لعلّ تجربته في الحكم وعمله في السلطة التنفيذية من أهم العوامل التي شجعت حزب نداء تونس على اختيار "الحبيب الصيد" لشغل منصب رئيس أول حكومة لتونس بعد انتخابات الرئاسة التي جاءت ب"الباجي قائد السبسي" رئيسًا لتونس. شغل "الصيد"، المولود في يونيو عام 1949، عدة مناصب في وزارة الزراعة والري، كما كان مسئولًا عن دراسات الري والزراعة داخل المديرية العامة للهندسة الزراعية في الفترة بين 1975- 1980 وذلك قبل تعيينه رئيسًا تنفيذيًا لمكتب تطوير المناطق السقوية في منطقتي "قفصة" كبرى مدن الجنوب الغربي التونسي و"الجريد" جنوب غربي تونس وذلك في الفترة بين 1980 ل 1988. وسرعان ما ترقى "الصيد" ليتولى منصب المندوب الإقليمي للتنمية الزراعية في مدينة القيروان ذات الأهمية الاستراتيجية في الفتح الإسلامى، ومندوبًا للتنمية الزراعية في مدينة بنزرت الساحلية في عام 1989. وشغل "الصيد"، ابن مدينة بسوسة، حامل الماجستير في الزراعة، منصب وزير الزراعة في الفترة بين 1993 ل1997 قبيل توليه لمنصب وزير الداخلية عام 2001. كما تولى، أيضًا، منصب رئيس مجلس إدارة شركة النقل بالأنابيب بالصحراء "ترابسا" في الفترة من يونيو 2003 إلى نوفمبر عام 2004. ولم يلبث "الحبيب الصيد"، الأب لثلاثة أبناء، حتى تولى منصب المدير التنفيذي للمجلس الدولي لزيت الزيتون من عام 2004 لعام 2010، والذى يقع مقره الرئيسى بالعاصمة الأسبانية مدريد. وجاء عام 2011 ليشهد حضورًا بارزًا ل"الحبيب الصيد"، حيث تولى منصب وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية، ولكنه تخلّى عن منصبه فى ديسمبر من العام ذاته على إثر احتجاجات ثارت ضده. ويعود اختيار "الحبيب الصيد" لحمل مسئولية الحكومة التونسية لعدة أسباب، يراها المراقبون تأتي في مقدمتها خبرته العتيدة على الصعيدين الأمني والاقتصادي، تلاها تجربته التنفيذية ودرايته بخبايا الدولة التونسية، بالإضافة لوجهه المألوف على المستويين العربي والدولي، ولعلّ أبرز الأسباب هو ضمان سلاسة العلاقة بين قصر الجمهوري وساحة القصبة التي ذاع صيتها في الثورة التونسية وذلك نظرًا لعمله في حكومة الباجي قائد السبسي، وحكومة حمادي الجبالي.