مزايا جديدة، وإيجابيات عديدة، في هذا التحرك العربي لمواجهة الاعتداء الحوثي علي الشرعية في اليمن.. هموم مصريةأول هذه المزايا هي أن القوة العربية المشتركة أصبحت واقعاً ملموساً علي الأرض والجو والبحر، بعد أن كانت مجرد كلمات جوفاء.. وربما لم تتوحد القوة العسكرية العربية - هكذا - إلا مرة واحدة وكان ذلك في بداية نشأة جامعة الدول العربية، أقصد بدخول قوات من الجيوش العربية في حرب فلسطين عام 1948.. مهما كانت النتيجة، وقد عجز العرب عن وقوف هذا الموقف العسكري حتي خلال جريمة صدام حسين عندما اعتدي واحتل الكويت، وفي الموقف العسكري العربي الحالي نجد التنفيذ العملي والفعلي لميثاق الجامعة العربية، وتفعيلاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك الموقعة في ابريل 1950 خلال حكم الوفد لمصر من يناير 1950 إلي يناير 1952. وثاني هذه المزايا أن القوي العربية «الفاعلة» لم تتأخر عن هذا الموقف وهي «كل» دول شبه الجزيرة العربية، ما عدا سلطنة عُمان التي تفضل سياسة هادئة ناعمة وأن تبقي الباب مفتوحاً، ولو مجرد باب واحد، للتواصل والوساطة.. وكل دول المغرب العربي القادرة والباقية، بعد الذي حدث في ليبيا وتونس.. أما موريتانيا فلم نتعود منها أي ايجابية.. وتبقي الجزائر التي ينص دستورها علي عدم خروج أي قوات جزائرية.. خارج الجزائر.. ويتبقي من الدول العربية من يعجز عن الحركة الذاتية - رغم امكانياته - مثل العراق التي تسير علي الأشواك.. فهي بين مخاطر داعش.. والتواجد الايراني القوي، حتي يقال الآن أن بغداد تستطيع أن تأخذ قراراً «عراقياً» خالصاً.. دون موافقة طهران! أما سوريا فكان الله في عونها.. ولبنان بين فكي الصراع، وتتبقي الصومال وجيبوتي وجزر القمر.. وفلسطين.. ومن الايجابيات ان التحرك العربي المشترك أراه رسالة واضحة تمام الوضوح لكل من يحاول الاعتداء علي المنطقة أي هي رسالة موجهة إلي داعش في الداخل.. والتنظيمات الارهابية في ليبيا وأيضاً في الصومال، وأيضاً رسالة إلي ايران صاحبة المطامع الاولي الحالية في المنطقة. ومن الايجابيات أن هذا التحرك العربي الموحد «من 9 دول» عربية رسالة إلي أي قوي خارجية بعدم التدخل في مشاكل المنطقة.. لأن العجز العربي أيام أزمة احتلال الكويت، هو الذي جعل أمريكا وحلفاءها تتدخل في المنطقة لتتخذ منها قاعدة للقفز إلي العراق وتدميره.. وهي رسالة لهذه القوي الخارجية بكف يدها عن سوريا وليبيا.. لأن الموقف العسكري العربي الجديد يمكن أن يتحول إلي قوة ردع عربية تتصدي لأي تدخل أجنبي، في أي موقع عربي.. ولذا أقول إن هذ التحرك العربي رسالة أيضاً لكل أطراف الصراع في سوريا - شريكنا الطبيعي في الدفاع عن العرب والعروبة.. وكذلك لكل المطامع الاجنبية في ليبيا، وما أكثر هذه المطامع في ليبيا وفي سوريا.. ونعترف بأن التدخل أنواعاً، هناك تدخل حميد كما حدث خلال تحرير الكويت الذي إنطلقت قواته من حفر الباطن في أقصي شمال شرق السعودية، وما يحدث الآن في اليمن وبهذا أصبحت الاراضي السعودية نقطة انطلاق للدفاع عن الشرعية العربية، كما حدث في تحرير الكويت.. والآن في عملية تحرير اليمن.. وإن شاء الله للتحرك لتحرير ليبيا ومساعدة سوريا في عبور محنتها القاسية.. أما الدور الباكستاني فلا ينكره أحد.. ولولا الملامة لطالبت بقبول انضمام باكستان إلي الجامعة العربية لأنها الأقرب إلينا من كل الدولة الاسلامية، غير الناطقة بالعربية.. وليس فقط بسبب قوتها العسكرية بل إن الدور الباكستاني هام الآن للضغط علي ايران من الشرق لقرب الاراضي الباكستانية من الاراضي الايرانية.. وأري أن مجرد اشتراك قوات باكستانية يعطي زخماً وقوة ودعماً للقوي العربية في اليمن، وفي غيرها،، ولا ننسي أنها القوة الاسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي.. وهي بذلك تمثل عنصراً فاعلاً في الصراع مع إيران!!. أقول ذلك وأنا أقول: هنيئاً لسوق السلاح الدولي للدول المصنعة للاسلحة من روسيا والصين شرقاً إلي أوروبا كلها في الوسط وإلي الولاياتالمتحدة وكندا غرباً.. خصوصاً وأن سوق السلاح لا يمكن تجاهل حجم عملياته.. وثروته، فالسلاح يضرب السلاح.. والفائز هو الصانع.. وهو التاجر..وهو الوسيط!! أما علي عبدالله صالح رئيس اليمن الذي اسقطته الثورة فينطبق عليه مقولة «يموت الزمار.. وإصبعه يلعب» فالرجل الذي حكم اليمن 33 عاماً يحلم بالعودة إلي حكم اليمن ولو كره الكارهون.. وإذا لم يصل إلي عرش اليمن فإنه يحلم أن يصبح ابنه - وهو من قادة الحرس الجمهوري - رئيساً لليمن، ولهذا تمرد الاب والابن علي الشرعية هناك من أجل عرش ملكة سبأ.. عرش اليمن.. وحلم الجعان.. عيش!!