «سعداوى» ومحمد حسن الراوسى وهما من سماسرة الهجرة غير الشرعية مستقلين سيارتين «ميكروباص»، لافتاً إلِى أنهما قاما بتحصيل مبلغ 20الف جنيه من كل شاب قبل السفرعلى ان يسدد اهالى الشباب 10آلاف جنيه اخرى فور وصول ابنائهم الى إيطاليا. وأضاف دبور، أن أولادهم نزلوا بفندق بشارع خالد بن الوليد منطقة ميامى الاسكندرية ومكثوا قرابة الاسبوع حتى يوم 6سبتمبر الماضى ليتوجهوا بعد ذلك الى ميناء رشيد للابحار على ظهر مركب سياحى كما اكد لهم سمسار الهجرة غير الشرعية. وتابع والد كيرلس، أن آخر اتصال بينه وبين نجله بعد منتصف ليل السادس من سبتمبر،والذى اكد له خلال اتصاله انه يجلس بإحدى الكافتريات بمنطقة ميناء رشيد فى انتظار ان تصدر لهم التعليمات بالصعود الى السفينة للابحارعبر المتوسط الى روما،لافتاً ان الاتصال انقطع بعدها نهائياً. وأوضح دبور،حاولنا الاتصال عشرات المرات ولكن هواتف أولادهم المحمولة كانت قد اغلقت بشكل نهائى ليتجمع أهالى الشباب فى منزله مؤكدين ان جميع الهواتف مغلقة أيضاً وعلى الفور قاموا بالاتصال بالمدعو «سعداوى» الذى اكد لهم ان اولادهم قد ابحروعلى متن السفينة المتجهة الى السواحل الايطالية وانهم بأفضل حال،وبعد مرور 4ايام عاودوا الاتصال مرة اخرى بالمدعو «سعداوى»الذى كان يطمئنهم كل مرة بأن ذويهم بخير. وتابع والد كيرلس،انتظرنا حتى يوم25سبتمبر وعاودنا الاتصال بسعداوى اكثر من مرة والذى كان يتملص ولايجيب عن الهاتف حتى الأول من أكتوبر من العام ذاته ويضيف بعدها اتجهنا جميعاً الى منزل سعداوى والذى اكد لهم ان ابنائهم ألقى القبض عليهم من قبل السلطات الايطالية بتاريخ 21اكتوبر وانهم يقبعون فى سجون روما. القلق يسيطر على الجميع ويقول جوزيف يوسف من أهالى الضحايا ان حالة من القلق الشديد اصابتنا بعد التشكيك فى حديث «سعداوى» قررنا بعدها اتخاذ خطوات تصعيدية ضد السمسار وهى اللجوء الى الشرطة، وقام اقاربه بالتفاوض معنا وإمهاله شهراً للبحث عن الشباب وبعد مرور اكثر من شهر عاودنا مرة اخرى الى أقاربه الذين تملصوا واكدوا لنا انه لاعلاقة لهم به واذهبوا إلى الشرطة. وبصوت مرتفع قاطع سعد رشدى شحاتة والد اسامة رشدى شحاتة احد المفقودين، حديث الجميع ويكيل الاتهامات لأجهزة الدولة واصفاً إياها بأنها «لاتصد ولاترد» قائلا حررنا عدة محاضر أحدها برقم 20308 مباحث الاموال العامة واخر برقم 1125شمال أسيوط وثالث برقم 1126شمال اسيوط ورابع آخر حمل رقم 4754 ادراة امن رشيد وجميعهم فى العام 2014 ضد المدعو سعداوى سمسار الهجرة غير الشرعية وبعد التحقيقات معنا قررت النيابة ضبط واحضار «سعداوى والراوسى» وحتى الآن وقد مرت اكثر من 6أشهر على اختفاء أولادهم ولم نضبط الشرطة المجرمين الذين هددوا أهالى الضحايا بالقتل ان لم يكفوا عن اجراء الشكاوى للجهات الأمنية ،مشيراً إلى ان التهديد مستمر حتى اليوم. وواصل سعد حديثه، لم تغمض لى عين ولا تجف لى دموع انا وأسرة الضحايا وسلكنا كافة الطرق للبحث عن أولادنا، قدمنا شكاوى الى المحامى العام لنيابات اسيوط وجهاز الامن الوطنى ومباحث الاموال العامة ومكتب النائب العام ووزارة الخارجية والمنظمة المصرية لحقوق الانسان برئاسة نجيب جبرائيل، دون جدوى، وأبدى انزعاجه وتعجبه من ترك المجرم يتنعم بأموالهم فيما لايزال أبناؤهم قيد المجهول. سلك الأهالى مسلكاً.. آخر للبحث عن ذويهم بعد ان خذلتهم الأجهزة المعنية ذهبوا بأنفسهم والاسكندرية وبور فؤاد وميناء رشيد للحصول على معلومات تفيد بمكان وجودهم ووردتهم أنباء عن وجود اولادهم فى سجون تابعة لمليشيا «داعش»فى العاصمة الليبية طرابلس وكما وردت معلومات أخرى عن وجودهم فى سجون إيطاليا، ليعودا فى النهاية دون نتيجة أو خيط يقودهم إلى مكان أبنائهم. الغريب أنه على الرغم من ان الاهالى يواصلون الليل بالنهار بحثاً عن اولادهم الذين رحلوا ويواجهون المصير المجهول, لايزال المدعو «سعداوى» يتنعم بأموال الشباب المفقودين، ولهذا حمل خيرى جميل صاروفيم، الأجهزة الأمنية مسئولية عدم القبض على المتهم رغم مرور اكثر من 6اشهر على اختفاء الضحايا. ناشد ناجح مكرم لطفى وجوزيف ابراهيم عبدالملاك ونادى ناشد وعشم الله ناروز ومقنع ناشد ووجيه طلعت فهيم ووليد يحيى عزمى وغيرهم من أهالى الضحايا المفقودين،خلال حديثهم «للوفد» الرئيس عبدالفتاح السيسى تبنى مشكلتهم والعمل على إعادة أولادهم إلى حضن الوطن. كما ناشدت شادية فنجرى وام ملاك ونبيلة رشدى وجميع امهات المفقودين الرئيس السيسى والجهات المعنية بالبحث عن اولادهن وسرعة عودتهم الى احضان امهاتهم قائلين «ياريس كفاية اللى راحو فى ليبيا» فى اشارة الى 21شاباً الذين لقو حتفهم ذبحاً على يد ميليشيا «داعش» المتطرفة مطلع العام الجارى. ومن جهته ناشد مرشح حزب الوفد الحاج احمد الخازندار وعبدالعاطى احمد عبدالعاطى امين صندوق اللجنة وشباب الوفد بأسيوط الرئيس عبدالفتاح السيسى والمهندس ابراهيم محلب وكافة الاجهزة السيادية والامنية والمعنية التدخل لعودة المفقودين.