تحل علينا اليوم الذكرى الأربعين لاغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ، ذلك القائد العربي الذى سجل مواقف رائعة في مساندة العرب ودعم المقاومة العربية ، والذي اغتيل على يد ابن أخيه فيصل بن مساعد بن عبد العزيز عام 1975م عن عمر ناهز الثامنة والستين. وعند ذكر الملك فيصل خاصة ، نستذكر دوره في مساندة مصر إبان الأزمات خصيصاً في حرب أكتوبر حينما قام بقطع البترول عن الدول الداعمة للكيان الصهيوني ، ليسجل النصر للجانب المصري بعد تراجع الكثير من الدول عن مساندة إسرائيل بعد موقف السعودية منهم ، فضلاً عن دوره الرائد فى دعم القضيه الفلسطينية عبر المحافل الدوليه والمواقف الأخويه تجاه كافة دول الأمة الإسلامية. ولد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود عام 1906 وهو الابن الثالث من أبناء الملك عبد العزيز من الذكور، وقد دخل معترك السياسة فى سن مبكرة حيث عين 1926 نائبا عاما للملك عبد العزيز وكان عمره لايتعدى العشرين، وفي عام 1927 عين رئيساً لمجلس الشورى . تدرج "فيصل في المناصب السياسية السيادية ، حتى أنه في عام 1932 عين وزيراً للخارجية بجانب رئاسة لمجلس الشورى السعودي وأثناء توليه لوزارة الخارجية طلب من الملك عبد العزيز بقطع العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد القرار الجائر من الأممالمتحدة بتقسيم دولة فلسطين ولكن لم يستجاب لطلبه، وفى عام 1934شارك فى الحرب التى نشبت بين السعوديه واليمن . وعقب وفاه والده الملك عبد العزيز وتولى أخوه الملك سعود بن عبد العزيز الحكم عينه وليا للعهد وأعاده لوزارة الخارجية مرة أخرى، نظرا لكفاءته التي برزت في عهد والده. وفى أواخر حكم الملك سعود تعرض للعديد من المتاعب الصحية مما اضطره للسفر خارج البلاد لفترات طويلة لتلقى العلاج وأصبح غير قادر على إدارة شئون المملكة، الأمر الذي أدى إلى انعقاد اجتماع للملوك والأمراء فى مارس 1964 للنظر فى ذلك، وأصدر العلماء بيانا مفاده أن يظل الملك سعود فى منصبه على أن يتم إسناد إدارة أمور المملكة إلى الأمير فيصل فنشب خلاف شديد بين الملك سعود والأمير فيصل. أدى هذا إلى اجتماع العلماء مرة أخرى في نوفمبر 1964وأعلن مفتي المملكة محمد بن إبراهيم آل الشيخ خلع الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود ومبايعه الأمير فيصل وفى اليوم التالي تم مبايعة الأمير فيصل ملكا للملكة العربية السعودية. ومنذ توليه الحكم قام بالعديد من الإصلاحات على المستوى الداخلي للمملكة في مجالات الصحة والاهتمام بالتعليم وفى مجالات النقل والمواصلات داخل المملكة وربط المملكة بدول الجوار "العراق والأردن والإمارات" عن طريق شبكة مواصلات كاملة. وعلى المستوى الخارجى بذل قصارى جهده فى توحيد الأمة العربية وانصب كل اهتمامه بالقضية الفلسطينية فظل مدافعا عن حقوق الفلسطينيين فى مواجهه الاحتلال الصهيونى وعقب نكسه 1967م وبمؤتمر القمة العربية بالسودان تعهد بتقديم مساعدات مالية سنوية لإزالة أثار النكسة على مصر والدول المتضررة من العدوان الإسرائيلي. أما عن أبرز المواقف التى توجت الملك فيصل ، فكان موقفه إبان حرب أكتوبر 1973م ، حينما قرر مع العديد من الدول العربية قطع الإمدادات البترولية عن الدول الأوروبية الداعمة لإسرائيل وقال جملته الشهيرة "عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود إليهما". في يوم الثلاثاء الموافق 25 مارس 1975أقدم الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود ابن أخو " الملك فيصل" على قتله بإطلاق الرصاص عليه وهو فى مكتبه بالديوان الملكى حين كان يستقبل وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي. ولم يعرف الدافع الحقيقى وراء مقتله إلا أن الكثير من التكهنات ترى أنه جاء بإيعاذ من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوروبية المتضررة من قراره أوائل السبعينات بقطع البترول عن الدول الداعمة لإسرائيل ووقوفه بجانب دول المواجهة "مصر وسوريا ولبنان والأردن" فى حرب أكتوبر 1973