أعلن الدكتور عباس شومان، وكيل شيخ الأزهر، توصيات المؤتمر العالمى لمواجهة التطرف والإرهاب الذى يعقده الأزهر الشريف تحت رعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. أكدت توصيات المؤتمر أن العالم العربي يواجه حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطراب نتيجة لظهور حركات متطرفة تعتمد الإرهاب أداة لتنفيذ مآربها، مشيرا إلى أن كل الفرق والجماعات المسلحة والمليشيات الطائفية التى استعملت العنف والإرهاب في وجه أبناء الأمة رافعة - زوراً وبهتاناً - رايات دينية، هي جماعات آثمة فكرا وعاصية سلوكاً، وليست من الإسلام الصحيح في شيء. وأوصى المؤتمر بالتأكيد على علاقات المسلمين والمسيحيين في الشرق هم اخوة، وهم عازمون على مواصلة العيش معاً في دول وطنية حرة تحقق المساواة وتحترم الحريات، مضيفاً ان علاقات المسلمين مع المسيحيين هى علاقات تاريخية ومن ثم فإن التعرض لهم ولأهل الأديان والعقائد الأخرى باصطناع أسباب دينية يمثل خروجاً على صحيح الدين وتنكراً لحقوق الوطن والمواطن. وأضاف المؤتمر في توصياته، ان تهجير المسيحيين وغيرهم من الجماعات الدينية والعرقية الأخرى جريمة مستنكرة، مناشداً المسيحيين بالتجذر في اوطانهم حتى تزول موجة التطرف، كما ناشد دول العالم استبعاد تسهيل الهجرة من جدول المساعدات المقدمة اليهم، كي لا تحقق اهداف قوى التهجير العدوانية. واعلنت توصيات المؤتمر ان بعض المسئولين في الغرب وبعض مفكريه وإعلامييه يستثمرون هذه الجماعات المخالفة لصحيح الدين لتقديم صورة نمطية يفترون فيها على الإسلام شرعة ومنهاجاً، وطالب المؤتمر المنصفين من مفكري الغرب ومسئوليه تصحيح هذه الصور واعادة النظر في المواقف السلبية حتى لا يتهم الإسلام بما هو براء منه. ودعا المؤتمر الى لقاء حواري عالمي للتعاون على صناعة السلام وإشاعة العدل في اطار احترام التعدد العقدي والمذهبي والاختلاف العنصري، والعمل بجد وإخلاص على إطفاء الحرائق المتعمدة بدلا من إذكائها. كما دعا المؤتمر العالم العربي الى تنظيم تعاونها وتطوير آليات هذا التعاون بما يحقق الاستقرار والأمن، من خلال إقامة سوق اقتصادية واتحاد جمركي ودفاع مشترك لتحقيق مقومات التضامن في اطار دائرة واحدة تجمع الدول والوطنية المتعددة في استراتيجية موحدة تحميها وتحتمي بها. وطالب المؤتمر العلماء والمراجع الدينية في العالم العربي والإسلامي أن يتحملوا مسئولياتهم أمام الله والتاريخ في إطفاء كل الحرائق المذهبية والعرقية، خصوصاً في البحرين والعراق واليمن وسوريا، وإدانة الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها القوات الصهيونيَّة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصاً في القدس الشريف، التي تستهدف الإنسان الفلسطيني المسلم والمسيحي على حد سواء، كما تستهدف المساجد والكنائس خصوصاً المسجد الأقصى. وناشد المجتمعون المجتمع الدولي التدخل بفاعلية ومسئولية لوضع حد لهذه الاعتداءات الآثمة وإحالة مرتكبيها إلى محكمتي العدل والجنايات الدوليتين. وأكد المؤتمر على أن الشرق بمسلميه ومسيحييه يرى أن مواجهة التطرف والغلو وأن التصدي للإرهاب أياً كان مصدره وأياً كانت أهدافه هو مسئوليتُهم جميعًا.