البلشي: 40% من نقابة الصحفيين "سيدات".. وسنقر مدونة سلوك    اليوم، أول اجتماع مباشر بين روسيا وأوكرانيا منذ 3 سنوات في إسطنبول    رئيس الكنيسة الكاثوليكية اليونانية في أوكرانيا يدعو بابا الفاتيكان لزيارة كييف    العاهل البريطاني: أنا في الجانب الأفضل من رحلتي مع السرطان    "تفوق أحمر وشريف الهداف".. تاريخ مواجهات الأهلي ضد البنك الأهلي    بالأسماء.. جثة و21 مصابًا في انقلاب سيارة عمالة زراعية بالبحيرة    مصرع عاملة في حريق بمنزلها بمدينة سوهاج    بعد طرح "المقص"، تامر حسني يقرر تغيير جلده ويخرج عن المألوف (فيديو)    في عيد ميلادها ال56.. شام الذهبي توجه رسالة مؤثرة لوالدتها أصالة: "كل عام وانتي الدنيا وما فيها وتاج راسنا"    في دقائق.. حضري سندويتشات كبدة بالردة لغداء خفيف يوم الجمعة (الطريقة والخطوات)    طريقة عمل البامية باللحمة، أسهل وأسرع غداء    موجة جديدة من كورونا تضرب آسيا، وارتفاع عدد حالات الدخول إلى المستشفيات    سعر الدولار أمام الجنيه اليوم في البنوك    أسعار الأرز الشعير والأبيض «عريض ورفيع الحبة» اليوم الجمعة 16 مايو في أسواق الشرقية    الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد اليوم وغدًا    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 16 مايو بسوق العبور للجملة    أسعار الفراخ اليوم الجمعة 16-5-2025 بعد الهبوط وبورصة الدواجن الآن    بسنت شوقي: أنا اتظلمت بسبب زواجي من محمد فراج (فيديو)    الطن ارتفع 700 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 16-5-2025    وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية: تحقيق مع مدير FBI السابق كومي بتهمة التحريض على اغتيال ترامب    ارتفاع سعر الذهب اليوم وعيار 21 يسجل 4565 جنيها    الصومال يواجه شبح المجاعة مجددًا| 55 ألف طفل مهددون بالمرض والوفاة لتوقف المساعدات وإغلاق مراكز التغذية    جداول امتحانات الترم الثاني 2025 في بورسعيد لجميع الصفوف    لامين يامال عن مقارنته ب ميسي: «ليو الأفضل على الإطلاق»    لاعب الأهلي يحتفل بخطوبته (شاهد)    بيت لاهيا تحت القصف وحشد عسكري إسرائيلي .. ماذا يحدث في شمال غزة الآن؟    د. محروس بريك يكتب: منازل الصبر    توقفوا فورا.. طلب عاجل من السعودية إلى إسرائيل (تفاصيل)    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    أول قرار من دفاع نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    نشرة التوك شو| حجم خسائر قناة السويس خلال عام ونصف وتحذير من موجة شديدة الحرارة    اليوم.. الأوقاف تفتتح 11 مسجدًا جديداً بالمحافظات    موانئ دبي العالمية توقع مذكرة تفاهم مع سوريا لتطوير ميناء طرطوس    خسارة مصر وتتويج برشلونة باللقب.. نتائج مباريات أمس الخميس    وكيل أول الشيوخ: مشروع قانون الإيجار القديم لن يخرج إلا في هذه الحالة    مسابقة معلمين بالحصة 2025.. قرار جديد من وزير التربية والتعليم وإعلان الموعد رسميًا    لاعب جنوب إفريقيا السابق: صن داونز سيفوز بسهولة على بيراميدز في نهائي دوري الأبطال    أسوان ضيفًا على طنطا في الجولة ال 36 