أعلن الأزهر الشريف تأييده لاستجابة الدول الداعمة للقيادة الشرعية فى اليمن لطلبها وتدخلها بهدف الدفاع عن أمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، وذلك فى إطار مسئولياتها التاريخية تجاه الأمن القومى العربي. وطالب الأزهر بالاستمرار فى دعم اليمن ووأد النزعات الطائفية التى تهدد استقرار ووحدة شعبه، حتى نجنبه الدخول فى حرب طائفية لا يعلم مداها إلا الله، مؤكدًا أهمية العمل العربى المشترك على خروج اليمن من هذا الوضع الإنسانى المقلق. وحذر الأزهر من استغلال التنظيمات المتطرفة والميليشيات الطائفية لحالة عدم الاستقرار الراهنة فى اليمن مما يؤدى لاحتدام الصراع وإثارة مزيد من الفوضى، الأمر الذى يؤثر على استقرار اليمن والمنطقة بأسرها. وكرر الأزهر الشريف نداءه إلى الشَّعب اليمنى بضرورة التوحُّد حول مصلحة اليمن العُليا، ونبذ الفرقة والطائفيَّة، وتفويت الفرصة على المتربصين به. وأعرب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى بيان له أمس، عن سعادته لاستعادة العرب قوَّتَهم، واجتماعهم على قلب رجلٍ واحدٍ، وفتحهم صفحةً جديدةً من العلاقات، مؤكدا أنهم أصبحوا الآن قوةً رادعةً يُحسب لها الحساب فى مواجهة التَّحدياتِ والمشكلات التى تمسُّ مِن قريبٍ أو مِن بعيدٍ كيان الأمَّة وحاضرِها ومستقبلِها. وشدد الطيب على أيدى قادة الأُمَّة فى الدِّفاع عن بلادهم والذَّودِ عن أوطانهم، مقدرا هذه الرسالةَ غير المسبوقة التى تضع حدًّا حاسمًا سريعًا لكلِّ مَنْ يُسوِّلُ له غرورُه العبثَ بوَحدة الأمَّة العربيَّة، والتَّدخُّلَ فى شئونها، واللَّعبَ على وطر الفتنة الطائفية والمذهبية، واستغلالَ ضعاف النُّفوس وشرائهم لبيعِ أوطانِهم وولاءاتِهم للآخَر المتربِّص بهم، وهؤلاء لا يدركون أنَّهم سيكونون أوَّلَ صيدٍ يفترسُه هذا الوحشُ الغادرُ الذى لا تُوقِفُه عند حدِّه إلا لغةُ القُوَّةِ ووَحْدَة العرب وردع سلاحهم. وتوجه شيخ الأَزهر الشَّريف، بالشكر لله تعالى على ظهور هذه الصَّحوةِ العربيَّةِ التى بدأت تُدوِّى فى المنطقة، وتحفظ مصالح شعوبها، وتحرس آمالَهم وطموحاتِهم وحقَّهم فى ردع المعتدى عليهم وردِّه على أعقابِه خاسئًا مدحورًا. وعبر الطيب عن فخره وهو يرى إشراق يقظةٍ عربيةٍ تلوح فى الأفق وبدأتْ خيوطها المتينة تُنسج فى الاجتماع التاريخيِّ للقمَّة العربيَّة التى عقدت امس برئاسةٍ مصريةٍ فى شرم الشيخ، وندعو الله له مِن كلِّ قلوبنا أنْ يوفِّقَ قادتَه إلى تحقيق آمال الشَّعب العربيِّ وأمانِيه فى أنْ يكون شعبًا متَّحدًا قويًّا اقتصاديًّا وعسكريًّا وحضاريًّا. فى سياق متصل أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الأمن القومى العربى خط أحمر، لافتا إلى أن مصر تقف بقوة إلى جانب أشقائها العرب للدفاع عن الأمن القومى العربى الذى لا يتجزأ، إيمانا منها بوحدة المصير المشترك. جاء ذلك خلال اجتماع الوزير بالقافلة الدعوية وقيادات الأوقاف بشرم الشيخ أمس. وأكد جميع المجتمعين من قيادات الأوقاف على دعمهم غير المحدود لقيادتنا السياسية الحكيمة، وعلى ثقتهم الكاملة فيما تتخذه هذه القيادة الحكيمة وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية من قرارات لصالح الوطن والأمة. وأكدت وزارة الأوقاف بجميع علمائها وأئمتها وموظفيها والعاملين بها أنها تقف بقوة خلف الرئيس فيما يقرره بشأن الأحداث الجارية فى اليمن، إيمانًا منها بحسن تقديره للأمور واتخاذه القرار المناسب فى الوقت المناسب.