قبل ان تقرأ: نحن الان امام احدي اشهر واخطر الصفعات الوفديه! -في الحقيقه هما صفعتان مدويتان .. احداهما تلقاها صحفي كبير والثانيه تلقاها وزير بوزاره سياديه! -الاولي صفعه معقده ومن نوع خاص جدا.. كلما اتاملها واتامل ظروف حدوثها اجد انها من النوع المركب! لقد كانت ردا علي انهامات وجههاكاتبان كبيران( مصطفي امين وموسي صبري لصحفي شاب( هو انا)كان ممكنا الاترد هذه الاتهامات مطلقا، ولكن كان هذا معناه ان تبقي اتهاماتهما الموجهه لهذا الصحفي الشاب تطارده وتهدد وجوده، وتلهب ظهر مستقبله. كنت قد التقيت الكاتب الصحفي الراحل مصطفي امين محاورا مرتين في حياتي المهنيه.. وكانتا بترتيب سابق من الراحل " سعيد مصطفي" مدير مكتب مجلة النهضه ومراسل صحيفة الرأي العام لصاحبهما انذاك في الثمانينيات العميد عبد العزيز المساعيد..اكبر صحفيي الكويت عمرا انذاك.. كان الراحل سعيد مصطفي يبلغني بالموعد فقط لكي اذهب في حوارات مفاجئه كان يعلم مسبقا قدرتي عليها ، بحكم انني كنت مستعدا طوال الوقت .. فانا اتابع بدأب شديد الصحافه المصريه والحركه الثقافيه والفكريه والسياسيه بالطبع .. وكنت اعرف بحكم خبرتي انني قد التقي مفكرا كجلال امين في اتيليه القاهره او في جاليري فني .. وانني يمكن ان اصادف خالد محي الدين في قريتي، معزيا او مهنئا فانا من ابناء دائرته الانتخابيه ( كانت شبين القناطر تابعة في تقسيم الدوائر لكفر شكر) وكذلك يمكن ان اصادف محمود امين العالم ولويس عوض في النادي الثقافي القريب من السفاره الاميركيه( لا اعرف ان كان النادي لايزال موجودا في نفس المكان حتي الان ام لا)وكلها فرص بالنسبة لي لم اكن اضيعها ،فقد كان المرحوم مصطفي امين يعلمنا-في مقالاته- ان الصحفي يجب ان يمارس مهنته 24 ساعه علي مدار الاربع والعشرين ساعة في اليوم.. ولانني كنت ابدو مستعدا هكذا طوال الوقت فانني كان بامكاني ان اذهب الي اسيوط فور اندلاع حادث ارهابي او عدوان علي الاقباط .. او اذهب منها الي الاسكندريه وبورسعيد لاجري تحقيقا من المحافظات كلفني به استاذي الثاني ( الاول الكاتب الكبير رؤف توفيق ) لويس جريس رئيس تحرير مجلة صباح الخير، الذي" تحملني" اربعة اعوام كامله (84-88) كنت خلالها اكتب في المجله واعمل فيها من دون مكافاه مطلقا! والمره الوحيده التي كافاني بها كانت عباره عن اصدار سند صرف لي بمبلغ تسعة جنيهات .. نعم تسعة جنيهات بدل انتقال عن جوله في ثلاث محافظات تبعد عن بعضها البعض بمئات الكيلومترات! وبينما كان الكاتب الكبير مصطفي شردي يعرض علي في تلك الاثناء ان اعد له تحقيقات صحفيه يدفع في الواحد منها بنقود ذلك الزمان ( مئة جنيه) فانني لم اتمكن من قبول العرض ، فأنذاك كنت اعمل بمقولة الاستاذ لويس جريس التي قذف بها في وجهي، في اليوم الاول للقائه بي في مجلتي الام ، التي طلبت العمل فيها( التدرب كما يقال للمبتدئين في المهنه) قال لي لويس جريس :" اصرف علي الصحافه تصرف عليك"..وهكذا انخرطت في العمل باكثر من صحيفه عربيه ، منها الرصين ( صحفا ومدراء ) كصحيفة الخليج الصادره من الشارقه وكان ولايزال يدير مكتبها بالقاهره الصديق الاستاذ احمد الجمال، جريدة الانباء الكويتيه ومدير مكتبها في القاهره العزيز جميل الباجوري.. والذي كان تقديره لي عاليا جدا .. اذ اختارني بعد ثلاثة اشهر من عملي معه نائبا له .. وهو ذاته التقدير الذي حظيت به مع الاستاذ الجمال ، الذي باغتني مره بالقول: كثير من الصحافيين يتصلون بي يوميا ليسالوني ان كنت بحاجه الي حوار مع " فلان" او تغطيه ندوه في مكان ما او معالجه صحفيه لمناسبه من المناسبات ،فاقول لهم " الماده عندي وجاهزه للنشر الفوري".. وطبعا كنت انا الدؤوب الذي يكافح لتقديم هذه الماده قبل الجميع. اما مكتب جريدة الراي العام انذاك فقد كان اشبه ب" سبوبه" او سلة مهملات الصحفيين، ما يتبقي منا من بقايا الطعام الصحفي كنا نقدمه اليه، ففي كل الاحوال كان اقصي مبلغ يدفع في حوار او حتي انفراد 25 جنيها سواء كان الحوار مع عادل امام( وكانت موافقته مستحيله ) او عهدي صادق! سواء كان مع زكي نجيب محمود او مصمم المعارك مصطفي المعاون ممن تجدهم علي" قهوة بعره" في انتظار " الاوردر" .