تناثرت أو تشاجرت المرائى أو الرؤى لكثير من الكتاب حول مسئولية أطراف متعددة عن الضحايا الذين سقطوا بين قتلى وشهداء فى محاولة لاقتحام النادى عنوة وبصرف النظر عن أحقيتهم فى الدخول لمشاهدة المباراة بين نادى الزمالك ونادى إنبى؟!.. فمنهم من يرى أن المسئولية الرئيسية تقع على وزارة الداخلية وآخرون يرتأون أن المسئولية تقع على أجهزة الرياضة ووزارة الشباب والحقيقة على جانب غير يسير من التعقيد.. لماذا؟! لأن الموضوع له جذور أبعد من سابقة مأساة بورسعيد..ويجدر هنا تحديد من الذى أعطى الضوء الأخضر لحضور جماهير الكرة فى هذا التوقيت بالنسبة لكل المباريات ثم كيف غاب عن فطنة هذه الجهة حساسية هذه المباراة بالتحديد وهى مباراة ثأرية وأحد طرفيها قطب للكرة بمصر !.. وكيف فاتهم أن مثل هذا الحشد سيمثل بيئة مناسبة ليندس أصحاب النوايا الخبيثة فيها؟!.. هذه الحشود استغلت فى أحداث 25 يناير 2011.. الألتراس بالذات لأنهم يمثلون أعدادا غفيرة غالبيتهم الساحقة من صغار السن ومتواضعى الثقافة والعلم وهم يمتازون بالتعصب الأعمى!.. بل عرف عنهم قولهم بأنهم الذين أسقطوا حسنى مبارك وكان واضحا كثافة تواجدهم بإشاراتهم الذين يبدونها فى الملاعب بأيديهم وقيامهم وجلوسهم فى موجات متتالية !.. والعجيب ما أبداه بعض الإعلاميين والصحفيين على قنوات فضائية من ان الشرطة غير مدربة التدريب الكافى على فض الشغب للأعداد الكبيرة وأبدوا أن بعضهم أوكل إليهم هذا الأمر من غير المتخصصين!!! والحقيقة على غير ذلك حيث إن الشرطة عالجت الأمر بأقصى درجات ضبط النفس منذ 25 يناير 2011 ولم تستخدم حقها فى استخدام ما يكفل حفظ هيبة الدولة أمام رعاع وبلطجية وأصحاب سوابق والمفارقة الكبرى أنها اتهمت باستخدام العنف المفرط وهو ما لم يحدث على الإطلاق بالرغم من جسامة ما أقدم عليه المجرمون الذين استحلوا الدماء لتحقيق ما أمرهم به النشطاء المرتشون المتآمرون بدرجة خونة وجواسيس ...أما الكاتب الصحفى ابراهيم عيسى فقد قطع بمسئولية الشرطة فى برنامجه ... وهذا أمر غير صحيح سواء كليا أو حتى جزئيا عكس ما أبداه أحمد شوبير الذى عبر من زاوية أخرى على مسئولية من حرض شباب الألتراس على مواجهة الشرطة حتى أصحبت عندهم مجابهة الشرطة عقيدة لديهم!.. وبهذا الصدد ينبغى ألا ننسى أبدا أن الشرطة بحرصها على ألا تواجه بكل الصرامة الخارجين على القانون شجع على الانفلات والتجاوز .. نكرر مثنى وثلاث التجاوز..التجاوز بلا حد!..الشعب كله شاهد كيف يتعامل رجال الشرطة بأمريكا وانجلترا كل من يتجاوز القانون سواء بالنسبة للمكان المحدد لهم ولو بسنتميترات أو تخطى الزمان المقرر سلفا.. شاهد الجميع رجال الشرطة بأمريكا وكيف يضعون أقدامهم فوق رؤوس المخالفين وكيف يمطرونهم بالهراوات والعصى والضرب بالأقدام بل كيف تسحل المتظاهرات المخالفات.. المناخ مختلف ..لا يمكن أن تكبل رجال الشرطة بهذه القيود قبل مجرمين ومتآمرين أو صيع ورعاع. إن أقصى درجات الارهاب هى أن يظن الشباب أن بمقدورهم تحدى الشرطة لأن هذا معناه تحدى الدولة وأن بمقدورهم كسر ذراعها المتمثل فى رجال الشرطة!.. هذه هى القضية التى نفذ او أراد أن ينفذ منها المجرمون وأصحاب السوابق ونظراؤهم الذين يعرفون بسيماهم!.. ويذكرنى هذا بقول الشاعر أريد حياته ويريد قتلى! ما تريدونه من رجال الشرطة الآن من أقصى درجات المثالية هو ضرب من إشاعة الفوضى هذا لا يجوز ولا ينبغى إلا بعد أن تستقر الأمور ويختفى تماما عن الأذهان فكرة تحدى الأطفال للقانون! ما تطالبون به لا تستطيعه أعتى الدول ديمقراطية وحرية.. أما الكاتبة الصحفية نشوى الحوفى فقد أبدت أمرا عجبا فى نقطتين عن غياب الرؤية عند كل الأطراف على قناة TWO CBC فى برنامج أنت حر فى 11/2/2015 مع د. مدحت العدل.. هى ترى أن الشباب يتعامل الآن مع اللاب توب وهو من يقوم بإصلاحه.. الإصلاح أستاذة نشوى الحوفى غير التشغيل ..التعامل مع التلفزيون غير إصلاحه وإصلاحه غير إنتاجه.. وإنتاجه غير تصميمه. أيضا د. مدحت العدل عبر عن أحداث مباراة الزمالك وإنبى- والتى نتج عنها هذا العدد من الشهداء - بسبب استخدام القوة المفرطة إشارة منه لتعامل الشرطة وهذا غير حقيقى وإنما الحقيقية تكمن فى العناد المفرط والإصرار على اقتحام النادى بالقوة.. أى قوة.. القوة مع الشرطة تنطع ما بعده تنطع.. ولو أن الشرطة استخدمت حقها وما يمنحه القانون لها لأبادت جميع المجرمين أو على الأقل سحلتهم فى دقائق معدودة..وهذا حقها بل وحق الشعب عليها!