بدوري المحترفين    القوى العاملة بالنواب: علاوة العاملين بالقطاع الخاص لن تقل عن 3% من الأجر التأميني    بحضور وزير العمل الليبي.. تفعيل مذكرة التفاهم بين مجمع عمال مصر ووزارة العمل الليبية    طريقة عمل الأرز باللبن، حلوى لذيذة قدميها في الطقس الحار    كمين شرطة مزيف.. السجن 10 سنوات ل 13 متهمًا سرقوا 790 هاتف محمول بالإكراه في الإسكندرية    دون إصابات.. سقوط سيارة في ترعة بالغربية    "بعد الهزيمة من المغرب".. موعد مباراة منتخب مصر للشباب المقبلة في أمم أفريقيا    هل يمكن للذكاء الاصطناعي إلغاء دور الأب والأم والمدرسة؟    الحوثيون يعلنون حظر الملاحة الجوية على مطار اللد-بن جوريون    25 صورة من عقد قران منة عدلي القيعي ويوسف حشيش    رامي جمال يعلن عن موعد طرح ألبومه الجديد ويطلب مساعدة الجمهور في اختيار اسمه    إعلان أسماء الفائزين بجوائز معرض الدوحة الدولي للكتاب.. اعرفهم    بعد زيارة ترامب له.. ماذا تعرف عن جامع الشيخ زايد في الإمارات؟    لقب الدوري السعودي يزين المسيرة الأسطورية لكريم بنزيما    دعمًا للمبادرة الرئاسية.. «حماة الوطن» بالمنيا يشارك في حملة التبرع بالدم| صور    بسنت شوقي: نجاح دوري في «وتقابل حبيب» فرق معي جماهيريًا وفنيًا    حيازة أسلحة بيضاء.. حبس متهم باليلطجة في باب الشعرية    أمين الفتوى: التجرؤ على إصدار الفتوى بغير علم كبيرة من الكبائر    البحيرة: الكشف على 637 مواطنا من مرضى العيون وتوفير 275 نظارة طبية بقرية واقد بكوم حمادة    "الأوقاف" تعلن موضع خطبة الجمعة غدا.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أ. ح حسام سويلم يواصل كشف الإرهابيين و«برامكة» العصر:
الخائفون من قوة مصر يستخدمون الخوارج الجدد
نشر في الوفد يوم 25 - 01 - 2015

تبين أحاديث سيدنا رسول الله العديدة خصوصية مصر ومكانتها العظيمة في الإسلام وما أنعم الله عليها من أفضال إلهية عظمى وتكليف
وتشريف لأهلها بالدفاع عن الإسلام وأرضه ومقدساته.. كما اختص الله مصر دون سائر بلاد الأرض بذكرها في القرآن الكريم في الكثير من الآيات مرتبطة بالأفضال الإلهية التي أنزلها الله على مصر وعلى أهلها وبالأمن والأمان وبالحفظ والحماية الإلهية.. فمصر باقية وخالدة أبد الدهر وقد شرفها الله بذكرها في القرآن ليتردد اسمها على لسان كل مسلم ويستقر حبها في قلبه ما شاء الله لهذا الوجود من وجود.
ولابد أن ينتبه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى هذه الحقيقة التي تفرض على كل مسلم ضرورة الحرص على حب مصر ودعمها ومساندة أهلها وجيشها في الدفاع عن الإسلام وحمايته.. ولقد كان أعداء الإسلام طوال التاريخ يدركون أن هدفهم في القضاء على الإسلام والاستيلاء على مقدساته لا يمكن أن يتحقق إلا بمحاربتهم لمصر التي تمثل القلعة الحصينة التي تدافع عن الإسلام والعقبة الكبرى أمام تنفيذ أهدافهم وأطماعهم.. ولذلك كانت مصر طوال القرون الماضية مستهدفة من أعداء الإسلام بالحروب والمؤامرات والفتن.. ولكن الله تعالي يحفظها دائمًا وينصرها على أعدائها ويعينها على القيام بدورها الذي قدره لها في حماية الإسلام وأرضه ومقدساته.
