فجأة وبدون مقدمات تفاقمت مشكلة الممرضات بالمستشفيات الجامعية بالإسكندرية بعد سنوات من الإهمال والتجاهل. . فاض بهن الكيل وطفح.. خاصة بعد أن حولهن قيادات الصحة بالإسكندرية إلى شماعة لتعليق فشلهم وإهمالهم مما أدى إلى تردى الخدمة بالمستشفيات الجامعية الملجأ الوحيد لفقراء 4 محافظات هى الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ ومطروح، وفى ظل هذه الظروف القاسية لم تجد ممرضات الإسكندرية سبيلاً للحصول على حقوقهن المهدرة، التى وصلت إلى تأخر رواتبهن أكثر من 3 أشهر، إلا الإضراب الجزئى عن العمل لوصول أصواتهن إلى قمة السلطة فى الدولة، خاصة بعد موت مريض على أبواب قسم الطوارئ مما ينذر بكارثة تحذر منها «الوفد». ليلى عبدالصمد، إحدى المشاركات فى إضراب ممرضات مستشفى الأميرى العام بالإسكندرية، قالت: الممرضات لم يحصلن على رواتبهن منذ ثلاثة أشهر ويعملن بأقل التكاليف بالرغم من المساعدات الهائلة التى يتلقاها المستشفى، وأضافت: لم نلجأ للإضراب الكلى فى ظل الضغوط التى يتعرضن لها والحقوق المهدرة تغليباً لمصلحة المرضى، ويتحملن كافة الأعباء والأخطاء التى ترتكب داخل المستشفى، خاصة وقت ثورة 25 يناير، كما أشارت نهى محمد «ممرضة» إلى أن ممرضات الميرى يقمن بأعمال ليست من اختصاصهن مثل أداء مهام العاملات والفنيات، نظراً للعجز الشديد فى عددهن، مطالبة برد الاعتبار لهن بعد الفصل فى قضية التسبب فى قتل المرضى الثلاثة، خاصة من وسائل الإعلام التى وجهت التهم، كما نفت نهى محمد وجود أى علاقة لإضراب الممرضات بوفاة الحالة «كريم» الذى توفى أثناء الإضراب، موضحة أن التقرير أثبت أنه توفى إثر توقف عضلة القلب واتساع حدقة العين، وهو الأمر الذى يتطلب نصف ساعة كاملة لحدوث الوفاة، أما الحالة الثانية فلم تبلغ الطبيبة الممرضات بها، وبالتالى فإن المسؤولية لا تقع عليهن، أما سوزان الحالة الثالثة فهى بالغة من العمر 72 عاماً وتوفيت بعد 18 يوماً من دخولها المستشفى إثر إصابتها بمرض السرطان، ولم يقم المستشفى بتوفير غرفة العناية المركزة لها، ومن جانبها طالبت أمل على «ممرضة» بتوفير حقوق الممرضات المادية والمعنوية، ليعملن فى ظروف مهيئة، بالإضافة إلى توفير جو أمن لهن من الاعتداءات المتكررة من ذوى المرضى، مشيرة إلى أن أحدهم قام بصفع طبيب بقسم الطوارئ على وجهه، وأغلق مدير المستشفى السابق أسامة أبوالسعود بوابات القسم لمدة أسبوع كامل، ولم يتخذ موقفاً مشابهاً مع الممرضات، بل يحرض ضدهن الزوار. وفى حديثهن إلى «الوفد» اتهمت إحدى الممرضات رفضت ذكر اسمها الدكتور طارق خليفة، مدير المستشفى الأميرى، باستغلال إضراب الممرضات من أجل التعتيم على الضجة الإعلامية التى أثيرت بسبب الافتتاح الوهمى لمستشفى سموحة الجامعى وانتداب أطباء الأميرى للعمل لمدة يوم واحد فقط، مؤكدة عدم التباطؤ أو التكاسل من جانبهن، حتى يتم تنفيذ كافة المطالب، مشددة على ضرورة اتباع الطرق القانونية للحصول على حقوقهن، ودون استسلام. ومن جانبه، طالب محمد فرغلى، أحد العاملين بالمستشفى الأميرى، النيابة بفتح تحقيقات عاجلة فى حالات الوفاة التى سقطت داخل المستشفى، متسائلاً: إلى متى سيظل العاملون بالقطاع الصحى بالكامل مظلومين حتى يتم إصلاحه؟، كما طالب بصرف متأخر الحوافز والبدلات بأثر رجعى، وإقرار لائحة مالية موحدة للعاملين بالجامعات، أسوة بلائحة جامعتى القاهرة وعين شمس. كان العاملون بهيئة التمريض، بالمستشفيات الجامعية بالإسكندرية قد أعلنوا أمس الأول أنهم سيتقدمون ببلاغ للنائب العام يتهمون فيه الدكتور طارق خليفة، القائم بأعمال مدير المستشفى الرئيسى الجامعى، بتشويه الممرضات وإلصاق الاتهامات لهم بدون وجه حق، كما اتهموه بأنه المسئول عن تعريض حياة المرضى للخطر. وأشاروا إلى أنه قام بغلق باب استقبال الطوارئ، وأبلغ الأهالى أن إضراب الممرضات هو السبب فى عدم استقبال المرضى، وذلك لإثارة الأهالى على الممرضات ومحاولته تشويه قسم التمريض. ومن جانبها، أكدت حنان عبدالمحسن، إحدى الممرضات بالمستشفى الأميرى الجامعى، أن الدكتور طارق خليفة، قام بربط حالات الوفاة بالإضراب لمنع العاملين بالتمريض من القيام بإضراب مرة أخرى، والتغطية على الضجة الإعلامية المثارة حول فشل إدارة الجامعة فى تشغيل مستشفى سموحة الجامعى، وتقوم الإدارة بإشغال الرأى العام بموضوع آخر بالجامعة.