رأى الكاتب الأمريكى "رايموند إبراهيم" أن الرئيس عبد الفتاح السيسى مازال عند موقفه المناقض للصورة التي يرسخها التيار الإعلامي ضده. واعتبر الكاتب الأمريكى أن خطاب الرئيس السيسى بمناسبة المولد النبوى الشريف خطابا تاريخيا بارزا وأضاف أنه يستحق جائزة نوبل للسلام. ولكنه رأى "أن عناوين الأخبار فى الصحف والمواقع العالمية فى يوم الخطاب وبعده لم تهتم سوى بموضوعات مثل الضغط على السيسي للإفراج عن صحفيي الجزيرة وخوف المثليين الجنسيين من نظام السيسى وأن المحامية أمل كلونى مهددة بالإعتقال في مصر. وقال الكاتب انه لا شك بأن وسائل الإعلام أبرزت خطاب السيسى ولكنه رأى أنه بغرض إبراز السيسى بصورة سلبية وأشار لذلك بجمل نصية من مقال صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى تعليقها على خطاب السيسى ورأيها فى أن الخطاب "دعوة من الرئيس المصرى لثورة دينية". وفسر الكاتب الأمريكى تعليق نيويورك تايمز بأنه إشارة موجهة من الصحيفة إلى أن الإرهاب الجهادي جاء نتيجة لقرارات السيسي. ورأى الكاتب رايموند أن صحيفة النيويورك تايمز دائما ما تبرز الرئيس السيسي فى صورة المستبد الظالم, خاصة بعد خطاباته التي تحث على نزع التطرف من الخطب الدينى. واضاف الكاتب أن الرئيس السيسى "صنع التاريخ" بكونه أول رئيس مصري يزور كنيسة فى قداس عيد الميلاد. ثم أورد الكاتب الأمريكى أن السيسى لاقى انتقادا شديدا من الإسلاميين خاصة من حزب الإسلاميين السلفي (النور) الذي انتقد بشدة زيارة الرئيس لكاتدرائية القديس مرقس القبطية لتهنئة المسيحيين. وقال إنه لم يسبق لأحد الرؤساء السابقين "ناصر والسادات ومبارك وبالتأكيد مرسي" أن حضر قداس الميلاد المجيد مثلما فعل السيسى. وعرض الكاتب الأمريكى مشهد أقباط كنيسة الكاتدرائة وحفاوة استقبال الرئيس السيسى وسط تصفيق وتهليل وهتافات "بنحبك" و "إيد واحدة" التي رد عليها الرئيس السيسى بخطاب وجهه للأقباط لتهنئتهم بالقداس المجيد ورأس السنة الميلادية. وأشار إلى أن الرئيس السيسى وقف بجانب البابا تواضروس الثانى أثناء الإحتفال فى إعتقاد من الكاتب بأنه رد جميل من الرئيس للبابا تواضروس بعد مساندته للسيسي بعد الإطاحة بمرسي ودفعه ثمن غال لهذه المساندة بسلسلة من الإنتقامات بالهجوم على 82 من الكنائس المسيحية فى مصر. وقال أن كاتدرائية القديس مرقس القبطية شهدت فى عصر السيسى تهنئته للمسيحيين بعيدهم بينما شهدت "الهجوم من قبل الإسلاميين وقوات الأمن فى عهد الرئيس مرسي". وعلق الكاتب على زيارة الرئيس غير المسبوقة للكاتدرائية, قائلا: "مرة أخرى أقولها أن وسائل الإعلام تجاهلت كل ذلك" وأضاف أن الإعلام الأمريكى لم يكن "كريما" مع السيسى لأنه كما "يبدو أنه يتبع إدارة أوباما" قائلا أن "بالرغم من قيام السيسي بقيادة أكبر ثورة عرفها العالم ثورة شهدت خروج عشرات الملايين إلى الشوارع رافعين لافتات ضد باراك أوباما السفيرة الأمريكية آن باتيرسون بعدم دعم الإرهاب (الإخوان المسلمين)- إلا أن الإعلام الأمريكي ذكر الحدث فقط بأنه إنقلاب عسكري ضد رئيس منتخب ديموقراطيا وتناسى الإعلام أن هذا الرئيس كان يسعى لبرنامج إسلامى متشدد رفضه الملايين". واستطرد الكاتب الأمريكى رأيه فى الرئيس عبد الفتاح السيسى قائلا "إن إنتقاد الرئيس السيسى للعالم الإسلامى وتفكيره بطريقة لا يجرؤ نظراؤه الغربيين على حذوها واستكماله لذلك السلوك المثير للجدل بدخوله لكنيسة قبطية ليهنىء المسيحيين فى مصر بعيد القيامة المجيد - كأنه يقول لا فى وجه الإسلاميين- , لهو أمر غير مسبوق". وقال الكاتب الأمريكى "أن زيادة شعبية السيسى في مصر تفيد بأن نسبة كبيرة من المصريين موافقون على سلوكه الشخصي". لكنه رأى أن أسوأ ما فى الأمر هو استخدام الإسلاميين للنصوص والأفكار الإسلامية المقدسة فى دعم الآراء التى تتهم الرئيس السيسى بأنه "يهمل تعاليم دينه" .