مصر بلد الأمن والأمان
بينت آيات القرآن أن الله تعالى قد كفل الحفظ والأمن والأمان لمصر، كما جاء في قوله تعالى على لسان سيدنا يوسف في قوله تعالي: «وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ» 99 يوسف.. وبينت آيات القرآن أن الله تعالى قد جعل من مصر أرضًا للنجدة ويدًا للغوث لكل من نزلت بهم النوازل أو حلت بهم الكروب من البلاد العربية والإسلامية حيث يلجئون إلى مصر فيجدون في أهلها العون والغوث ويجدون على أرضها الملجأ والملاذ وينعمون تحت سمائها بالأمن والرزق والحماية التي يستظل بها كل من يلجأ إلى مصر طالبًا العون والمأوى.. ولقد بينت سورة سيدنا يوسف هذه الحقيقة كما بينتها العديد من أحداث التاريخ القديم والحديث.
مصر خزائن الأرض
تصف آيات القرآن مصر على لسان سيدنا يوسف بأنها خزائن الأرض وذلك في قوله تعالى: «قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» 54 يوسف.
وعندما نتوقف أمام هذا الوصف القرآنى لمصر بأنها خزائن الأرض ونتدبر هذا الوصف ندرك أن هناك الكثير من الأسرار عن الكنوز التي تحتوى عليها أرض مصر التي تعد أثمن ما على وجه الأرض من نفائس.. ولقد كانت مصر دائماً وعلى امتداد التاريخ هي المطمع والمطمح.. المطمح لمن يريد الخير والثراء لنفسه وللناس.. والمطمع لأعداء مصر الذين يطمعون في سلب ثرواتها الثمينة التي اختصها الله بها.. فكانت هجمات الهكسوس والآسيوييين والحيثيين والرومان والفرس في العصور القديمة ثم هجمات التتار والصليبيين في العصور الوسطى ثم الفرنسيين والانجليز واليهود الصهاينة في العصر الحديث.. ولقد بينت بعض آيات القرآن أيضًا هذه الحقيقة وهى أن مصر تعمر بكل ما يسأله الناس من خير الدين والدنيا حيث يقول تعالى على لسان سيدنا موسى عليه السلام مخاطبًا قومه: «اهْبِطُواْ مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ» 61 البقرة.. فكما تحوي أرض مصر كل ما يسأله الناس من خير الدنيا فإنها أيضًا كانت دائمًا أرضًا للهداية يهتدى فيها الناس على أيدى رسل الله الكرام.
مصر أرض الرسل والرسالات
بينت الكثير من آيات القرآن في قصص الرسل حقيقة أن الكثير من حضراتهم قد عاشوا في مصر التي تشرفت بوجود حضرات الرسل فوق أرضها وخرجت دعوة الهداية على ألسنة حضراتهم من أرض مصر.. فلقد تشرفت مصر بوجود سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل وسيدنا إسحاق وسيدنا يعقوب وسيدنا يوسف وسيدنا موسى وسيدنا هارون وسيدنا عيسى.. وتشرف أهل مصر بأن يكون من بينهم المؤمنون بحضرات الرسل الطائعين لهم.. ولعل ذلك يفسر ما يدركه العالم كله عن تميز أخلاق أهل مصر منذ قديم الأزل وحتى اليوم حيث يتصف أغلب أهلها بالسماحة وحب الخير كما يتميزون بالكرم والغوث وتقديم يد العون للغريب قبل القريب ويعرف عنهم شدة غيرتهم على الأرض والعرض وشدة حبهم لوطنهم.. إلى آخر هذه الصفات الطيبة التي تناقلها المصريون جيلًا بعد جيل عن حضرات الرسل الذين عاشوا في مصر وأخذ المؤمنون عنهم مكارم الأخلاق التي دعا إليها حضراتهم.
