أرض فضاء مهجورة، وأعمدة أساس خرسانية مقامة على جزء منها، تخرج منها أسياخ الحديد التي يظهر عليها الصدأ بسبب قدم إنشائها منذ عام 2008، حيث تٌرك المشروع طوال ست سنوات دون أي تدخل. المعهد الأزهري بالرزيقات بحري، التابعة لمركز أرمنت غرب الأقصر، تم تخصيص الأرض لبنائه منذ عام 2001 ثم شرع فى البناء عام 2008 لتنفيذ الأساس بالجهود الذاتية وبجزء مالي من صندوق الأزهر، ثم توقف البناء حتى الآن. أهالى القرية سردوا ل"ألوفد" قصة المكان وما نتج عن عدم استكماله من معاناة لهم ولأبنائهم. يقول عبداللطيف كتي، أحد أبناء القرية: كانت الأرض التي بني عليها الأساس، تابعة للوحدة المحلية للرزيقات وحدث عليها تعديات من الأهالى فتم نزع الملكية للدولة ليتم تخصيصها لإنشاء معهد أزهري يخدم القرية، ثم جمعت التبرعات من الأهالي، إلى جانب 50 ألف جنيه تبرع بها الأزهر لبدء الإنشاء، وتم بناء الأساس ولكن ظل على تلك الحال منذ 2008. أضاف: أن القرية تستحق وجود معهد أزهري بها، حيث يوجد بها 32 مسجداً منذ سنوات، يتم انتداب الأئمة لها من بعض القرى المجاورة، لعدم وجود تعليم أزهري بالقرية، مع أن عدد سكانها يزيد على 17 ألف نسمة. أوضح أن أبناء القرية يضطرون لتعليم أبنائهم في المدارس العامة نظرا لتوافرها بالقرية، ولبعد مسافة المعاهد الأزهرية الأخرى، حيث من يرغب فى التعليم الأزهري عليه أن يقطع مسافة تتعدى 5 كيلو مترات للقرى المجاورة. يقول أحمد الدردير – معلم - اضطررت إلى أن الحق ابنتي بالتعليم العام خوفاً عليها لبعد المسافة من قرية أولاد الشيخ، أو الرياينة الكائن بها المعاهد الأزهرية التي تبعد كيلومترات عن الرزيقات. يشير الدردير إلى أن أهالي القرية كانوا جمعوا تبرعات لبناء المعهد، وبعد موافقة الإدارة الهندسية التابعة للأزهر ومساهمته بجزء من المال حتى بني الأساس، توقف العمل بعد ذلك لعدم مقدرة الأهالي على جمع المبالغ التى يتطلبها البناء، مضيفاً أنه لم يرد أى إخطار من المنطقة الأزهرية أو مشيخة الأزهر ولم تتخذ أي إجراءات طوال تلك الفترة منذ عام 2008. ويقول عاطف مصطفى، إن القرية يوجد بها أربع مدارس تعليم ابتدائي دون وجود معهد أزهري واحد، مضيفاً أن الأبناء يضطرون للاستيقاظ مبكراً جداً للحاق بالمواصلات من أجل الذهاب لمعهد الرياينة الأزهري. فيما قال بغدادي مصطفى، رئيس الوحدة المحلية للرزيقات بحري، إن العميد أحمد نسيم، رئيس المجلس المحلي لمركز ومدينة أرمنت، بعث خطاباً لمشيخة الأزهر للمساهمة في استكمال الإنشاءات لكن لم يأتِ أي رد. أكد سيد طايع، مدير الخطة والمتابعة بالمنطقة الأزهرية بالأقصر، "أن معهد الزريقات يعتمد على التمويل والجهود الذاتية بعد التأكد من ان المعهد ينطبق عليه الشروط والمواصفات بأنه يصلح لبناء معهد طبقا لقرار شيخ الأزهر فى هذا الشأن، مشيراً إلى أن معظم المعاهد الأزهرية تبنى بجهود ذاتيه". أوضح طايع أن الأزهر لا تقع عليه أي أعباء مالية تجاه عملية الإنشاء، مؤكداً أن مسؤلية الأزهر تبدأ بعد الانتهاء من عملية الإنشاء، وأن الأزهر يقوم بعد عملية الإنشاء بتشكيل لجنة من الإدارة الهندسية بالمنطقة الأزهرية لمعاينة المبنى من حيث ملاءمته للشروط ليتولى بعدها الأزهر عمليه التشطيب فقط، ثم يقوم بتوفير هيئة تدريس، وبعدها يدخل المعهد تحت ادارة المنطقة الأزهرية. وناشد الأهالي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بمساهمة المشيخة في استكمال عملية إنشاء المعهد حتى لينتفع به أبناؤهم.