تنحصر وظيفة الإعلام في أمور ثلاثة.. التثقيف والإخبار والترفيه ومنها جاء الإعلام المتخصص الذي يركز على احد هذه الثلاثة مجالات غير ان أكثر الوسائط نجاحا كانت التي جمعت بين الثقافة والإخبار والترفيه وسميت بالوسائط العامة ومن الإعلام أو الأخبار جاء إيقاظ حركة الوعي لدى المتلقي حتى يتحقق الإدراك الجمعي لقضايا واحتياجات المجتمع ومن ثم المشاركة في تشكيل اتجاهات الرأي العام الذي في النهاية يصبح ما هو إلا تعبير عن وجدان الأمة. ولا شك ان بناء الوعي مرتبط بحركة الثقافة العامة التي تتحكم في ضمير الامة هذا ما ينبغي ان يكون عليه الإعلام بكل أشكاله ليس عندنا في مصر فقط بل في كل انحاء العالم في كل اللغات والثقافات وما التجارب الإعلامية إلا محاولة للاقتراب من نموذج الإعلام الباني والبناء أو ما يطلق عليه الإعلام الإيجابي وليس الهادم والهدام أو ما يطلق عليه الإعلام السلبي. وما يحدث عندنا في مصر سواء في الإعلام العام او المتخصص وفي الاعلام المملوك للدولة أو في الإعلام الخاص في الإجمال محاولات في اتجاه الإعلام الإيجابي غير أن البعض يضلون الطريق ويقدمون اعلاما هداما أو سلبيا وأغلبهم يضلون طريقهم عن غير عمد وقلة منهم تتعمد استغلال الرسالة الإعلامية لبث سموم على أطباق من فضة لتضليل الرأي العام من جهة او تزييف وعي المتلقي من جهة آخرى رافعين شعارات جاذبة للمواطن البسيط مثل حرية الرأي والتعددية واحيانا كثيرة التسلل إلى عقل المواطن من باب الدين والمواطن المصري سواء كان مسلما أو مسيحيا هو متدين بطبعه في عملية تجريف لفكر وحضارة أمة عمرها آلاف السنين وينصب هذا التشويه والتضليل على الوظيفتين الاولى والثانية للإعلام أي التثقيف والأخبار فنجد ثقافة الجهل – إذا جاز التعبير – والأخبار المضللة ونرى البعض يتسللون الى عقل وفكر المتلقي من خلال الوظيفة الثالثة أي الترفيه وهي الوظيفة التي تستحوذ على اهتمام المتلقي العادي المهموم بمشاكل حياته اليومية والذي يبحث عن متعة تخفف من وطأة هذه المشكلات التي يعاني منها منذ ان يستيقظ في بداية يومه حتى يعود مرهقا وربما محبطا في نهاية يومه فنرى ان البعض قد استغل هذا الوضع لتغييب عقل وفكر المتلقي من خلال بث مواد ترفيهية هابطة تخاطب الغرائز سواء كانت مادية او جنسية ما يؤدي الى مزيد التغييب او الى مزيد من الاستفزاز والإحباط المجتمعي . ونحمد الله ان هناك تنوعا وتعددا في الوسائط الاعلامية ومحتوى القنوات والبرامج التليفزيونية التي خلقت نوعا من المنافسة التي أتاحت الفرصة للتمييز بين الغث والسمين او بعبارة اخرى قامت المواد الإعلامية الجيدة بطرد المواد الرديئة على غرار المبدأ الاقتصادي «العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة» والسؤال الأهم.. كيف نحافظ على الأداء الايجابي للاعلام ونوقف الحملة التي تستهدف تجريف عقل المتلقي بغرض تغييبه عن وعيه وتدمير إرادته؟ من وجهة نظري أن إعلام الدولة هو (رمانة الميزان) لضبط إيقاع العمل الإعلامي – عام أو خاص - وانتهزها فرصة كي اوجه كلمة أخيرة في أذن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء: (تأكد أنه كلما كان إعلام الدولة قويا قوي أداء وزراء حكومتك حيث يبقى أحد اهم أدوار إعلام الدولة كشف الأخطاء وتثمين الإيجابيات وأنت تحتاج إلى مصارحة ومكاشفة ولست في حاجة إلى منافقة و تعتيم لأن من ينافق الحكومة في الإعلام المصري يوقعها في المحظور خاصة اذا كان هذا النفاق يجد هوى لدى بعض المسئولين الذين يجب استبعادهم وتطهير المؤسسات الحكومية منهم حيث إن النفاق المقدمة الأولى للفساد!!).