ومن الصفات التي يتصف بها المصريون شدة ارتباطهم بدينهم وشدة حبهم لسيدنا رسول الله ولأهل بيته ولصحابته الكرام.. وتنعم مصر وتشرف بوجود الكثيرين من أهل البيت على أرضها الذين كانوا دائمًا منذ مجىء حضراتهم إلى مصر محاطين بكل الحب والمودة والتشريف من المصريين جميعاً، وهو أمر يعبر عن صدق إيمان المصريين الذي يرتبط بمودتهم لأهل البيت الكرام كما يتبين في قوله تعالى: «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» الشورى 23.
خير أجناد الأرض
وصف سيدنا رسول الله أهل مصر بأن فيهم خير أجناد الأرض وذلك في الحديث الشريف: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جندًا كثيفًا فإن فيها خير أجناد الأرض وإنهم لفى رباط إلى يوم القيامة) وفى هذا الحديث الشريف يبين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دور أهل مصر في حماية الإسلام ومقدساته من مؤامرات الأعداء وكل من يريدون السوء بالإسلام.. كما يقول سيدنا رسول الله أيضاً: (مصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله) وهذا الحديث الشريف يبين أن الله تعالى قد قدر أن تكون مصر بمثابة الكنانة أي جعبة سهام الحق التي تتصدى لأعداء الدين وتحمي الإسلام من مؤامرات أعدائه على الدوام والاستمرار.. ولذلك فقد كانت مصر دائمًا مستهدفةً بالمؤامرات والحروب والفتن من أعداء الإسلام سواء من داخلها أو من خارجها طوال القرون الماضية وحتى اليوم ولكن الله تعالى قد توعد أعداء الإسلام بأن يقصم الله ظهورهم وأن يهلكهم على أيدي جند مصر.. وهو ما أثبتته أحداث التاريخ عندما تصدى جيش مصر للصليبيين وهزمهم في حطين عام 1187.. وبعد هذه الهزيمة أدرك الصليبيون أن مصر هي الدرع الواقية الذي يحمى القدس والمقدسات الإسلامية وأن «الطريق إلى القدس يمر عبر مصر» فقاموا بتجهيز حملة صليبية عسكرية بحرية ضخمة لمهاجمة مصر بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع عام 1250 وهى الحملة الصليبية السابعة وقد نزلت في دمياط لتزحف منها إلى القاهرة لاحتلالها.. ولكنها لاقت هزيمة منكرة على أيدى المصريين، وأسر أهل مصر الملك الفرنسى في المنصورة.
كما تصدى المصريون لجيوش التتار في عين جالوت في عام 1260 بعد سنوات قليلة من معركة المنصورة.. وكان لهزيمة التتار على أيدي جيش مصر نتائج تاريخية كبري حيث انتهى خطر التتار على العالم الإسلامي للأبد وانسحبت جيوش التتار عائدة إلى بلادها وأسلم الكثيرون من التتار بعد هزيمة جيشهم واندحاره على أيدى جند مصر.
كما حارب المصريون اليهود في العصر الحديث بعد احتلالهم للقدس ثلاث حروب عام 1948 وعام 1956 وعام 1967 ثم قاموا بإلحاق الهزيمة التاريخية باليهود في الحرب الرابعة في أكتوبر 1973 رغم مساندة أقوى دول العالم لهم.
وبعد حرب عام 1973 تأكدت القوى التي تعادى الإسلام اليوم أنها لا يمكن أن تنتصر في المواجهة المباشرة مع جيش مصر وأهل مصر الذين يقفون على قلب رجل واحد في حماية الإسلام ومقدساته فقد لجأت هذه القوى إلى التسلل إلى داخل مصر لإحداث الفتنة والوقيعة بين أبنائها وتفتيت وحدتها وتشتيت قوتها.. وكان سلاحها في إحداث هذه الفتنة هو استخدام الخوارج الجدد من الإخوان المسلمين لضرب وحدة مصر إضعافها وتفتيتها إلى دويلات متعددة على أسس عرقية وطائفية.
