تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكويت تتويجا للعلاقات التاريخية الطويلة علي المستوي السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي فقد شهدت العلاقات بين البلدين محطات هامة أدت إلى ترسيخ العلاقات بينهم في عام 1942 بدأت العلاقات الثقافية رسميا بين البلدين عن طريق ارسال البعثة التعليمية الكويتية لمصر بالاتفاق بين عميد الادب العربي الدكتور طه حسين وزير المعارف ومدير إدارة المعارف الكويتية آنذاك وحينما أعلنت الوحدة السورية المصرية في عام 1958 أعلنت الكويت دعمها الكامل لتلك الوحدة على النقيض من مواقف بعض الدول الخليجية الأخرى وفي عام 1959 افتتح بيت الكويت بالقاهرة بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وقد عارضت دولة الكويت العدوان الثلاثي علي مصر وقد دفع الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت الحالي نحو 100 ألف روبية من إجمالي 700 ألف روبية دفعت لمصر وقتها وهي العملة المستخدمة في الكويت قبل الدينار الكويتي الذي بدأ العمل بة في أوائل الستينات من القرن الماضي. وأيضا كانت مصر داعم للكويت في العديد من المواقف حيث كانت مصر من اول الدول التي ايدت استقلال الكويت عام 1961 وبعد أسبوع واحد من إعلان استقلال دولة الكويت عقد الرئيس عبد الكريم قاسم رئيس العراق آنذاك مؤتمرا صحفيا في بغداد يطالب فيه بالكويت بالانضمام للعراق مهددا باستخدام القوة لتندلع بذلك أزمة سياسية بين الكويتوالعراق وقد عارضت ممصر التهديدات التي صدرت عن رئيس العراق وأصدر الرئيس الراحل جمال عبدا لناصر بيانا قال فيه ( إن الوحدة لا تتم إلا بالإرادة الشعبية في كل من البلدين وبناء على طلبهما معا ) و قد شاركت مصر في القوات المشتركة من الدول العربية التي أرسلت وقتها للدفاع عن الكويت . وعلى الجانب الآخر وقفت دولة الكويت مع مصر اثناء حربها مع العدو الصهيوني عام 1967 فقد كانت دولة الكويت من أوائل الدول العربية التي أرسلت قوات مسلحة قبل حرب 1967 لمساعدة مصر في حرب تحرير سيناء حيث أرسلت لواءً كاملاً وهو ( لواء اليرموك ) واستمر هذا اللواء موجوداً في مصر حتى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 وقد اكتسبت العلاقات المصرية الكويتية دفعة قوية اثناء العدوان الذى تعرضت له الكويت على يد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد أن أكدت مصر من جانبها رفضها للعدوان ووقوفها إلى جانب الحق الكويتي وشاركت مصر في حرب تحرير الكويت ودفعت عنها في المحافل الدولية حتي تم تحرير الكويت . ومن الناحية الاقتصادية وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2014 إلي مليارين و876 مليون دولار وحجم الصادرات المصرية للكويت إلى 278 مليون دولار قد وقعت مصر والكويت أول اتفاقياتها التجارية عام 1964 تلاه توقيع عدد من الاتفاقيات الاخري منها الاتفاق الموقع بين غرفتي التجارة في يونيو 1977 والبروتوكول التنفيذي للاتفاقية عام 2000 واتفاق التعاون العلمي والفني في مجالات المواصفات والمقاييس ومراقبة الجودة ومنح شهادات المطابقة في 1998 واتفاق التعاون في المجال الزراعي عام 2000 واتفاق تشجيع وحماية الاستثمارات في أبريل 2001 واتفاق التعاون بين الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وغرفة صناعة وتجارة الكويت في 2001 . لذلك تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة الكويت لدعم العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين وخاصة ان دولة الكويت واميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح كانت دعام أساسي لثورة الشعب المصري في 30 يونيو سياسيا واقتصاديا حيث دعمت مصر في جميع المحافل الدولية للوقوف بجانب الشعب المصري في ثورتة ضد الجماعة الإرهابية ومن الناحية الاقتصادية تعتبر الكويت من أكثر دول المنطقة التي لديها فوائض مالية تتخطى 400 مليار دولار حيث تدخل بقوة في الاستثمارات بمصر في ظل وجود أكثر من 900 شركة مستثمرة حاليًا وبكل تأكيد ستلعب الزيارة دور هام في تعزيز التعاون المشترك في جميع المجلات بجانب تعزيز التعاون العربي من خلال العلاقات الوثيقة بين البلدين . أخيرا ... زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكويت تؤكد ان مصر يحكمها رئيس يدرك جيدا متطلبات المرحلة التي تمر بها مصر والمنطقة العربية حيث تشكل دول الخليج إحدى أهم دوائر التحرك المصري في تعزيز التعاون العربي ودعم الاستقرار في المنطقة .