دعا المشاركون فى ندوة اللغة العربية التى نظمتها الملحقية الثقافية السعودية بالقاهرة فى مصر بالاشتراك مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولى لخدمة اللغة العربية فى إطار الاحتفاء باليوم العالمى للغة العربية إلى التعاون والمشاركة الفاعلة بين الهيئات المعنية باللغة العربية والمجامع اللغوية والجمعيات الأهلية ومراكز البحوث لتبادل الخبرات والمشروعات والبحوث بما يخدم اللغة العربية. وأكدوا ضرورة التوفيق بين العامية والفصحى بما يوفر أداة مشتركة للتفاهم بين جميع طبقات الأمة العربية، ومقاومة الاعتماد التام على اللغات الأجنبية فى مدارسنا ومتاجرنا وبنوكنا ومطاراتنا وتعميم التعليم باللغة العربية الفصحى فى جميع مراحل التعليم الحكومى والخاص وتنشئة الأطفال على حب اللغة العربية وعقد دورات للمعلمين على كل المستويات لاكتساب مهارة التحدث والكتابة بالفصحى وتعريب العلوم والتشجيع عليه. كما أوصى المشاركون بحظر استخدام العامية على المنابر أو فى الدروس الدينية وتبسيط الكلام ليناسب جمهور المستمعين ، وتفعيل دور جمعيات حماية المستمعين والمشاهدين فى جانب الرقابة على الإعلانات وأغانى " الفيديو كليب " من حيث مضامينها ولغتها التحريرية وضرورة اهتمام المسئولين فى القنوات التليفزيونية بتنقية المحتوى الذى تتضمنه الرسائل القصيرة المذاعة عبر شريط الأخبار وضرورة العناية باختيار مقدمى نشرات الأخبار والبرامج والمعلقين الرياضيين نظرا لتلقى الجماهير العريضة من الشباب ما يصدر عن هؤلاء المعلقين سلوكيا ولغويا وتكثيف جهود مجامع اللغة العربية فى مجال اللغة العربية فى مجال ضبط لغة الإعلام التقليدى. وأشار الباحثون إلى أن النهوض باللغة العربية يحتاج إلى عمل جماعى تتضافر فيه الجهود بدءا من الأسرة ثم المؤسسات التعليمية والأجهزة الإعلامية والمجامع اللغوية. وحث المشاركون على العمل على توحيد مجامع اللغة العربية فى مجمع عربى كبير يتناول متابعة الحالة اللغوية وإعداد المعاجم التاريخية إلى جانب معجمات اللغة فى العلوم المختلفة وضرورة دراسة التراث اللغوى العربى من منابعه الأصلية والإفادة من الفكر الأوروبى بما يناسب تراثنا اللغوى العربى . وألقى الدكتور خالد الوهيبى الملحق الثقافى السعودى بالقاهرة كلمة فى بداية الندوة أشار فيها إلى الدور المسئول الذى تنهض به المملكة العربية السعودية فى الحفاظ على اللغة العربية وتوثيق مخطوطاتها وجمع مراجعها العلمية وإعادة طباعتها ونشرها بالإضافة إلى دعم البرامج التعليمية وتطوير المناهج المدرسية والجامعية ، كما أكد " الوهيبى " أن حكومة خام الحرمين الشريفين رصدت العديد من الجوائز تشجيعا للقراء والمبدعين فى مجال اللغة العربية ومنه جائزة الملك فيصل العالمية فى الآداب والتى تمنح سنويا للمتميزين فى فنون آداب لغة الضاد . وأكد الدكتور سالم بن وصيل السميرى ممثل مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولى لخدمة اللغة العربية أن أنشطة المركز وبرامجه تتكامل لخدمة العربية بما يحقق رؤيته العامة فى دعم الأفراد والمؤسسات العاملة فى خدمة اللغة العربية وإيجاد حالة إيجابية من العمل المشترك والتواصل البرامجى والمعرفى تحقيقا لأهدافه وسياساته العامة وتمثيلا للاسم الكريم الذى يحمله واللغة الكريمة التى يخدمها . وأشاد الشاعر فاروق شوشة الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة بمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولى لخدمة اللغة العربية مؤكدا أنه يفوق الكثير من المجامع العربية البطيئة بطبيعتها وبتشكيلها وبكبار السن فيها ، وأعلن " شوشة " انضمام المركز إلى أعضاء المجامع فى اتحاد المجامع العربية باعتباره عضوا فاعلا ومؤثرا ، وأكد أن المركز سيضيف إلى اتحاد المجامع من الإمكانات المادية والمعنوية والعلمية والبحثية الكثير والكثير مثمنا جهود المملكة برعاية خادم الحرمين الشريفين فى خدمة العربية وفنونها . وألقى الدكتور محمد أبوليلة مؤسس الجمعية الثقافية للتواصل الحضارى والأستاذ بجامعة الأزهر بحثا بعنوان " اللغة العربية وهوية الأمة العربية والإسلامية "، كما ألقى الدكتور محمد صالح توفيق عميد كلية دار العلوم بحثا بعنوان " إبراهيم أنيس ..بين معطيات التراث العربى والثقافة الغربية " وناقش الدكتور عبد الله التطاوى نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق فى بحثه " دور المؤسسات فى النهوض باللغة العربية "وألقى الدكتور محمد حسن عبد العزيز عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة بحثا بعنوان " مستقبل اللغة العربية "واختتمت الندوة بمناقشة بحث بعنوان " الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعى وتأثيرها على العربية " والمقدم من الدكتور سامى محمد ربيع الشريف الأستاذ بكلية الإعلام وناقشه بالإنابة الدكتور مصطفى عبد التواب الأستاذ بكلية الإعلام ، وفى نهاية الندوة كرم د. خالد الوهيبى الملحق الثقافى السعودى ود. سالم السميرى ممثل مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز الدولى لخدمة اللغة الباحثين المشاركين فى الندوة .