25 يناير ثورة ضد الفساد، وعندما قام الإخوان بخطفها صحح المصريون مسارها بثورة 30 يونية لم يفرق الدستور بين الثورتين، واعتبرهما امتدادًا لمسيرة نضال وطنى كان من أبرز رموزه أحمد عرابى، مصطفى كامل، ومحمد فريد، وأى إساءة لثورة 25 يناير أو ثورة 30 يونية يعتبر عدم احترام للدستور الذى استفتى عليه الشعب ووافقت عليه الملايين. احترم الدستور جميع الثورات التى قامت فى العصر الحديث، أكد على جهاد المصريين للحاق بركب التقدم، وقدموا الشهداء والتضحيات فى العديد من الهبات والانتفاضات والثورات حتى انتصر الجيش الوطنى للإرادة الشعبية الجارفة فى ثورة 25 يناير 30 يونية التى دعت إلى العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت ظلال العدالة الاجتماعية واستعادت للوطن إرادته المستقلة. قال الدستور عن ثورة 1919 إنها أزاحت الحماية البريطانية عن كاهل مصر والمصريين، وأرست مبدأ الوطنية والمساواة بين أبناء الجماعة الوطنية وسعى زعيمها سعد زغلول وخليفته مصطفى النحاس على طريق الديمقراطية، مؤكدين أن «الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة» ووضع طلعت حرب خلالها حجر الأساس للاقتصاد الوطنى. وحققت ثورة 23 يوليو 1952 التى قادها جمال عبدالناصر حلم الأجيال فى الجلاء والاستقلال، وأكدت مصر انتماءها العربى وافتتحت على قارتها الافريقية، والعالم الاسلامى، وساندت حركات التحرير عبر القارات وسارت بخطى ثابتة على طريق التنمية والعدالة الاجتماعية. وتعتبر ثورة 25 يناير 30 يونية ثورة فريدة بين الثورات الكبرى فى تاريخ الإنسانية بكثافة المشاركة الشعبية التى قدرت بعشرات الملايين، وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق، ويتجاوز الجماهير للطبقات والأيديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة وبحماية جيش الشعب للإرادة الشعبية وبمشاركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها، وهى فريدة بسلميتها وبطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معا. وصف الدستور هذه الثورة بأنها إشارة وبشارة، إشارة إلى ماض مازال حاضرًا، وبشارة بمستقبل تتطلع إليه الانسانية كلها. الدستور اعتبر هذه الثورة عندما لم يفرق بين 25 يناير و30 يونية عودة لاسهام المصريين فى كتابة تاريخ جديد للإنسانية لبناء دولة جديدة تسودها الحقيقة والعدالة وتصان فيها الحريات وحقوق الانسان عن طريق استلهام الماضى، واستنهاض الحاضر وشق الطريق إلى المستقبل، والنهوض بالوطن، وأن يكون لكل مواطن الحق فى العيش على أرض هذا الوطن فى أمن وآمان، والتأكيد على حق الشعب فى صنع مستقبله باعتباره هو وحده مصدر السلطات. يجب أن ينتبه المصريون إلى أن الخلاف الحالى بين الذين يرون أن 25 يناير مؤامرة وليست ثورة والذين يدافعون عنها إن هذا الخلاف لا يخدم إلا الجماعة الإرهابية وقوى الضلال والشر فى العالم التى تحاول أن تجد لها مكانا للعبث فى هذا الوطن. إن احترام الثورتين والإيمان بهما وبأهدافهما المشتركة هو الذى يحقق إقامة الدولة القوية والنهضة الاقتصادية الكبرى التى وضعنا قواعدها، كما يحقق انجازنا للاستحقاق الثالث من خريطة المستقبل واستقرار الأمة. لا يجب أن نتوسع فى هذا الجدل حتى لا نعطى الفرصة لعناصر الهدم فى خنق أحلامنا المشتركة فى العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية التى نادت بها ثورتا 25 يناير و30 يونية.