انتشر مؤخرا الحديث عن مصالحة الدولة لجماعة الإخوان من خلال توقيع أعضائها إقرارات التوبة داخل السجون وعمل مراجعات فكرية ما أدى إلى حالة من الجدل فى الأوساط السياسية وأكد عدد من الإخوان المنشقين أن إقرارات التوبة التى تجرى حاليا "صورية" وليست حقيقية؛ لأنها لا تعتمد على مراجعات فقهية وفكرية وأن كل التجارب السابقة التي خاضتها الدولة في التصالح مع الجماعات الإرهابية أثبتت فشلها على مدار التاريخ وأنهم يريدون فقط الخروج من السجون والحصول على الحرية، فيما أشار البعض إلى أن قيادات الجماعة ترفض هذه الإقرارات وتصف الموقعين عليها بالكفار والخائنين. قال ثروت الخرباوى القيادى الإخوانى المنشق: إن هناك عددا من أنصار جماعة الإخوان فى السجون يوقعون على إقرارات التوبة مشيرا إلى أنها إقرارت صورية وليست حقيقية وهدفها الإفلات من السجن والحصول على الحرية. وأضاف الخرباوى أن فترة الستينات شهدت الأمر نفسه ووقع شباب الإخوان على إقرارات التوبة وتمت الموافقة لهم بها لكن عندما خرجوا من السجون كونوا أخطر جماعة تكفيرية فى تاريخ مصر وهى التكفير والهجرة لافتا إلى أن جزءا من أفكار الإخوان يتفق مع الفقه الشيعى الذى يقوم على التقية وبالتالى وما دام أن هناك إقرارات توبة دون مراجعات فكرية وفقهية فإنها تكون إقرارات صورية. وأوضح الخرباوى أنه يجب أن تكون هناك مراجعة فكرية وفقهية حقيقية وإذا أسفرت عن تراجع عدد منهم عن معتقداته الخطأ ننظر فيما بعد مدى صدقهم. وأشار الخرباوى إلى أن لقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسى، والدكتور كمال الهلباوى والدكتور مختار نوح أعضاء الإخوان السابقين، جاء بعد طلب مقابلته لعرض فكرة مشروع مصر رائدة التنوير ولبحث إمكانية دعم الدولة للمشروع. ولفت إلى أنهم أنشأوا مركزا فكريا فقهيا تحت اسم "مصر رائدة التنوير" يحتوى على مجموعة من التخصصات المختلفة المتعلقة بعلوم الفقة والحديث والقرآن وعلم النفس والسياسة والاقتصاد ويعتمد على مواجهة فكرية ضد الإرهاب ويستهدف كل الأشخاص فى مختلف المراحل العمرية. فيما قال محمد أبو حامد رئيس حزب حياة المصريين إن كل التجارب السابقة التي خاضتها الدولة في التصالح مع الجماعات الإرهابية أثبتت فشلها على مدار التاريخ، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات تعرض التوبة من أجل تخفيف القبضة الأمنية عليها فقط ولكنها لن تتوقف عن عمليات العنف. وأضاف أبوحامد أن تنظيم الإخوان الإرهابي يعرض التوبة وهو مازال يمارس العنف حتى هذه اللحظة، مؤكدًا أن قرار المصالحة مع الإخوان في يد الشعب المصري فقط كما قال الرئيس. وأشار أبوحامد إلى أن الشعب المصري لن يفرط في دماء أبنائه ولن يقبل التصالح مع الإخوان، داعيا المصريين بعدم الوقوع في خديعة الإخوان لأن حديثهم مملوء بالخداع والكذب. وأوضح أبوحامد أن الدولة تدرس حاليا الإفراج عن الأفراد غير المتورطين في الدماء بناءً على العفو الذي أصدره الرئيس. ورفض الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق التصالح مع الإخوان من خلال إقرارات التوبة مؤكدا أن التصالح مع الجماعة الإرهابية خيانة لدماء الشهداء. وقال إسلام الكتاتني القيادى المنشق عن جماعة الإخوان إن قيادات التنظيم ترفض إقرارات التوبة التي تقدم بها عدد من شباب الجماعة داخل السجون مقابل الإفراج عنهم، كما أن الجماعة تصف من يوقع على هذه القرارات بالخائن والعميل. وأشار الكتاتني إلى أننا يجب أن نفرق بين قيادات الجماعة وشبابها المغرر به، مشيرًا إلى أنه يجب عمل دراسة لكيفية الإفراج عن الذين تم القبض عليهم عشوائيًا أو الشباب المندفعين الذين قبض عليهم في المسيرات فقط، ولم يجرم أو يشارك في أعمال العنف والتخريب. وأضاف الكتاتني أن من يطلبون التوبة الآن هم مجموعة من الشباب الذين لا ينتمون للجماعة وإنما من الشباب المتعاطفين معها فقط، مؤكدًا أنه لو لم تظهر الدولة لهم بعينة الرحمة سيتحولون إلى إرهابيين حقيقيين وبالتالي نكون قمنا بصناعة قنبلة مؤقتة ستنفجر في المجتمع عند خروجهم من السجن. وأكد أنه يجب معالجة أفكار الشباب التائبين عن طريق عمل دورات مكثفة لهم واصفًا إياها "بغسيل المخ" والاطمئنان إلى أنه تمت مراجعة أفكارهم بالكامل، كما يجب أن تقوم الدولة والمجتمع بمراقبة سلوكهم بعد الخروج من السجن. واستكمل الكتاتني حديثه قائلًا إن عدد الإخوان يقدر بنحو 600 ألف مصري ولن تستطيع الدولة اعتقالهم جميعًا، مشيرًا إلى أنه يجب وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب وليس عن طريق الحل الأمني فقط.