ما هو اليوم الذي استوي الله فيه على العرش؟، هل هو يوم الجمعة أم يوم السبت؟. الذي قرأ العهد القديم يعلم جيداً أن الآيات أكدت أن الله عز وجل قد خلق الكون فى ستة أيام، وقد: «فرغ الله فى اليوم السابع من عمله...واستراح فى اليوم السابع من جميع عمله.. وبارك الله اليوم السابع وقدسه سفر التكوين 2/ 2 :3»، ماذا فعل فى الأيام الستة؟، وما اسم اليوم السابع؟، ذكر فى سفر الخروج: «فى ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، واستراح فى اليوم السابع، لذلك بارك الرب يوم السبت الخروج 20 : 11»، وقال كذلك: «وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك. لا تصنع عملا ما أنت وابنك ?ابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك.. الخروج 20 : 10». وهذه النصوص التوراتية هي الوحيدة التي حددت اليوم السابع وأسمته بيوم السبت أما القرآن الكريم فقد ذكرت فيه الستة أيام فى سبعة مواضع، وذلك بقوله تعالى فى سورتي الأعراف 54 ويونس 3: «إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض فى ستة أيام ثم استوي على العرش»، وأخبرنا سبحانه وتعالى فى سورة هود أنه «خلق السماوات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء، هود 7، وأخبرنا أيضا سبحانه وتعالى فى سورة الفرقان أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوي على العرش، الفرقان 59، والسجدة 4، وق 38، وجاء فى سورة الحديد:» ه? الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش» الحديد 4». ومع أن الله سبحانه، تعالى لم يحدد اسم اليوم السابع، لكن كتب المفسرين قامت بتخمينه او تسميته اعتمادا على النصوص التوراتية، فقد جاء فى تفسير ابن كثير: «والستة أيام هي: الأحد، والاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، والجمعة -وفيه اجتمع الخلق كله، وفيه خلق آدم، عليه السلام.. فأما يوم السبت فلم يقع فيه خلق؛ لأنه اليوم السابع، ومنه سمي السبت، وهو القطع. قد ذكر المفسرون حديثا رواه أبى هريرة قال فيه: «أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: «خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر الخلق، في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل». والحديث بنصه في مسند أحمد وقد رواه مسلم بن الحجاج في صحيحه والنسائي من غير وجه، عن حجاج -وهو ابن محمد الأعور -عن ابن جريج، وفيه استيعاب الأيام السبعة، والله تعالى قد قال في ستة أيام؛ ولهذا تكلم البخاري وغير واحد من الحفاظ في هذا الحديث، وجعلوه من رواية أبي هريرة، عن كعب الأحبار، ليس مرفوعا». السؤال مازال وسيظل قائماً بين المسلمين، لأن الله عز وجل لم يخبرنا باسم اليوم الذي استوي فيه على العرش، وستظل الاجتهادات والتخمينات باسم هذا اليوم إلى يوم الدين.