img src="http://cdn.alwafd.org/images/news/1278950689asdfgah.jpg" alt="عاطف الغمرى يكتب : الجهل بالإسلام يدفع أوروبيين للانضمام إلى "داعش"" title="عاطف الغمرى يكتب : الجهل بالإسلام يدفع أوروبيين للانضمام إلى "داعش"" width="200px" height="260px" / طوال فترة تصل إلى 25 سنة تقريباً، يعكف علماء النفس على دراسة الخصائص الذاتية، للفرد الإرهابي، للوصول إلى مفاتيح تفسر لهم، البواعث النفسية التي تدفع هذا الفرد إلى ممارسة العنف، مقترناً بشهوة القتل والاستمتاع بها . وهو ما لوحظ مؤخراً من صور تبرز الواحد منهم، وهو يمسك برأس ضحيته، بعد قطعها، وملامحه المخفية وراء قناع أسود، تفضح الشهوة والتشفي التي تنطق بها نظرة عينيه . كثير من علماء النفس اتفقوا على أن معظم الإرهابيين ليسوا مرضى بالمعنى التقليدي Pathological ، أو مصابين بأمراض عقلية، واستندوا في ذلك إلى بحوث خاضت في عمق تفكير هؤلاء الأفراد، من خلال حوارات مع حوالي ثمانين شخصاً من الإرهابيين السابقين، الذين انشقوا عن تنظيماتهم . وفي الفترة الأخيرة، حدث تحول في دراسات خصائص شخصية الإرهابي، بعد انتشار الممارسات الإرهابية داخل دول أوروبية، وإعلان من يرتكبونها أنهم مسلمون، وأن تصرفاتهم يمليها عليهم دينهم الإسلامي . عندئذ اتجه عدد كبير من الدارسين المتخصصين إلى تكثيف جهودهم في دراسة الدين الإسلامي نفسه، وفي النهاية خرجوا بآراء مختلفة في تشخيص الفرد الإرهابي، تحدث عنها بعضهم مثل البروفيسور ماكس ابرامز خبير الإرهاب بالجامعات الأمريكية . بقوله: "لقد وجدنا أن الذين ينضمون لجماعات إرهابية مثل "داعش"، هم الأكثر جهلاً بالدين الذي يتحدثون باسمه . ولو أجريت لهم أبسط الاختبارات عن الإسلام، فإنهم سوف يرسبون فيها" . ويؤيد هذه النتيجة جون هورجان مدير مركز بحوث الإرهاب، وصاحب الدراسات العديدة حول سيكولوجية الإرهابي . وقال إن معرفة هؤلاء بحقيقة الدين الإسلامي، هي السبيل لمنع جيل قادم من الانضمام إلى "داعش" وغيرها من منظمات الإرهاب . وقال إن قطع الرؤوس ليس تصرفاً يرتكبه الإرهابي فجأة، بل تتم تهيئته نفسياً وتثقيفياً، عبر عمليات تدريب عقلي وذهني شديدة الدقة . وهورجان بالذات، يعد مرجعاً في المنتديات المهتمة بهذا الموضوع، فهو قد أمضى عشرين عاماً متواصلة في دراسة الإرهاب، بدأها في موطنه الأصلي إيرلندا، بأبحاث ومقالات عن الجيش الجمهوري الإيرلندي، ثم توسع في بحوثه خاصة بعد انتقاله إلى الولاياتالمتحدة، وتوليه إدارة المركز الدولي لدراسات الإرهاب بجامعة بنسلفانيا . وله مؤلفات عديدة منها على سبيل المثال: "الخروج من الإرهاب"، و"اترك الإرهاب وراء ظهرك" و"البحث في شخصية الإرهابي"، "إعادة تأهيل الإرهابي"، و"مستقبل الإرهاب" . وفي دراساته الأخيرة لم يستبعد منها العامل النفسي، لكنه وسع إطار نظرته إلى مجالات علمية أخرى، مثل علم الاجتماع، وعلم الجريمة . ويقول: من المهم للباحث، ألا يكون متحيزاً، وألا يكون له رأي مسبق، في الموضوع الذي يبحث فيه . وبالنسبة لباحثين آخرين ممن شغلوا بتحديد الدوافع الأولية التي تجعل شخصاً عادياً، ينتقل من إطار حياته الطبيعية، إلى الانخراط في صفوف التنظيمات التكفيرية، فإنهم توصلوا إلى تصورات أعلنوها . منهم عالم النفس كلارك مكلوي مدير مركز دراسات الإرهاب السياسي، ويرى أن الإرهاب هو "حرب الضعيف" . فهو شخص غير قادر على جذب قطاعات من الجماهير بالحجة، فيلجأ إلى العنف المبالغ فيه، وهو يقنع نفسه أولاً، بأنه يفعل ذلك لأنه يواجه قوة قمعية . ومن جانبه يعدد هورجان عدداً من المواصفات التي يرى أنها تهيئ أشخاصاً للتحول إلى إرهابيين يسهل تجنيدهم هي: - شعور يتملك بعضهم بالغضب، من أنهم محرومون ممن يرونه حقاً مشروعاً . - يعتقدون أن دورهم في المشاركة السياسية لا يعطيهم قوة التأثير في التغيير الذي يريدونه . - يشعرون بأنهم يحتاجون إلى الإقدام على سلوكيات تشعر الآخرين بهم، وليس بالتحدث عن مشاكلهم . - يسيطر عليهم اقتناع بأن العنف ضد الدولة هو عمل أخلاقي . - يعتقدون أن الانضمام إلى حركة ما، وعضويتهم فيها، يعطيهم عائداً نفسياً واجتماعياً، بربطهم بعلاقة وثيقة مع زملاء يفكرون مثلهم . - وأن ذلك يزيد من شعورهم بأن لهم كياناً . وفي تفسير الظاهرة الراهنة، الخاصة بمغادرة شباب من جنسيات أوروبية بلادهم والذهاب للانضمام إلى تنظيم "داعش"، فقد وجدوا، أن هؤلاء الأجانب تتملكهم رغبة في المغامرة، رغم خطورتها، وأنهم لديهم إحساس بالحاجة للانتماء إلى شيء مختلف، له خصوصيته غير المألوفة، ويعطي حياتهم طابعاً جديداً . وأن بعضهم يبحث عن الخلاص من نمط حياة وصل بهم إلى حافة الملل . ولم تقتصر الدراسات على الدوافع التي تقود للانضمام لمنظمات إرهابية، بل شملت أيضاً الدوافع لدى أشخاص انشقوا عن الجماعات، ورفضوها تماما، بعد أن كانوا ضالعين في عملياتها . وكذلك دراسة الكيفية التي تتغير بها طباع المشاركين في الإرهاب، حين ينقلب الفرد من كونه شخصاً وادعاً متسامحاً، إلى شخص متعصب تسيطر عليه شهوة سفك الدماء . وفي سياق هذه الدراسات، سئل أفراد من الأجانب الذين انضموا إلى "داعش"، عن سبب انضمامهم إليها، فكانت إجابتهم: لكي نقتل الكفار! . والإجابة في حد ذاتها تعود بنا إلى ما انتهت إليه الدراسات الحديثة للباحثين الذين حولوا اهتمامهم إلى دراسة حقيقة الدين الإسلامي، ووجدوا أن كل ما يفعله ويقوله أعضاء التنظيمات الإرهابية يمثل خروجاً تاماً على الدين الإسلامي، ومخالفة صريحة لتعاليمه، وأن الإسلام ليس بهذا الشكل الذي يصورونه به ويسيئون إليه . نقلا عن صحيفة الخليج