دور الإخوان في مخطط إسقاط مصر
لم تتوقف جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها عام 1928 عن دورها المخطط لها في الاعتماد على الأعمال الإرهابية لإحداث الفوضى وتهديد الأمن في مصر من أجل إلهاء مصر وشغلها عن القيام بدورها الذي قدره الله لها في حماية الإسلام وأرضه ومقدساته.. ولعل ذلك قد تبين بوضوح في عام 1948 حيث اشتد النشاط الإرهابي لهذه الجماعة في مصر بعد أن تمكن اليهود من الاستيلاء على القدس ثم قاموا بإعلان إقامة دولة إسرائيل في مايو عام 1948.. وهنا قامت الجيوش العربية وعلي رأسها جيش مصر بالدخول إلى فلسطين لمحاربة اليهود وإنقاذ القدس.. وفي ذلك التوقيت الحرج تحركت جماعة الإخوان المسلمين لإحداث التخريب والفوضي في مصر وشغل المصريين جيشًا وحكامًا ومحكومين وإلهائهم عن دورهم المقدس في تحرير القدس بما أحدثته في مصر من التفجيرات وأعمال التخريب والإرهاب وما نجم عنها من الفوضي والقلق والاضطرابات.
ولقد كرر الإخوان المسلمون والجماعات الإرهابية التابعة لهم نفس الدور في خيانة مصر والإسلام بعد حرب 1973.. فقد قاموا بتنفيذ العمليات الإرهابية بعد سنوات قليلة من الانتصار على اليهود لإضعاف مصر وتعويق المحاولات الجارية للبناء العسكري والاقتصادي واستعادة دورها ومكانتها بين دول العالم.. وتضمنت هذه الأعمال الإرهابية قتل الرئيس أنور السادات عام 1981 وتنفيذ الكثير من أعمال القتل والتخريب وإثارة الفتن الطائفية وقتل السياح الأجانب لإحداث أكبر قدر ممكن من الفوضي في مصر وإبعاد الاستثمارات العالمية والمشروعات الكبري عن العمل في مصر.. ثم كانت أخطر مراحل التآمر والخيانة التي قام بها الإخوان المسلمون هي ما حدث في السنوات الأخيرة من تنفيذ مخططات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والتحالف بشكل مباشر مع قطر وتركيا وبشكل غير مباشر مع الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية من أجل إسقاط الدولة في مصر تمهيدًا لسيطرة الإخوان المسلمين على الحكم.
وقد تمكنوا من تحقيق هدفهم في الوصول إلى الحكم وبدأوا في تنفيذ المخططات التي تستهدف تمزيق أوصال مصر وإسقاط الجيش المصرى والشرطة المصرية ونشر الفوضى والصراعات والحروب الأهلية في مصر وتحويل سيناء إلى أرض للإرهاب الدولى والتفريط في أجزاء من جسد الوطن تتضمن حلايب وشلاتين «التي خططوا للتنازل عنها لحلفائهم في السودان» والمناطق الحدودية في سيناء «التي كانوا يعتزمون التنازل عنها لحلفائهم في حركة حماس» ومنطقة قناة السويس «التي خططوا لبيعها لحليفتهم قطر» وحقول الغاز في البحر المتوسط «التي اعتزموا التنازل عنها لإسرائيل».. فضلاً عن فتح الباب للفتن العرقية بالحديث عن استقلال النوبة وانفصالها.. وكانت كل هذه المؤامرات وغيرها تجري بالتعاون مع الجماعات التابعة للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين في الدول المجاورة.. كما حاول الإخوان المسلمون أن يقضوا على الانتماء الوطنى لمصر بين أهلها فراحوا يدعون صراحة إلى أن يكون الانتماء هو فقط لدعوتهم وعقيدتهم لا لمصر وأرضها وحاولوا جاهدين استدراج الجيش المصري للمشاركة في الفتن التي يقوم بها حلفاؤهم على أرض سوريا تحت شعارات الإسلام والجهاد.. ولم يكن الهدف من كل هذه المؤامرات سوي محاولة إسقاط مصر وإضعافها لمنعها من القيام بدورها الذي قدره الله لها.. وهو أن تكون هي الحصن القوى الذي يحمي الإسلام ومقدساته والتي وصفها سيدنا رسول الله بأنها «كنانة الله في أرضه».. ولقد تنبه الشعب المصرى إلى خطورة هذا المخطط في وقت مبكر فقام في 30 يونية 2013 بالتصدى مع الجيش والشرطة لهذه المؤامرة وقام بإزاحة جماعة الإخوان من السلطة والحكم واعتقال ومحاكمة قادتها.
