كتبت فيما سبق وأكدت أن الإرهاب يتطور وينمو ويفكر ويخطط جيداً ثم ينفذ بكل دقة.. قلنا ذلك وحذرنا قبل أن يتم الهجوم الإرهابي علي اللنش البحري شمال ميناء دمياط بالبحر المتوسط.. هذا الحادث له دلالاته القاطعة علي التطور النوعي لمفهوم الإرهاب سواء في طريقة تفكيره أو جهات التمويل.. وهذا مايدعونا للقلق الشديد والحذر الأشد والشك أيضاً عن صدق وجدوي الأخبار التي يتم تسريبها وبثها ونشرها عن سرقة 11 طائرة ليبية من مطار طرابلس لتنفيذ عمليات إرهابية جواً علي الدول المحيطة - ومن بينها مصر طبعاً - علي غرار ما حدث في 11 سبتمبر.. وحتي بعد نفي صحة هذه الأخبار لابد أن نفهم جيداً أننا نواجه حرباً شرسة تقودها دول وينفذها أفراد لتحقيق أجندات ومصالح .. ولكنها حرب جديدة من طراز حرب العصابات القديمة. وببحث بسيط ودون عناء يذكر عن مفهوم حرب العصابات وأساليبها وجدت أن ما يحدث الآن علي أرض مصر من عمليات إرهابية تتبع هذا المنهج وذاك الأسلوب في حرب العصابات بكل ما تحمله الكلمة من معني .. وتعالوا معي لنثبت ذلك حتي نستطيع أن نعرف الأهداف والنتائج ونحاول أن نتعرف أكثر علي هذه العصابات الإجرامية وكيف تحارب كي نتعلم من أخطائنا أولاً ونحاذر ونحطاط من هذه الأفعال الدنيئة ونتجنب شرورها. فحرب العصابات هي حرب غير تقليدية، بين مجموعات قتالية يجمعها هدف واحد، وجيش نظامي، حيث تتكون هذه المجموعات من وحدات قتالية - إجرامية - صغيرة نسبيا مدعمة بتسليح أقل عددا ونوعية من تسليح الجيوش. وتتبع أسلوب المباغتة في القتال ضد التنظيمات العسكرية التقليدية في ظروف يتم اختيارها بصورة غير ملائمة للجيش النظامي. ومقاتلو حرب العصابات يتفادون الالتحام في معركة مواجهة مع الجيوش التقليدية لعدم تكافؤ الفرص، فيلجأون إلى عدة معارك صغيرة ذات أهداف استراتيجية يحددون هم مكانها وزمانها بحيث يكون تأثيرها موجعاً للخصم. أما عن أسلوب اختيار الكمائن فيتم اختيار المكان المناسب لإعداد الكمائن حسب متطلبات المعركة بحيث يؤمن لمقاتلي حرب العصابات.. سهولة عملية الانسحاب.. تحقيق عنصر المباغتة والسرعة.. سهولة وضع القوات النظامية في مرمي نيرانهم.. وغالباً ما تشن هذه العناصر هجماتها في الليل مستغلين الظلام وأن تكون القوات النظامية في أقصي حالات التعب والنعاس. ليست هناك مقاييس محددة لتسليح العناصر- الاجرامية - في حرب العصابات، ولكن لطبيعة وديناميكية الحركة عندهم فتفضل الأسلحة الخفيفة التي يمكن حملها.. وعدد من الصواريخ المحمولة والبنادق السريعة الطلقات وأكبر كمية ممكنة من الذخيرة لتأمين التغطية ومنح عناصرهم - الإجرامية - حرية أكبر في الحركة مع زرع الألغام ضد الأفراد والآليات.... الخ. بعد هذا التعريف البسيط لمفهوم حرب العصابات بشكل عام نجد أن مصر تواجه الآن هذا النوع من الحروب.. فنحن نواجه جماعات مسلحة تشن علينا عمليات إجرامية ينطبق عليها المفهوم الأولي لحرب العصابات.. ولذلك لا يمكن لهذه الجماعات الإجرامية أن تواجه لأنها دائماً متخفية وتنفذ عملياتها غدراً لتحقيق ضربات موجعة.. لذلك عندما تسمع ما قاله زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، بأن «المد الداعشي سيصل إلى مصر قريبا» تتيقن أنه كلام في ظاهره الجنون لكن البغدادي لا يقصد المواجهة المباشرة الصريحة مع الجيش المصري.. لأنه يعلم جيداً هو وغيره من العصابات والجماعات ومن يقف وراءهم ومن يدعمهم ومن يستخدمهم أن المواجهة مع الجيش المصري أمر مستحيل.. لذلك جاء وصف مصدر سيادي مسئول - كما نشرته بعض الصحف -رداًعلي ما قاله زعيم تنظيم داعش بأنه كلام مجانين ومن شخص معتوه لا يدرك قوة مصر شعبًا وجيشا.. وأضاف البعض أنه لو اقترب ما يسمى تنظيم داعش شبراً واحداً من الحدود المصرية فستكون نهايته إلى الأبد. نعم ستكون نهاية هذا التنظيم الي الأبد إذا واجه.. ولكنه يضرب في الليل ويختبئ في الجحور نهاراً.. إن هذه التنظيمات الإجرامية لن تستطيع أن تدخل مصر بشكل مباشر وصريح ولكنها ستعتمد علي تنفيذ عمليات إرهابية من وقت لآخر. محاولين تنفيذ مخطط استعماري عالمي واضح للعيان لأنه ببساطة شديدة تم استخدام هذه النماذج وأشباهها في دول عديدة من قبل ومنها دول عربية أيضاً.. ولكن هؤلاء الاجراميين لا يعرفون لا هم ولا من معهم أو من يدعمهم ولا حتي الذين يستخدمونهم من الدول من هي مصر ومن تكون.. ومن يكون جيشها وشعبها .. لا يدركون معني شرف العسكرية المُصان.. المُهاب عندنا.. أقول لهم جميعاً إن كل أم علي أرض هذا الوطن تحمل فوق رأسها هذا الشرف العظيم.. إن كل أب يحمل هذا الشرف ويحافظ عليه ويفديه بالروح والولد.. إن شرف العسكرية.. شرف الجندية.. شرف الدفاع عن مصر هو التاج العلي الرفيع فوق رؤوسنا.. إنه شرف مصر ونورها.. إنه شرف الدفاع عن المال والأهل والولد.. شرف أمة تضرب جذورها في أعماق الحضارات فتثمر رجالاً عظاماً هم رجال مصر وأولادها.. فوالله الذي لا إله إلا هو إن كل قطرة دماء نزلت من شهدائنا ازدادت به الأرض طهراً.. إن كل قطره دماء نزلت من شهدائنا لن تبرد حتي نثأر لهم ممن خان وقتَلَ وروع.. إن التراب الذي نموت عليه ونُدفن فيه وندافع عنه هو تراب هذا البلد.. وعلي الله قصد السبيل.