جمعة استعراض العضلات.. جمعة إبراز القوى.. جمعة الانقسام كلها تسميات أطلقت على الجمعة الماضى، وجميعها تؤكد شيئاً واحد أن السلفيون نجحوا فى بث الرعب فى نفوسنا.. وفى قلوبنا.. لذلك نقول لهم بصراحة يا إخوانا «حصلنا الرعب»!! فمنذ فجر يوم الجمعة والأتوبيسات تفرغ حمولتها من السلفيين إلى ميدان التحرير.. من جميع محافظات مصر.. حتى امتلأ الميدان عن آخره بأصحاب اللحى والجلباب القصير.. واختفت وانزوت باقى التيارات.. حتى عندما أعلنت انسحابها.. لم يشعر بها أحد.. لأن أكثر من 95٪ من الموجودين فى الميدان فى هذا اليوم من إخوان كاميليا.. أقصد السلفيين. وقد تباينت مشاعر المصريين فى هذا اليوم.. ففريق منهم رأى أن ما حدث انتصار للاستقرار ودعماً للمجلس العسكرى.. وإغلاق صفحة بلطجية التحرير وأصحاب الأجندات الأجنبية، والذين اختفوا ودخلوا الشقوق وبلاعات التحرير.. رعباً وفزعاً من إخوان كاميليا.. صحيح إن ما حدث يسعدنا كثيراً بعد أن عانت مصر الكثير من بلطجة وإجرام النازيين الجدد الذين خطفوا الميدان وفرضوا عليه قوانينهم وبلطجتهم.. ولكن ينبغى ألا نفرط فى التفاؤل لأننا هنا نكون كالمستجير من الرمضاء بالنار.. لأن الحقيقة تقول ما اسخم من سيدى إلا ستى.. فأنت بين نارين إما أن تنحاز لمن يقبضون من أمريكا أو تنحاز لمن يقبض من السعودية وقطر.. فكما يعمل أصحاب الأجندات الأمريكية على خدمة أسيادهم صباح مساء نظير الدولار المغموس بدماء الوطن وشهدائنا الأبرار نجدالآخرين يرفعون أعلام السعودية داخل ميدان التحرير، وكأننا فى بلاد الحجاز.. بل ويهتفون بملء فمهم «يا أوباما.. يا أوباما.. كلنا أسامة» وكأن ميدان التحرير أصبح اسمه «قندهار»!! أى إن كلا التيارين.. ولاؤهم لخارج حدود الوطن.. وآخر ما يفكرون فيه هو مصلحة مصر.. وأخشى ما أخشاه أن نحن استسلمنا لصبيان الائتلاف والحركات التى تمثل طابوراً خامساً أن تسلم مصر لأمريكا وحليفتها الأولى إسرائيل على طبق من ذهب.. أما إذا استسلمنا للتيار الآخر (إخوان كاميليا) الذين كادوا يشعلوا مصر من أجل استعادة أختهم المزعومة كاميليا.. أخشى أن يتسلمنا هؤلاء إلى الوهابيين ليعودوا بنا مئات السنين للوراء فبدلاً من أن تحارب المرأة المصرية من أجل الفوز بمقعد رئاسة الجمهورية يصبح أقصى أملها وقضية كفاحها أن تتمكن من قيادة السيارة!! فلا خوف من الإسلام.. ولا من الشريعة لأننا كلنا مؤمنون ونلتزم بما أمر الله، لكن هذا هو إسلام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذى احتوى كل الأديان، وحمى شعائرهم وحريتهم فى العقيدة أما إسلام إخوان كاميليا فقد رأينا بعضاً منه فى ميدان التحرير فقد خانوا العهود مع كل القوى السياسية بل واغتصبوا المنصات الأخرى التى لا تخصهم فى التحرير، بل وأغلقوا الكاسيت الذى يذيع أغنية «يا بيوت السويس» بحجة أن الغناء حرام، حتى لو كان للوطن.. كما أدخلوا الذعر والخوف فى قلوب شركائنا فى الوطن بل وألغوا الآخر تماماً.. وهذا هو إسلامهم أما إسلامنا.. دين السماحة والذى قال فى كتابه الكريم: «لو كنت فظاً غليظ القلب، لانفضوا من حولك» صدق الله العظيم. أخشى ما أخشاه أن يكرر المجلس العسكرى «خطيئة» السادات رحمه الله عندما شجع التيارات الدينية فى الجامعة وفى الشارع المصرى من أجل ضرب الناصريين والشيوعيين، فراح هو نفسه ضحيتهم واغتالوه يوم فرحه، ويوم نصره، فاستخدام الإسلاميين لضرب النازيين الجدد سلاحاً ذا حدين، فالسلفيون وهم آخر فصيل سياسى شارك فى الثورة، بل وأدانوا أبطالها واتهموهم بالكفر.. هم أناس مع اعترافنا بحسن نية بعضهم إلا أن خبرتهم السياسية «صفر» حتى إن باحث إسلامى أكد أنهم يمتلكون جسم ديناصور.. وعقل عصفور!!