يكشفون عن وجههم الإرهابي
بعد إسقاط الشعب المصري لمؤامرة الإخوان المسلمين كشفت هذه الجماعة عن وجهها الذي كانت تخفيه وأظهرت حقيقتها الإرهابية البشعة ووجهها الدموى الإجرامى فاستخدمت كل إمكانياتها وما تحت أيديها من أسلحة وأفراد وأموال طائلة تمولها بها الدول المعادية للإسلام التي تؤوي وتحرك التنظيم الدولى للإخوان المسلمين في التصدى لقوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية.. ولم تتورع هذه الجماعة الخائنة عن استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في تفجير مديريات الأمن والمرافق العامة وإحراق المؤسسات العامة والخاصة وتفجير القنابل والعبوات الناسفة في وسائل المواصلات واستهداف قيادات الجيش والشرطة.. ثم لم تتورع في الآونة الأخيرة عن محاربة الشعب المصرى ذاته بعد أن أدركت وقوفه على قلب رجل واحد خلف قادته المخلصين الذين يعملون على حماية وحدة مصر واستعادة اقتصادها لعافيته وتحقيق الأمن والأمان في ربوع مصر.. فراحت جماعة الإخوان المسلمين تفجر العبوات الناسفة بين المدنيين في الشوارع والجامعات وفى القطارات وعربات المترو كما تحرق المؤسسات الاقتصادية والمنشآت الاستراتيجية وأبراج الكهرباء كما ترتكب كل الجرائم الممكنة لتعطيل سير الحياة الطبيعية الآمنة في مصر ومحاولة منع كل الخطوات الجادة التي تستهدف إعادة البناء ودعم الاقتصاد وتقويته وتخفيف المعاناة التي يعانى منها المصريون بعد كل ما تعرضت له بلادهم على أيدى هذه الجماعات من التخريب والتدمير ووقف عجلة الاقتصاد ونشر الفوضي طوال السنوات الماضية.
