استيقظ أهالى قرية دهشور بالبدرشين على صوت انفجار ضخم في خط الغاز. سادت حالة من الهلع بين أهالي المنطقة بعد أن شاهدوا النيران الكثيفة تندلع فى خط غاز «سقارة- إيبكو» الذي يمر عبر طريق المريوطية وسط زراعات كثيفة من النخيل التي اشتعلت فيها النيران، فر الأهالى الى المنطقة الجبلية وعند اقاربهم بالبلدان المجاورة. انتقل رجال الحماية المدنية الى موقع الانفجار ودفع اللواء مجدى الشلقانى مدير الإدارة، ب20 سيارة إطفاء الى موقع الحريق، وتمت السيطرة على الحريق قبل تفاقم الأوضاع. من جهة أخرى انتقل عدد من قيادات مديرية أمن الجيزة بقيادة اللواءين كمال الدالى مدير أمن الجيزة ومحمود فاروق مدير الادارة العامة للمباحث إلى موقع الحادث، وتم فرض كردون أمنى حول الخط المتفجر، وقاموا بإخلاء المنازل المحيطة، كما تم فصل التيار الكهربائي عن القرية بالكامل، وتم إغلاق محابس الغاز الرئيسية وقطع شبكات التيار الكهربائى لحين السيطرة على الحريق. قال اللواء مجدى الشلقامى، مدير إدارة الحماية المدنية بالجيزة، إن خط الغاز قطره حوالى 34 بوصة تابع لشركة «جابكو» واستمر الحريق لنحو خمس ساعات متواصلة وامتد إلى حوالى 500 متر داخل الأراضى الزراعية وتمكنت 20 سيارة إطفاء من السيطرة عليه. وأفاد مصدر أمنى بأن سبب الحريق شرخ فى ماسورة الغاز الرئيسية القادمة من طريق سقارة متجهة إلى شركة إيبكو أدى إلى انفجار خط الغاز واشتعال النيران به. كما انتقل فريق من المعمل الجنائى إلى موقع الانفجار، لإعداد تقرير وتسليمه للنيابة العامة للتحقيق، كما يكثف رجال المباحث تحرياتهم حول الواقعة. أسفر الحريق عن توقف مصانع سكر الحوامدية والحديد والصلب والأسمنت وفحم الكوك لعدم وصول الغاز والكهرباء إليها كما تسبب الحريق في اتلاف الاراضي الزراعية الواقعة على جانبي خط الغاز لمسافة خمسة كيلومترات. كما أسفرت المعاينة عن اتلاف واجهات العديد من المنازل القريبة من مكان الحريق لحدوث انفجار مدوٍ قبل الحريق بنصف الساعة. قام خبراء المعمل الجنائي بعمل المعاينة لمكان الحريق، وأشار التقرير المبدئي إلى أنه توجد شبهة جنائية فى الانفجار نظرا لوجود قطع كبير بماسورة الغاز، كما أن رجال الصيانة أكدوا انهم يقومون بعمل دوريات علي الخط بشكل يومي. أمرت النيابة بتشكيل لجنة من وزارة البترول لحصر قيمة التلفيات. كشف مصدر أمنى أن التحريات الاولية لرجال المباحث ومعاينة خبراء المفرقعات أكدت أن عناصر إرهابية استخدمت عبوتين ناسفتين تحتويان مواد متفجرة، وتم زرعهما أسفل «ماسورة» الغاز. وأضاف أن شدة الانفجار أسفرت عن تحطم ما يقرب من 30 مترا من الماسورة من شدة الانفجار. وذكر المصدر أن خط الغاز الذى تم تفجيره قادم من مصنع تكرير الغاز الطبيعى بمنطقة دهشور ويمر بترعة المريوطية والنيل ثم يصل إلى مناطق سكنية بالقاهرة. وشكلت مديرية أمن الجيزة فريق عمل ضم 15 ضابطا من البحث الجنائى والأمن العام وجهاز الأمن الوطنى أشرف عليه اللواء مصطفى عصام رئيس قطاع الأمن العام بالقاهرة والجيزة واللواء مجدى عبدالعال نائب مدير المباحث واللواء محمد أبوالفتوح رئيس قطاع جنوبالجيزة. وروى شهود عيان، تفاصيل الحادث، وقال محمد حسين، صاحب ورشة كاوتش، إن صوت الانفجار كان شديداً، ولم يكن يصاحبه اشتعال نار ولكن النيران أتت بعد الانفجار بمدة حيث يشتبه أن الاشعال تم بفعل فاعل وليس الانفجار. ويقول عبدالتواب خليل محروس فكهانى بمنشية دهشور، استيقظت على صوت الانفجار الشديد حوالي الساعة الواحدة صباحًا، مشاهدًا العديد من أهالى القرية يجرون تجاه مكان الحادث. وأكد أحمد محمود أنه اتصل بمسئول الغاز الطبيعى بالمنطقة، حيث تجاوب المسئول معه قائلاً: من الممكن إرسال طيران وسيارات للإطفاء لكن ليس لدينا القدرة على السيطرة على الحريق. أكد عبدالخالق محمد عبدالخالق وخالد محمد عبدالخالق ان النيران كانت تسير على سطح الأرض على مسافة تصل ل30 مترا من مكان الانفجار حتى سطح منزلنا بارتفاع حتى نصل الى اربعين مترا ولولا وجود مخرج آخر للمنزل لاحترق جميع من بالمنزل وعددهم 5 أسر. ويؤكد عماد احمد ومحمد إسماعيل، وهو احد أهالي القرية، ان العناية الالهية أنقذت قرية منشية دهشور والقرى المجاورة لها نظرا لوجود خطي غاز آخرين بجوار الخط الذي انفجر احدهما تابع لشركة سوميد للبترول والآخر تابع لشركة قارون للبترول وان مرور هذه الخطوط الثلاثة اسفل منازل القرية من الاخطاء الفادحة التي تهدد مستقبل القرية وتجعلهم يعيشون في رعب دائم. وقد أكد شهود العيان ان أهالي القرية باتوا ليلتهم في منطقة دهشور الاثرية هربا من النيران التي امتدت ألسنتها الى عدد كبير من منازل القرية وهناك نساء خرجن بالملابس المنزلية وملابس النوم وحفاة من هول الانفجارين المتتابعين، وقد اعترض الأهالي على تصريح وزير البترول الذي قال ان هذه الخطوط يجب أن تكون في حماية الأهالي، مؤكدين أن شركات البترول الثلاث الموجودة بالمنطقة لا توفر أي حراسة من أي نوع لهذه الخطوط التي تمر بين زراعات ومنازل المواطنين. كما اعترض الأهالي على تأخر حضور المسئولين وسيارات المطافي التي فشلت في التعامل مع ألسنة اللهب واكتفت باطفاء النخيل المحترق والمنازل الملاصقة للحريق وهو ما نفاه رئيس مدينة البدرشين الذي أكد حضوره بعد اندلاع النيران بنصف ساعة. ومن جانبه، أكد الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة انه سيتم تعويض الأهالي عن الخسائر ونطلب من شركات البترول تعديل اوضاع هذه الخطوط بما يتلاءم مع الأمن الوقائي للمواطن وعدم الوقوع في هذه الاخطاء مرة أخرى.