تواجه إدارة مشيخة الأزهر الشريف هجوما غير مسبق، فكل يوم تزداد الشراسة الإعلامية على شيخ الأزهر وقيادات الإدارة باتهامهم على عدم القدرة علي تجديد الخطاب الديني ومؤازرة البلاد فى مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تنجح فى نشر الأفكار الهدامة. وجاءت مطالبات البعض بإنشاء مؤسسة دينية موازية للأزهر تسهم فى تجديد الخطاب الدينى، لتزيد من حدة الأزمة. وترصد "بوابة الوفد" أراء علماء الأزهر حول موقفه من الهجوم الحاد من بعض المؤسسات الإعلامية والمواطنين. وفي هذا السياق.. أكد الدكتور محيي الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن يشكك في نزاهة ومصداقية المؤسسة الدينية والعلمية الأولى في العالم، هو شخص لا يعرف تاريخ الأزهر ولا يدرى ما قدمه للعالم الإسلامي من حفاظ على الوسطية فى الإسلام والتقدم العلمي بالعلوم الدينية. وأشار عفيفى، في تصريحات خاصة ل"الوفد"، أن من يطالب بإنشاء مؤسسات علمية بديلة للأزهر، فعليه التفكير أولاً، فالأزهر كيان علمى لا يماثله صرح فى العالم كله، وأن رد الأزهر على تلك الأقاويل سيكون عمليا من خلال ما نقدمه من ندوات ودورات للواعظين والمشايخ التابعين للمؤسسة، مشيراً أن الأزهر ليس فى حاجه إلى إثبات نفسه أمام من يتطاول عليه ولكن علماؤه يثبتون يومياً قيمة الأزهر فى الحفاظ على عقيدة المسلمين. وأوضح الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية، أن الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب أكد أن الأزهر يواجه تحديات صعبة منذ القدم، ولن يعرقله تلك التطاولات الإعلامية، مشيراً أن مشيخة الأزهر لا تهتم بملاحقة كل ناعق ومتطاول، حتى لا يتحول من مؤسسه دينية إلى مؤسسة رد ودفع، وحتى لا تنحصر رسالته في الرد وننشغل عن قضية العالم الإسلامي. واستنكر عميد العلوم الإسلامية، مطالبات البعض بإنشاء مؤسسة دينية وعلمية بديلة للأزهر من علماء لا نعرفهم، متسائلاً" من أين سيأتي بعلماء لهذه المؤسسة، ومن سيكون المسئول عن تفسير القرآن وعلوم الحديث للمواطنين؟"، مشيراً أن من يطالب بذلك لا يعي ما يقوله، والتطاول على الأزهر بتلك الصيغ وقاحة ليست صراحة. وشدد الدكتور أحمد كريمة أستاذ العلوم الشرعية بجامعة الأزهر، أنه من المستحيل أن توافق الدولة على إنشاء مؤسسة علمية بديلة للأزهر، قائلاً" من يتحدث في ذلك مقره مستشفى الأمراض العقلية". وأشار كريمة أن تلك المطالبات نابعة من أفكار جماعة الإخوان ، حينما حاولوا إنشاء مؤسسة بديله بتركيا ولكنهم لم ينجحوا، مؤكداً أن الأزهر سيواجه هذه الأفكار الخبيثة بكل حزم ولن يعطي الفرصة لمتطاول أن ينال منه. وأكد كريمة، أن الإسلام دين أخلاق ويجب على الجميع أن يوقر الكبار والقادة وأن يحترم صغار المسئولين في تلك المؤسسات الدينية، خاصة أن بعض القنوات تخرج عن سياق الاحترام المتعارف عليه بين المسلمين في كثير من القضايا التي تعرضها، مضيفا أنه لا أحد فوق النقد والتحليل ولكن كل شيء يكون في إطار الأخلاق.