من أرادها بسوء قصمه الله
شاء المولي عز وجل أن يكشف حقيقة الإخوان المسلمين وخيانتهم لوطنهم ودينهم لتصبح ظاهرة أمام كل عين.. وهذا الأمر يؤكد أنه قد آن الأوان لنهاية هؤلاء الخونة الدجالين الذين أرادوا السوء بمصر فاستحقوا النقمة الإلهية التي توعد بها سيدنا رسول الله كل من أراد السوء بمصر في حديثه الشريف: «من أرادها بسوء قصمه الله».. فالنقمة التي ينتظرها هؤلاء الخونة لن تبقي من الإخوان ولن تذر منهم أحدًا في داخل مصر وخارجها.. وبعد أن سقط الإخوان المسلمون في مصر وإذا كانت حقيقة الإخوان المسلمين وخيانتهم لله ولرسوله قد ظهرت في السنوات الأخيرة وبعد سقوطهم في مصر فإن هذه الحقيقة سوف تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم وسوف تقوم كل هذه الشعوب الإسلامية بالتنكيل بهؤلاء الخونة والانتقام منهم بعد أن تدرك أنهم كانوا – بخيانتهم لدينهم وبلادهم - وراء كل ما أصاب البلاد الإسلامية من الفتن والخراب والدمار وما جرى من الصراعات الدموية والقتل وسفك الدماء تحت شعارات الدجالة.. كما كانوا وراء مؤامرات تدمير وتفتيت العديد من البلاد العربية والإسلامية مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا ومن قبلها أفغانستان والصومال.. كما كانوا السبب في إسقاط الجيوش في هذه البلاد الإسلامية والقضاء على الأمن فيها وضياع ثروات هذه البلاد وتحول أبنائها إلى التسول والهجرة إلى البلاد الأخري طلبًا للأمن وللغذاء.. ولقد بدأت بوادر القضاء على الإخوان المسلمين تتحقق في بعض الدول العربية.. فبعد إسقاط الإخوان المسلمين وكشف حقيقة خيانتهم في مصر قامت دولة الإمارات العربية بطرد كل من ثبت انتماؤه إلى الإخوان المسلمين من أبناء الإمارات ونفيهم خارج البلاد كما قامت بسجن الإخوان المسلمين من الأجانب وطرد عائلاتهم.. وقد أكد الشيخ محمد بن زايد ولي العهد في إمارة أبي ظبي خطورة هذه الجماعة الخائنة على كل البلاد الإسلامية وأنها كانت تستهدف مصر «لأنه إذا سقطت مصر سقطت الأمة العربية بأسرها«.. وقال: «إن مصر يجب أن تكون قوية.. ومن يرغب في أن يري مصر ضعيفة وجيشها ضعيفًا فهو خائن».. كما قامت المملكة العربية السعودية بتغليظ عقوبة الإرهاب إلى الإعدام أو السجن ثلاثين سنة ومنع أنشطة الإخوان المسلمين وكل التنظيمات والجماعات التي تخلط الدين بالسياسة.. وبمثل ما حدث في هاتين الدولتين فسوف تنزل النقمة الإلهية بالإخوان المسلمين جزاء خيانتهم لله ولرسوله ولمصر وأهلها في كل البلاد بعد أن تدرك أنهم كانوا سبب كل ما أصاب الدول العربية والإسلامية من الخراب والدمار وسفك الدماء بخيانتهم وتحالفهم مع أعداء الإسلام.
«برامكة» هذا العصر
من الجدير بالذكر أن المتدبر للتاريخ يدرك أن الإخوان المسلمين يماثلون البرامكة في العصر العباسي سواء في نشأتهم المشبوهة أو في سلوك الخيانة الذي خططوا له ونفذوه وفي نهايتهم بالهلاك جزاء هذه الخيانة والتي كانت بالنسبة للبرامكة هي القتل والتشريد على يدي هارون الرشيد فيما اسمي في التاريخ بنكبة البرامكة.. فلقد كانت نشأة جماعة الإخوان المسلمين وعلاقاتها مشبوهة وتتسم بالغموض الشديد فحسن البنا ينتمي إلى عائلة يهودية قدمت من المغرب واستوطنت في إحدي قرى البحيرة «المحمودية».. ولكنه اختار مدينة الإسماعيلية البعيدة عن موطنه للعمل بها مدرساً وهي مقر شركة قناة السويس الأجنبية.. وقد أقام حسن البنا علاقات