أسفرت امس الاشتباكات المسلّحة أمس في وسط مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، بين قوات «مجلس شورى ثوار بنغازي»، وآخرين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر، عن سقوط قذائف عشوائية على أحد المنازل بحي السكابلي، في منطقة سيدي حسين، وسقوط أخرى مقابل مركز المتفوقين، ما تسبب في أضرار مادية. وقامت طائرة حربية تابعة لقوات حفتر بمحاولة استهداف قوة من مقاتلي «مجلس شورى ثوار بنغازي»، على طريق النهر الصناعي، في منطقة الليثي، إلاّ أنّها قوبلت بكثافة نارية من المضادات الأرضية، ما أجبرها على الابتعاد من دون أن يتمكن قائدها من إطلاق صواريخ الطائرة. ولا تزال الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة مستمرة في منطقة قاريونس بالمدخل الغربي لبنغازي، بين قوات «مجلس شورى ثوار بنغازي» وقوات «الكتيبة 21 صاعقة» في المنطقة، المحاصرة من عدة محاور. وأسفرت عن سقوط قذائف عشوائية على منطقة الصابري الخالية تماماً من ساكنيها، الذين نزحوا عقب أعمال العنف. وتراجعت قوات حفتر بسبب الكثافة النارية التي واجههه بها مقاتلو «مجلس الشورى». أكّد شهود عيان أنّ «الطريق الشرقي لبنغازي (طريق الساحل) خالية، لمسافة خمسة وعشرين كيلومتراً تقريباً، من أي قوات أو نقاط تفتيش تابعة لقوات حفتر منذ أكثر من عشرة أيام». ونفى «عز الدين الوكواك» أبرز القادة الميدانيين لعملية «الكرامة»، الأنباء عن قرب افتتاح مطار بنينا المدني، واستعماله للرحلات الداخلية والخارجية، معللاً ذلك بأنّ الجرحى من قواته المشاركين في معارك بنينا وبنغازي، لم يهتم بهم أحد، ولم يعالجوا حتى الآن بشكل كاف، علاوة على تدمير منازلهم في أثناء المعارك مع قوات شورى الثوار، رافضاً فتح المطار حتى يتم الاهتمام بجرحى قواته. وأكد وزير الخارجية التونسي» المنجي الحامدي» أن القوات العسكرية والأمنية والجمركية في حالة استنفار قصوى على الحدود مع ليبيا، مشيرا الى ان مستقبل تونس رهين المستجدات في الملف الليبي. وشدد ان الحكومة التونسية تتابع ما يُجرى من مستجدات في ليبيا باهتمام، وهي لا تريد أنْ تكون طرفًا في الصراعات الداخلية وتساهم بجهود سياسية ودبلوماسية لمحاولة إنجاح جهود الحوار السياسي بين مختلف الأطراف المتصارعة، إيمانًا منها بأنَّ السلاح لن يمكِّن من معالجة الخلافات مهما صعبت». وقال الحامدي فور وصوله إلى تونس عائدًا من الخرطوم، حيث ترأس الوفد التونسي في محادثات قيادات دول الجوار الليبي: إنَّ ندوة الخرطوم قامت بتشجيع كل الأطراف على المضي في الحلول السياسية ومنع تسليح مختلف الفرقاء. وأضاف الوزير أنَّ الحكومة التونسية تتابع خاصة التطورات داخل أراضيها عبر تعزيز جهود قوات الجيش والأمن والجمارك على الحدود من الجانب التونسي.