رأت مجلة إيكونوميست البريطانية، أن مصر ابتعدت عن حضن القارة السمراء لسنوات طويلة خاصة فى فترة ما بعد محاولة اغتيال الرئيس المصرى الأسبق مبارك فى إثيوبيا عام 1995، التى أعقبتها 16 عاما من تجنب العلاقات الأفريقية إلى الإطاحة به فى عام 2011 ولكنها فى الطريق لاستعادة العلاقات مع القارة. وانسحبت مصر من الساحة الأفريقية بشكل ملحوظ فى السنوات الماضية حيث لم تتعد حجم تجارتها مع الدول الإفريقية نسبة 3%, ولا تضم المراتب ال15 الأولى من قائمة الدول التى تستورد من مصر على أى دولة أفريقية، حتى أن دولة نيجيريا ذات الاقتصاد الأضخم فى القارة، تستورد نسبة 0.3% فقط من إجمالى الصادرات المصرية للدول الأخرى. وأسهمت عوامل فقر البنية التحتية والخدمات اللوجستية وتمسك الدول الأفريقية بالتعامل مع دول تربطها بها علاقات تجارية تاريخية فى تدهور علاقات التبادل التجارى بين مصر وأفريقيا وبالرغم من زيادة حجم التجارة فى مصر إلا أن نصيب القارة الأفريقية كان الأصغر. ولكن مع اهتمام الرئيس السيسى بأجندة الاستثمارات، كان احتضان الرئيس السيسى للقارة تجاريا واقتصاديا، حيث أن المؤتمر الاقتصادى يضم 10 من القادة الأفارقة ومن المقرر أن الدول الأفريقية وعلى رأسها مصر ستفتتح منطقة للتجارة الحرة فى القاهرة بحلول 26 مايو من العام الجارى. وعلى الصعيد السياسى، كانت العلاقات بين مصر وأفريقيا خاصة الاتحاد الأفريقى متوترة بسبب معاقبة الرئيس عبد الفتاح السيسى على إطاحته بنظام الإخوان المسلمين فى مصر إلا أن السيسى يحاول الأن إقناع نظراؤه الأفارقة بخطر الإسلام السياسى بداية من تدخله فى ليبيا لضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية ودعم مصر للحكومات العلمانية فى الشرق وخطابه عن الثورة الدينية من أجل القضاء على الجماعات الجهادية فى أفريقيا. وعلى الصعيد الإقليمي، قالت إيكونوميست إن أزمة سد النهضة أودت بالعلاقات المصرية الأفريقية إلى درجة "الحديث عن حرب"، خاصة بعد توقيع دول حوض النيل اتفاقية جديدة بدون مصر ولكن على عكس موقف الرئيس مبارك المعادى للقادة الأفارقة، حاول الرئيس السيسى خفض مستوى التوترات حيث وقع الأسبوع الماضى اتفاقية مع أثيوبيا على مشاركة مياه النيل. ورأت إيكونوميست أن توقيع السيسى لاتفاقية تضمن استفادة مصر وأثيوبيا، والسودان من مياه سد النهضة، يعتبر الاندماج الأمثل مع أفريقيا مجددا إضافة إلى أن السيسى كان مرنا بتواجده فى القمم الأفريقية. وأضافت: "لا يمكن أن نجزم بأن استعادة العلاقات مع أفريقيا سيرفع من شأن الرئيس السيسى ليصل لإنجازات الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر فى هذا الصدد ولكنه نجح فى استعادة وضع مصر داخل القارة".