قرأت مقال أ. أحمد النجار بأهرام 8 /12/2014 تحت عنوان «كوارث عصر مبارك» ومع احترامى له كرئيس مجلس إدارة الجريدة، لم يكن فيما جاء بالمقال من أوله لآخره ما يدعونى للرد عليه بالرغم من عدم قناعتى بكل ما حواه واحتواه المقال لسبب بسيط هو أن هذه سياسة جريدة الأهرام فى جميع العصور.. ولكن ما دعانى للرد هو ما جاء عنه بمقال د. أسامة الغزالى حرب تحت عنوان قائمة النجار! بأهرام 9/12/2014.. القول الفصل فى الرد على التساؤلات والاستنكارات التى سادت عقب أحكام البراءة الأخيرة على مبارك لا تصدره جريدة الأهرام تحديدا ولا الناصريون ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وإنما الأحكام القضائية النهائية الباتة يا دكتور أسامة!.. والكوارث الحقيقية لم تكن كوارث عصر مبارك كما جاء بعنوان مقال النجار وإنما الحقيقة التى تعلو قمم الشك أن الكوارث العاتية كانت هى كوارث عصر نظام يوليو وعلى القمة منها وفيها عصر جمال عبدالناصر. ونظام يوليو علميا يبدأ من عبدالناصر مروراً بالسادات وانتهاء بحسنى مبارك طبعا باستثناء محمد نجيب لأنه كان خطا مغايراً تماماً وقد أجهض بالضربة القاضية من جولة أولى!.. وحسنى مبارك لم يكن له نظاما وإنما كان له منظومة.. نكرر,. منظومة لا نظام!.. فهو لم يبتدع نظام الاستفتاءات ولا نظام التسعات الخمس فى تزوير النتائج والبقاء فى السلطة مدى الحياة حيث لا تنتهى إلا بالموت أو بالاغتيال وهو لم يغير فى قانونها بالدستور من مدة أقصاها مدتان إلى مدد أخرى!.. هذا ليس دفاعا عن مبارك بقدر ما هو دفاع عن الحقيقة.. بل إن ما كان ينبغى محاكمته عليه عدد كثير منه لم يشر إليه أحد من وجهة نظرى أهمها القرارات التى صدرت بالجامعات الخاصة بين روسية وبريطانية وألمانية وكندية وفرنسية... إلخ.. سداح مداح!.. مهزلة.. تعليم خاص.. تعليم استثمارى.. تعليم حكومى!.. كارثة وبيلة وخيبة ثقيلة وعدم تكافؤ فرص!.. ثم من هو أو من هم الذين تحركوا فى يناير 2011 أهم الشعب المصرى أم شرائح منه؟! وهل تلك الشرائح كانت تعبر عن كل الشعب المصرى؟!.. وهل تعلم لماذا لم تخرج الغالبية الساحقة من حزب الكنبة؟!.. يقول د. أسامة على قائمة الفساد والافساد السياسي التى لم يحاكم عليها مبارك وعلى رأسها أنه استمر فى الحكم من خلال استفتاءات كانت شكلية ومزورة، وهل كانت يا دكتور الاستفتاءات فى كل ما صدر عمن قبله صادقة وغير مزورة؟! أكرر ثم من هو الذى ابتدع حكاية الاستفتاءات على رئيس الجمهورية؟!.. أين التجرد أين العدل؟!.. طبعا ويقينا ليس من العدل ولا المنطق بقاء رئيس فى السلطة أكثر من دورتين كحد أقصى. ومع ذلك فصاحب هذا القلم والمقال كان من أكثر المنتقدين لمنظومة -لا نظام- حسنى مبارك صراحة لا ضمنا فى عديد من المقالات أزعم لم يكتبها أو ينطقها معارض قط، منها هذه النقطة التى أثارها د. الغزالى حرب بل ولا أعتقد أنه هو أو غيره من الصحفيين أشار إليها وفى عنفوان منظومة مبارك وهاكم فقرة من مقالى (هكذا تكلم فتحى سرور) بوفد 8 يوليو 2009.. رئيس مجلس الشعب يجاهر ويفاخر فى حوار بأهرام 4/7/2009 بأنه جلس على منصة رئاسة مجلس الشعب لمدة 19 عاما!.. ولعمرى ما أدرى كيف يقبل ذلك: ولا أعتقد مهما سيق من أسباب ومبررات صواب أى منطقية لهذا التواجد المتتالى فى سدة مواقع الحكم سواء بالنسبة لرئيس الدولة أو رئيس الحكومة أو رئيس الوزراء!.. هذا ضد العدل وضد الكرامة الانسانية وتكافؤ الفرص وضد مصالح الشعب)..! ثم أتساءل.. عن ملايين المصريين الذين خرجوا للاحتجاج على مبارك بتساؤل آخر من هم الذين خرجوا ومن هم الذين أخرجوا ومن هم الذين لم يخرجوا؟!.. يقول د. أسامة الغزالى حرب إن الشعب خرج احتجاجا على فساد عصر بأكمله!).. وأنا معه إذا اتجه إلى عصر دولة يوليو!.. الفساد الاقتصادى كانت ذروته فيما آل إليه القطاع العام الذى شمل كل شىء بدءاً من قرص الطعمية وفراخ الجمعية والملابس الداخلية ومرورا بالصحف القومية وصناعات من الابرة للصاروخ!.. لم يحدثنا أ. د. أسامة ولا الأستاذ أحمد السيد النجار عن الهدايا التى أغدقت من أموال الأسرة المالكة ومجوهراتها ومن خزائن الدولة أيضا للانقلابات العسكرية فى الدول الأفريقية.. وغيرها والرشاوى التى دفعت للقبائل اليمنية فى ثورتها على الإمام.. ولكن تحدثوا عن هدايا هزيلة بالمقارنة.. بالمقارنة.. بالمقارنة من جريدة الأهرام!.. قمة العبث.. طيب وماذا عما جاء بكتاب الكاتب الصحفى جلال الدين الحمامصى حوار حول الأسوار وللموضوع بقية إن أذن المولى وكان فى العمر بقية!