غامضة ببعض المديرين الأجانب في شركة قناة السويس التي قدمت له دعمًا ماليًا لإنشاء جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 دون مبرر مقنع أو مفهوم.. وبالمثل كانت نشأة دولة البرامكة مصحوبة أيضًا بالغموض والخفاء.. فالبرامكة ينتمون إلى جدهم الأول برمك المجوسي وكان من سدنة بيت النار بفارس ولم يسلم حتى مماته.. وقد تقرب البرامكة من الدولة العباسية عندما قام خالد بن برمك بمساعدة أبي مسلم الخراساني في إنشاء الدولة العباسية وقد كافأه العباسيون بالمناصب التي كان آخرها منصب كبير الوزراء في عهد الخليفة المهدي.. وعندما تقلد هذا المنصب بدأ في تنفيذ خططته في الخيانة ومحاولة السيطرة على كل مفاصل الدولة العباسية عن طريق تعيين البرامكة في أهم المناصب في الدولة كالوزراء والقضاة وقادة الجيش والولاة بالأقاليم لأنه كان يخفي هدف البرامكة أصحاب الأصل الفارسي في السيطرة على الدولة الإسلامية كلها.. «ولعل ذلك هو نفس ما فعله الإخوان عندما تولوا رئاسة الجمهورية باستخدام كل أساليب الغدر والخداع.. ثم قاموا بعد توليهم مقاليد الحكم وبسرعة شديدة بتعيين أتباعهم في أهم أجهزة الدولة ومؤسساتها في محاولة محمومة لأخونة الدولة والسيطرة على مفاصلها وكياناتها».. ولقد اكتشف هارون الرشيد أن هناك مؤامرة للإستيلاء على الحكم عن طريق يحيي بن خالد البرمكي واتباعه الذين كانوا في ذلك الوقت يسيطرون على أهم مناصب بالدولة واكتشف أنهم قد أعدوا جيشاً موالياً للبرامكة قوامه خمسون ألف جندي «ولعل ذلك يماثل ما فعله الإخوان في مصر قبل تقلدهم للحكم وبعده من تشكيل حرس خاص ومجموعات مسلحة لتكون نواة لحرس ثوري خاص بهم وكانت قطر تتولي الإنفاق عليه كما تتولي حركة حماس تدريبه».. وعندما تأكد هارون الرشيد من خيانة البرامكة له ومحاولتهم إقصاء العباسيين وسيطرة البرامكة الفرس على الحكم سارع إلى التنكيل بهم والقضاء عليهم جميعاً في ضربة واحدة شملت البرامكة في جميع الأقاليم في يوم واحد حيث قام بقتل قادتهم وحبس الباقين جميعًا حتى ماتوا في السجن واحدا تلو الآخر وقد عرف ذلك في التاريخ بنكبة البرامكة.. ولم يشأ الرشيد أن يتحدث عن تفاصيل خيانة البرامكة الذين خانوا الدولة الإسلامية لحساب الفرس بعد أن أعطاهم العباسيون الثقة المطلقة وأطلقوا أيديهم في حكم المسلمين في بداية العصر العباسي فقابلوا الثقة والمعروف بالغدر والخيانة فكان جزاؤهم هو النقمة التي قضت عليهم جميعاً.
ولعلنا نؤكد ونحن نترقب النهاية المؤكدة التي تنتظر الإخوان المسلمون والتي تماثل نهاية البرامكة أن هذا هو جزاء الخيانة.. وأن هذا هو حكم المولي عز وجل على من يخون الله ورسوله وعباده المؤمنين كما جاء في قوله تعالي: «وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ» 85 الأنفال.. وهو أيضًا الجزاء الذي توعد به حضرة سيدنا رسول الله من يريدون السوء بمصر التي قدر الله لها أن تكون حامية للإسلام وأرضه ومقدساته كما جاء في الحديث الشريف: «من أرادها بسوء قصمه الله».. وهو نفس الجزاء الذي جوزي به يهود بنو قريظة عندما خانوا عهدهم مع سيدنا رسول الله وتحالفوا مع المشركين في غزوة الخندق.. فلقد كان حكم الرسول عليهم قوله صلي الله عليه وسلم: «والله لأدقنهم دق البيض على الصفا».. وكان جزاؤهم هو القتل لكل رجالهم ممن خانوا الله ورسولهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.