" أنت مين قولى أنا هنا بعمل إيه .. أنا رئيس الجمهورية .. أجى من الساعة 7 مساء وأقعد هنا فى المكان الزبالة ده".. هكذا بدأ الرئيس المعزول محمد مرسي أولى جلسات محاكمته، حيث اعتاد المتابعون لمحاكمة مرسي صراخه وصياحه المستمر في أثناء جلسات محاكمته، إلى أن قررت هيئة المحكمة برئاسة المستشار شعبان الشامي، وضعه في قفص زجاجي، تجنبا للضوضاء التي يحدثها والتشويش على هيئة المحكمة، حتى أن المستشار الشامي قال له في إحدى جلسات قضية "الهروب الكبير".. "بلاش تشوشر على الجلسة يا محمد مرسى مش كل مرة أقول كده".. الأ أن صمتا محيرا قد غلب على الرئيس المعزول في جلسات محاكمته المؤخرة في مختلف القضايا وهو ما بات يشكل لغزا لدى الكثيرين ممن أخذتهم الدهشة من هذا الصمت الغريب وغير المعتاد منه. مرسي الوحيد الذي لا يعاقب مرسي الذي يواجه الآن ثلاثة قضايا أمام المحاكمة وهي "الاتحادية والتخابر واقتحام السجون"، والذي أحيل للجنايات بقضية التخابر مع قطر أيضا ، دون تحديد جلسة لنظرها حتى الآن، هو الناجي الوحيد من أي أحكام قضائية ، مقارنة بباقي قيادات الإخوان، الذين حصل جميعهم على أحكام بالسجن، سواء في قضايا تتعلق بتحريضهم على العنف، أو إهانة المحكمة. كانت المرة الأولى التي نجا فيها مرسي من الحبس، في جلسة 30 إبريل الماضي، خلال نظر قضية "اقتحام السجون"، حيث أصدرت محكمة جنايات القاهرة، حكما بحبس جميع المتهمين في القضية فيما عدا مرسي، وذلك لقيامهم بإدارة ظهورهم لهيئة المحكمة، وهو ما اعتبرته المحكمة إهانة لها، وللتذكير فقد شهدت تلك الجلسة تطاولا من صفوت حجازي علي رئيس المحكمة حينما خاطبه قائلا " ايه يا شعبان"، وذلك بعد نداء المستشار الشامي عليه، مبررا ذلك بأنه مبدأ المعاملة بالمثل، حيث إن المحكمة تنادي الرئيس مرسي باسمه مجردا، على حد قوله. للمرة الثانية.. مرسي ينجو وفي 30 نوفمبر الماضي تسبب القيادي الإخواني صبحي صالح في إصدار المحكمة حكما بحبس جميع قيادات الجماعة، 3 أعوام وتغريم كل منهم 10 آلاف جنيه، بتهمة إهانة المحكمة.، بعدما كرر طرقه على القفص الزجاجي بشدة، لإبداء طلباته، فقرت المحكمة طرده من الجلسة، ليردد المتهمون هتاف "باطل باطل"، وسخروا من المحكمة بالتصفيق، فيما التزم مرسي الصمت، فقررت المحكمة معاقبة جميع المتهمين عداه هو ، لتكون تلك هي المرة الثانية التي ينجو فيها مرسي من أي عقاب. صمت محيّر يلجأ مرسي إلى الصمت في الفترة الأخيرة أثناء المحاكمات، وحين حدوث أي شغب من قبل المتهمين بقفص الاتهام، يكتفي بالمشاهد،ة ربما لاعتقاده بأنه ما زال الرئيس الشرعي للبلاد كما يؤكد دائما في حديثه للمحكمة وهو ما يجعله راغبا في الظهور بمظهر لائق، خاصة بعد أن انتقد الكثيرون حالة الصياح والضجيج التي يحدثها، مقارنة بمبارك ونظامه الذين اعتادو الصمت والتحدث بأدب، وهو ما قد يكون السبب الكامن خلف تجنبه الهتاف مع بقية المتهمين ضد المحكمة، بينما يفضل دائما الجلوس واضعا "رجل على رجل"، أو الانشغال بالحديث مع باقي المتهمين من خلف القفص الزجاجي، أثناء الجلسات، ليبقي صمت مرسي لغزا محيرا لمن تابعه في بداية محاكمته.