تساءلت مجلة "تايم" الأمريكية عن الطريقة التي تعتقد الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها يمكن تؤدي إلى هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي. وقالت المجلة إن كل المسئولين العسكريين الأمريكيين يقولون إن إذلال وهزيمة تنظيم داعش ليست بالعمل الذي يمكن أن تقوم به وزارة الدفاع الأمريكية وحدها ولكنه أيضا لا يمكن أن يتم دونها. ولفتت المجلة إلى أن هذا المأزق الذي وجد الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه فيه أثناء سعيه لاكتشاف وسيلة لإصابة داعش بالشلل دون وضع قوات برية أمريكية إلى داخل الأراضي العراقية والسورية (بخلاف 3100 فرد من القوات الأمريكية الذين يقومون الآن بتدريب القوات العراقية وحماية السفارة الأمريكية وغيرها من المرافق). وأضافت المجلة أنه حتى الآن، أن الحمل الثقيل الذي تتحمله أمريكا في مكافحة داعش هو عن طريق شن الغارات الجوية، حيث أسقطت الطائرات الحربية الأمريكية أكثر من 8200 من القنابل والصواريخ على أهداف تابعة للتنظيم وذلك خلال 2500 غارة جوية في العراقوسوريا منذ أغسطس الماضي . ولفتت المجلة إلى أنه في الوقت كان يمكن فيه للمتمردين السوريين- أغلبهم من الأكراد- التمركز ببلدة كوباني، إلا أنهم لم يستعيدوها لأي سبب كان. حيث أنه في العراق، تقدر وزارة الدفاع الأمريكية أن قوات البيشمركة الكردية قد استعادت نسبة ضئيلة تقدر 3ر1 بالمائة من الأراضي المتنازع عليها والتي استحوذ عليها تنظيم داعش العام الماضي. واستطردت المجلة أن المسئولين الأمريكيين يعتقدون، أنه مع التدريب الكافي - واستمرار عمليات القوات الجوية الحليفة..فإن الجيش العراقي والقوات الكردية إلى جانب المتمردين السوريين المعتدلين، سيكونون قادرين على هزيمة داعش واستعادة الأراضي التي احتلتها خلال السنوات القليلة القادمة. وأضافت المجلة أن الاختبار الرئيسي لتلك الاستراتيجية ستأتي في وقت أبكر من شهر أبريل المقبل حيث يأمل البنتاجون في شن هجوم لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل في شمال العراق التي سيطرت عليها داعش في يونيو الماضي بعد أن أخرجت منها الجيش العراقي في هزيمة مذلة. وتقدر وزارة الدفاع الأمريكية أن قوة قوامها 25 ألف فرد مكونة من الجيش العراقي ووحدات البيشمركة الكردية سوف تكون قادرة على القضاء على ما يصل إلى 2000 من متشددي داعش .. والذين يعتقد أنهم سيطرون على الموصل. وتعتبر المعركة أمرا حيويا جدا لإضفاء الشرعية على نهج الولاياتالمتحدة .. حيث أوضح مسؤولو البنتاجون أنه إذا كان العراقيون غير مدربين بشكل كاف فإن هذا التحرك يمكن أن يتأخر وإذا لم يلحق القصف الجوي حول الموصل أضرارا كافية بداعش ، يمكن يتأجل لأشهر. وفي ذات السياق رأت مجلة "تايم" الأمريكية أنه من البديهى أن لا يشعر الكونجرس بضغوطات كثيرة ليفوض الرئيس الأمريكي في فعل ما يقوم به حاليا بعد انتظار ستة أشهر ومشاهدة 2300 غارة جوية أمريكية ضد المتشددين الإسلاميين في سورياوالعراق. ويقول رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر في تصريح للمجلة الأمريكية "هذا أمر غير مألوف لأنه عادة ما يتم التفويض قبل الشروع في اتخاذ أي إجراء وفي هذه الحالة، كان الناس يشاهدون لمدة ستة أشهر ويدور في خلدهم الكثير من الأسئلة بشأن ما إذا كنا ملتزمون حقا بالتعامل مع داعش أم لا وهو ما يعد مشكلة لأن الأمر برمته مختلف عن أي تفويض على مدار التاريخ الحديث ". وبحسب الصحيفة فأن الكثير من أعضاء الكونجرس مختلفين في الرأي حول الحرب ويتمنوا تجنب الجدل حول استخدام القوة العسكرية، فالديمقراطيون، وكثير منهم تم انتخابهم على أمل إخراج الولاياتالمتحدة من الحروب مثل العراق، ويشعرون بالقلق خصوصا من الموافقة على أي قرار من شأنه أن يفوض الرئيس بإرسال قوات إلى مستنقع آخر في الشرق الأوسط .. أما إذا صوت الجمهوريون بالموافقة على تفويض باستخدام القوة العسكرية، فقد يفتحون على أنفسهم باب من الانتقادات اللاذعة إذا فشلت استراتيجية البيت الأبيض.