فى 28/12/2014 وعلى إحدى القنوات الفضائية تحدث الأديب جمال الغيطانى، والذى يصفه بعض مريديه أو محبيه بالعالمى، عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وعرج على مواضيع رآها أو ارتآها ذات صلة! ومع تقديرى له كأديب مرموق إلا أن حديثه كله من المنظور السياسى يفتقد الموضوعية ولا يستند إلى معايير علمية وحافل بأخطاء لا تصب ولا تنبع من العدل!.. كثيرا مما يبديه المثقفون يرجع الى ثلاثة عوامل بالتحديد البيئة الموضوعية ...البيئة السيكولوجية... البيئة العلمية والثقافية بما تشمله من نوعية الدراسة بأقسامها العلمية والأدبية.. لفت نظرى أنه وضع معيارا criterion للعدالة الاجتماعية هو الأول من نوعه وليس له نظير تفسيرى فى العالم كله تماما كنص 50% وعلى الأقل من العمال والفلاحين فى كل المجالس التشريعية أو ذات الصلة فى صلب الدستور أما معيار العدالة الاجتماعية عنده فهو أن يموت الشخص وليس لديه رصيد، طبعا يقصد مالى بالبنوك، حيث –مرة أخرى- رأى أن وفاة جمال عبد الناصر وليس عنده رصيد بالبنك يعنى قمة العدالة الاجتماعية!! هذا قول خاطئ تماما علميا وأخلاقيا وثقافيا! لماذا؟! علميا الأمانة شىء والعدالة شىء آخر.. الشرف شىء والعدالة شىء آخر.. وإن كان الارتباط بينهما قائما! ثم إن ثقافة المجتمعات الشيوعية والماركسية والاشتراكية العلمية شىء وثقافة المجتمعات ذات الطبيعة الرأسمالية شىء آخر! ثم أساسيات الأخلاق فى المجتمعات المختلفة متباينة.. نكرر ومع ذلك الارتباط قائم بينهم جميعا! مثلا... ليس من العدالة الاجتماعية مصادرة أموال الشرفاء من المصريين أو تأميم مصانعهم أو شركاتهم أو مؤسساتهم مادامت من مصادر كسب شريفة لا يشوبها شائبة ليس من العدالة فى شىء الاستيلاء على رؤوس أموال الناس سواء فى الصناعة أو الزراعة أو التجارة بغض النظر عن مصدرها من حيث الشرف أو السرقة! العدالة الاجتماعية لا تعنى توزيع الفقر على الناس..هناك فارق بين توزيع الغنى وتوزيع الفقر...لا ينبغى إلباس النذالة الاجتماعية ثياب العدالة الاجتماعية نعم الكنز الاستراتيجى لأى دولة أو شعب أو مجتمع هو التطبيق الحى والحق للعدالة الاجتماعية البعيدة عن الحقد والحسد وهنا أشير لما كتبه د. عمرو عبد السميع بأهرام 29/12/2014 تحت عنوان عمن يكتب الغيطانى؟.. إشارة فقط وعود إلى ما أبداه الغيطانى لمصادرة ما قد يطرحه البعض ممن يعرفون البدايات بقوله معترفا أنه كان فى باكورة شبابه قبل عشرين سنة، اشتراكيا متطرفا ولكنه الآن لا ينادى بذلك!.. وإذا كان لا ينادى بذلك وإذا كان الارتباط وثيقا بين الشيوعية والاشتراكية العلمية المتطرفة فهل يعنى هذا أنه مسح تماما من ذاكرته أى تأثر بها فى اتجاهاته كلها؟!..وهل يمكن أن يتخلص الانسان من بيئته الموضوعية والسيكولوجية ومخزون العقل العلمى والثقافى؟!.. «طيب» ما هى أمثلة ذلك.. ما قاله نصا صريحا من أنه من أبناء أخبار اليوم وليس من مدرستها.. والمعنى أنه من تلاميذ مدرسة أخرى .. مدرسة هيكل مثلا.. علما بأن مدرسة هيكل لم يتخرج منها أحد غيره فهو لا يقبل أن يقف معه على نفس القمة تلامذته ومريدوه بعكس مدرسة مصطفى وعلى أمين اللذين يريان أن من حق الآخرين الوقوف بجوارهما على نفس القمة التى يشغلانها ولا أقول يحتلانها!.. بل إنهما كثيرا ما أخذا بأيدى شباب من الصحفيين ليقفوا بجوارهما على نفس القمة وعلى نفس المستوى!..انظر مصطفى أمين– على أمين– جلال الدين الحمامصى- أنيس منصور- إبراهيم سعدة.. خط هيكل الاجتماعى والسياسى بداية ونهاية مختلفة جذريا عن خط الأمثلة العظيمة السابقة اختلاف الشيوعية الماركسية والاشتراكية اللينينية عن الرأسمالية الديمقراطية الوطنية التى لا تشوبها شائبة!.. إذا تركنا هذا جانبا واتجهنا إلى آرائه - أ. الغيطانى- عن المهندس إبراهيم محلب فهو يقول عنه أنه رجل طيب ولكن ليس له رؤية سياسية وكثير من وزرائه يحب تغييرهم! أ. غيطانى.. هذا رأيك ورؤيتك السياسية قد لا تستطيع- بحكم تدرجك الادارى- الوصول بها لمستوى محلب وظيفيا حتى تحكم لها أو عليها.. ولا تنس أبدا أن المنظور الذى من خلاله تنظر إلى الأمور مختلف جذريا.. ورأيك فى الصحفى إبراهيم سعدة لا يستند أبدا إلى أى موضوعية وإنما إلى عقائدية متجذرة. أما المصيبة الكبرى فهو ما طرحته عن السادات الذى يستند إلى الناصرية الموغلة فى كيانك والمستقرة فى عقلك الباطن وللبيئة الأولى المؤثرة فى طفولتك وشبابك التى عشتها فى عصر أشاوس يوليو وشكلت وجدانك!..عند هذا الحد أضع القلم.. لا أطيل.. لا أزيد.. ولا أريد!..