لابد أن نتوقف كل يوم أمام رموز مصر الفنية التى قدمت أرقى أنواع الفن على مدى عشرات السنين لأنهم ثروة هذا الوطن. اليوم عيد ميلاد شادية ال80 وعندما نذكر اسم هذه الفنانة العظيمة نتذكر كل ما هو جميل، فنانة أجبرت الجميع على احترامها، ورغم احتجابها عن الظهور منذ 30 عاماً إلا أنها مازالت حاضرة بصوتها الرائع فى كل مناسبة وطنية وفى الأيام الصعبة التى نعيشها حالياً نغنى معها «يا حبيبتى يا مصر».. وهى أغنية لها سحر خاص عند جميع المصريين نغنيها دائماً فى الأفراح والأحزان. الأغانى الوطنية لشادية حاضرة فى كل المناسبات منذ أن غنت لبورسعيد فى حرب 1956 «يا مسافرين بورسعيد» و«الوطن الأكبر» 1965، وعندما عبرت عن شجون المصريين عقب نكسة 1967 بأغنية «يا ام الصابرين» وألهبت الحماس عام 1971 برائعتها «يا حبيبتى يا مصر»، وفى نصر أكتوبر 1973 عبرت عن هذا النصر العظيم بأغانى «عبرنا الهزيمة» و«رايحة فين يا عروسة» ولا ننسى رائعتها «أقوى من الزمن» عام 1977 ألحان عمار الشريعى وغنت بعد استشهاد السادات 1981، مصر نعمة ربنا.. وعندما عادت سيناء 1982 غنت «مصر اليوم فى عيد» ثم «ادخلوها آمنين»، وكان من الطبيعى أن يطلق عليها «صوت مصر». وللأسرة والأم والطفل أبدعت شادية مجموعة من الروائع، من ينسى «سيد الحبايب» و«ماما يا حلوة» و«يانور عنية وأمى» و«برجالاتك». وبالطبع أغانيها العاطفية وأفلامها السينمائية مازالت حاضرة بقوة لسنا فى حاجة لسردها، وعبرت خلالها عن البنت والسيدة المصرية كأروع ما يكون. اعتزلت الغناء والفن وهى فى قمة المجد، بعد أن أبدعت رائعتها «خد بإيدى»، تأليف علية الجعار ألحان عبدالمنعم البارودى وبالتحديد فى الليلة المحمدية التى أقيمت مساء الخميس 13 نوفمبر 1986 على مسرح الجمهورية، فى هذه الأغنية زلزلت القلوب، وكان قرارها النهائى بالاعتزال عصر اليوم التالى منذ ذلك اليوم احتجبت تماماً ورفضت الظهور حتى فى مناسبات التكريم. اعتزلت شادية تاركة صوتها يصدح فى أفراح وأحزان مصر، المرة الوحيدة التى سمعناها بعد الابتعاد كان فى مداخلة تليفزيونية مع عمرو الليثى فى 2011 حينما شعرت بأن معشوقتها مصر تمر بحالة خطيرة تهدد مستقبلها خرجت لتقول للجميع: حافظوا على مصر، كل سنة وأنتِ طيبة يا حبيبة مصر.