هل نعود لتجربة منظمة الشباب بدعوى إعداد كوادر سياسية وادارية..؟ البعض يرى ضرورة تكرار نموذج منظمة الشباب التى تأسست فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. والكاتب الصحفى ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ورئيس تحرير الأخبار يطرح مبادرة لإنشاء منظمة قومية للشباب. من حق أى مواطن أو كاتب او مفكر أن يطرح اى مبادرة تهدف لعمل وطنى أو تأهيل الشباب للقيادة والعمل السياسى فى مرحلة خطيرة تمر بها البلاد وتحتاج لتضافر جهود كافة طوائف المجتمع لمواجهة التحديات والخطر القادم من الخارج ومحاولات الفتنة والارهاب فى الداخل.. ولكن لابد أن نوضح أن فكرة تأسيس منظمة الشباب فى عهد الرئيس عبدالناصر نبتت فى مناخ سياسى مختلف عن الذى نعيشه الآن.. لأنها خرجت من رحم تنظيم واحد هو الاتحاد الاشتراكى بدعوى إعداد كوادر شبابية سياسية وإدارية.. وقد ضمت السكرتارية التأسيسية للمنظمة بعض الكوادر مثل الدكتور أحمد كمال أبوالمجد ود. يحيى الجمل.. ومن بين الذين برزوا فى المنظمة وتولوا مناصب مهمة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك د. مفيد شهاب ود. حسين كامل بهاء الدين ود. الأحمدى أبوالنور وغيرهم.. ولكن فى عام 1976 أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرارا بحل المنظمة لأن دورها قد انتهى بإنهاء الاتحاد الاشتراكى والتحول للتعددية الحزبية. فالأحزاب لديها كوادر شبابية.. وينبغى على قادة الأحزاب أن يبنوا كوادر سياسية مؤهلة للقيادة.. ولا يجوز فى ظل التعددية الحزبية أن تؤسس الدولة منظمة أو هيئة بدعوى بناء كوادر سياسية وإدارية من الشباب يفسرها الناس على أنها «حرس ثورى» أو جناح لحماية النظام. نظام «مبارك» حاول إحياء تجربة منظمة الشباب فى ثوب آخر اطلقوا عليه أسرة «حورس» التى تولى رعايتها الدكتور عبدالمنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب فى ذلك الوقت.. ولكنها تلاشت بعد ذلك واختفت بسبب الصراعات بين مسئولى الشباب والتعليم العالى.. وعلى نفس النسق تأسست جمعية المستقبل التى ضمت آلاف الشباب الداعمين لجمال مبارك.. ولكنها اختفت أيضا. فى مصر حاليا اكثر من 83 حزبا سياسيا.. غالبيتها من الشباب.. وكل شاب يختار الحزب الذى يراه مناسبا لفكره وتوجهاته السياسية.. والمفترض ان لدى الاحزاب برامج تدريبية لإعداد كوادر سياسية وادارية من الشباب.. وأيضا لدينا وزارة كاملة للشباب والرياضة المفترض ان تؤدى دورها فى بناء شباب مؤهل للقيادة والتنمية..وأيضا مراكز لإعداد القادة.. فهل كل هذا مسميات فقط لا فائدة من وجودها.. حتى نطالب بإنشاء منظمة للشباب يفسرها الناس بأنها ظهير للنظام أو حام للسلطة..؟ وما فائدة الأحزاب.. ووزارة الشباب إذا كنا نلجأ لإنشاء منظمه للشباب تعيدنا 50 عاما للوراء..؟! بعض الذين ثار عليهم الشباب تربوا وترعرعوا فى أحضان منظمة الشباب.. وهل تصدق أن خيرت الشاطر اكبر قيادة إخوانية شيطانية من خريجى المنظمة..؟! أعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لا يحتاج لتكوين ظهير أو جناح تحت أى مسمى لأن الشعب بشبابه النقى يلتف حوله.. وعلى الأحزاب أن تقوم بدورها فى بناء كوادر شبابية سياسية وإدارية تنهض بالوطن.. كما ينبغى على وزارة الشباب والرياضة أن تقوم بتفعيل دورها بإعداد خطط تقوم بتنفيذها لتأهيل الشباب للقيادة السياسية والإدارية.