فى مثل هذا اليوم الرابع عشر من نوفمبر 1954 تم التخلص نهائياً وبشكل رسمى وبصمت شديد من الرئيس المصرى الأول اللواء محمد نجيب، قائد حركة الجيش السلمية التى قامت أساساً لأجل تحقيق عدة مطالب للقوات المسلحة وليس بمأرب خلع فاروق الأول عن عرشه، لولا أن ظروفاً تدخلت - من أهمها وضع حد للأداء الوطنى الذى استعر بفعل وطنية النحاس باشا - فغيرت المسار العسكرى إلى حدث سياسى خطير بخلع أكبر ملك فى المنطقة بل واحداً من أهم ملوك العالم. وكان اللواء الفدائى محمد نجيب قد قبل دون غيره من قادة الجيش مسئولية مواجهة السراى الملكى وفساد الحاشية الملكية، وطالب بادئاً ذى بدء بأن تقوم السراى بتكليف على ماهر باشا بتشكيل حكومة جديدة بدلاً من نجيب الهلالى باشا الذى ترك الوفد بعد تاريخ وطنى طويل ليظهر ميله للسراى الملكى. وما كان بخلد أحد أن تتطور الأمور إلى حد بعيد.. وحتى تنتهى إلى: 1 - أن يتنازل فاروق عن عرشه بعد ثلاثة أيام، وأن يقول للتاريخ يوم تنازله: إنى قلق على مستقبل مصر.. وإن حكم مصر ليس سهلاً، وإن على على ماهر أن يدرك بأنه لن يبقى فى الحكم سوى أيام معدودات، وإن أولئك الذين أجبرونى اليوم على الخروج ليسوا إلا مجرمين عتاة وسوف يثبت التاريخ ذلك!! 2 - أن تتحول مصر الملكية منذ القدم إلى نظام جمهورى لتعرف مصر من جديد.. عهد الفراعنة الجدد! 3 - أن يقوم رجال الحركة أنفسهم بتحويلها بواسطة انقلاب عسكرى أبيض يوم 19 يونية 1953 إلى ثورة كغطاء شرعى يضمن استمرار بقائهم، وأن يتم ذلك بتخطيط صامت يقوده البكباشى أ. ح جمال عبدالناصر الرئيس الشرفى للجنة التأسيسية للضباط الأحرار، وكبداية للتخلص من قائد الحركة الشريفة اللواء الشجاع محمد نجيب بعد مصه مصاً كعود القصب، عقلة.. عقلة.. وإلقائه على الأرض.. بل الدوس عليه دوساً بلا مبرر أو حياء، حيث اعتدى عليه ضرباً وسباً، كما تم نقله إلى قصر زينب الوكيل بالمرج. هذا، باستثناء بطل الحرب والسلام الرئيس الجميل، والمفيد الممتع الشهيد المجيد محمد أنور السادات.. مع التحفظ على بعض أخطائه! وسبحانه الأعلم بما لا نعلم.