لا اعتقد أنني قضيت ليلة أسوأ من تلك الليلة التي أذاع فيها داعش نبأ ذبح شهداننا في ليبيا.. ولا أعتقد أنني كنت أكثر سعادة يوما ما من صباح اليوم التالي بعد معرفة أنباء ضربة القوات الجوية المصرية لمعاقل داعش.. تلك الضربة التي أثبتت بها مصر أن لها ذراعاً طويلة قادرة علي أن تقتص لمصر من أعدائها. ولعل الضربة الجوية المصرية التي أكدت حسم العسكرية المصرية وأثبتت للجميع أن سكوتها من قبل لم يكن عن عجز أو ضعف.. والتي أثبتت أن الدم المصري غال، سواء كان لأقباط أو مسلمين. وأقول ان الضربة المصرية كشفت عن كثير مما كان يحاك ضد مصر - كما كشفت عن حجم المؤامرة العالمية التي ينعم فيها داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية بالرعاية القطرية التركية الأمريكية! فقطر قد هالها ان مصر قادرة علي ان ترد ضربة الإرهابيين خارج الوطن بما هو أشد منها، وقطر التي رعت الإرهاب طويلاً وكانت سبباً في سقوط القذافي وتفتيت الجيش الليبي والتي هي من يتدفق من خلالها ترسانة أسلحة للإرهابيين في ليبيا.. والتي نشرت كبريات الصحف العالمية تقارير مؤكدة عن دعمها للإرهاب، أغضبها ان مصر تتهمها بدعم الإرهاب.. شوفوا إزاي، فغضبت وسحبت سفيرها في مصر للتشاور.. في حين أن سفيرها مسحوب من قفاه خارج مصر من شهور. وتركيا التي لم تعجبها ضربة القوات الجوية المصرية لمعاقل داعش في ليبيا.. ونددت بتلك الضربة هي نفسها قامت بعملية عسكرية في الأراضي السورية.. أما عن أمريكا فحدث ولا حرج.. فهي لم تؤيد الضربة المصرية وحاولت المراوغة ما بين القبول والرفض، ثم منعت صدور قرار من الأممالمتحدة يدعو لتسلح الجيش الليبي والتدخل عسكريا ضد الإرهابيين ودعت إلي إجراء حوار سلمي مع هؤلاء الإرهابيين! وإذا أخذنا بالمنطق الأمريكي الذي استجابت له إيطاليا وفرنسا بعد ضغط من أمريكا.. فاسألها لماذا لم تقم بالحوار السلمي مع داعش في العراق وسوريا بدلا من قصفهما بالطيران، المدفوع الثمن من الدول العربية، هي أمريكا - التي ما لبثت بعد توقيع مصر لاتفاقيات مع روسيا، ان أعلنت أنها بصدد مراجعة المعونة الأمريكية لمصر.. بقصد تخفيضها للمرة العاشرة أو ربما إلغائها.. كمكافأة لمصر علي محاربتها للإرهاب!! ونحن لا نستغرب الموقف الأمريكي من الإرهاب وهي أول من انشأته علي يد بن لادن في أفغانستان، ثم علي يد البغدادي في العراق وسوريا.. فهو إرهاب ممنهج الغرض منه تقسيم الأوطان في العالم العربي وشرذمة كل القوي العسكرية والاقتصادية لهذه الدول- ثم سلب خيراتها وأموالها بدعوي مكافحة الإرهاب. ويبدو ان الرأي العام في أمريكا والحزب الجمهوري بالأخص قد أفاق علي تلك الحقيقة.. ووصل الأمر إلي ان الكثير من قادة الحزب الجمهوري المعارض في أمريكا - بات يطلب من أمريكا التخلي عن تلك الازدواجية ودعم مصر في مكافحة الإرهاب.. بل وطالب أحد قيادات الحزب الجمهوري في أمريكا بأن يأتي السيسي ليحكم أمريكا بدلاً من ذلك الأوباما الخانع والعميل للإرهاب وللإخوان المسلمين وهو الذي لايزال يراوده حلم عودة الإخوان لحكم مصر وتحقيق المشروع الأمريكي القديم في تقسيم مصر وانتزاع جزء من سيناء لضمها لحماس لقيام إمارة إسلامية حمساوية وإنهاء قضية فلسطين، هذا المشروع الذي أفسدته مصر بإزاحة الإخوان المسلمين عن حكم مصر.. وهو ما دفع أمريكا لحافة الجنون ومن ثم ناصبت مصر العداء وأظهرت تحالفها السافر مع الإخوان المسلمين وافسحت لهم أروقة البيت الأبيض لاستقبالهم. وهكذا باتت اللعبة علي المكشوف.. وأمريكا بموقفها ذلك والذي تحالفت فيه مع قطر وتركيا التي كانت تحلم بلقب خليفة المسلمين.. أقول ان اللعبة انكشفت للجميع وليس من شك لديّ في خسارة الحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة بعد أن هبط أوباما بأمريكا إلي الدرك الأسفل وأظهر انه الراعي الرسمي للإرهاب. لقد أثبتت القيادة المصرية عمق وعيها بكل ما يحدث حولها ورفضت الخضوع لأمريكا.. واتجاه البوصلة المصرية نحو روسيا والصين - لا شك انه يقوي من الموقف المصري ويعيد التوازن للعالم كله.. ولسوف تكون نهاية الإرهاب علي يد مصر بإذن الله.