كان هذا هو نهج سعيد مصطفي .. كل موضوع عنده لايعدو ثمنه " عشين جنيه".. ذات يوم اردت اختبار نفسي واختبار من اتعاون معهم .. فبدات بنفسي ..كنت اكتب في صباح الخير في القسم الفني ،كان رئيسه استاذي الكبير الناقد المعروف رؤوف توفيق.. كنت لاازال في سنه" تالته" صحافه..وكان معروفا ان الحوارات الصحفيه مع عادل امام محتكره من قبل الاستاذ الكبير مفيد فوزي.. فقد كانت علاقتهما انذاك " وريديه" في الصحافه،لااعرف عنها شيئا في الحياه الخاصه، ولكني لم اضع في اعتباري ان حوارا بقلمي مع عادل امام يحب ان تكون له حسابات من اي نوع..فذهبت ذات يوم الي بلاتوه يصور فيه عادل امام فيلما جديدا له.. وصافحته بكل ثقه، وقدمت له نفسي علي انني من مجلة صباح الخير .. ( كي يطمئن )..واضفت: " عندي مجموعة اسئله جديده اظن انك لو سمعتها ستغريك بقبول الحوار معي".. وفورا وافق عادل امام ..ومن فوري دفعت به كله الي مجلة صباح الخير.. فماالذي حدث؟ حدث ان الحوار الذي كان يفرد علي ست او ثماني صفحات، ويعد له غلاف خاص ، يرسمه شريف عليش او جمال كامل (لان المحاور-بضم الميم وفتح الحاء- هو عادل امام ) اذا به ينشر كانه حوار مع ممثل من ممثلي المسرح المغمورين، حيث نشر علي اقل من صفحتين ومن دون رسمه جديده ، ومن دون اشاره حتي علي الصفحه الاولي ! نجحت في الاختبار مع نفسي بمحاورة عادل امام ( فماذ عن صباح الخير؟!) وقد عرفت فيما بعد لماذ تم " قتل" حوار عادل امام !المهم قررت المضي قدما في الاختبار ، فاخذت مالم ينشر منه واعددته للنشر من جديد ، وقدمته الي صحيفه عربيه مرموقه فتقاضيت نحو 60 او 80 دولارا.. اما سعيد مصطفي فانه اقترح ان اعيد صياغة الحوارلنشره بصورتي مع عادل امام ( وهو خطأمهني اعترف به) وبالطبع فان "العشين جنيه" لم تزد مليما! كان حريا بنا ،امام سخاء الاساتذه : شردي والجمال والباجوري ان نمنحهم كل مصداقيه مهنيه وكل جهد صحفي ، (مع الابتعاد التام عن اي سقطات مهنيه، كنا نرتكبها احيانا في شبابنا ، بذرائع سخيفه جدا ، لكنها لاتمثل " منهاجا وسلوكا اوصمه مشينه" كما يحدث في صحافة هذه الايام!) في مكتب الراي العام زمن الراحل سعيد مصطفي ، كان تقديره لي يتجلي في امور " مختلفه" اولها قبول كل ماادفع به اليه من مواد ( ولو كان ريان يافجل ) فقد كان يجد له طريقا الي النشر والاستفاده منه لااعرف كيف؟! كما انه كان يحاسبني علي كل ماقدمته وبدون حد اقصي للنقود ، ولذا كنت اجد نفسي" اثري" المحررين المتعاونين معه ،لان اغلبهم لم يكن يتقاضي هذا الحد الاقصي .. ( ذات مره فوجئت به يطلبني الي مكتبه ويحدثني بموده شديده قائلا : "عايزك تكتب حوار صحفي موسع كانك اجريته معي تخليني فيه اطلع مثقف .. واسقط في يدي"! والمفاجاه المدهشه انه عندما جلس لاعداد قائمة بموضوعاتي التي يحاسبني عليها لم اجد ضمنها هذا الحوار ،الذي نشر في احدي المجلات الثقافيه التي لا اذكرها الان .. فما كان مني الا ان " سحبته بهدوء وود شديد من يديه ودخلنا مكتبه ليفاجا بي اقول له لقد نسيت مبلغ " العشين جنيه بتوع حواري مع المثقف سعيد مصطفي"! فتركني وخرج مسرعا واوعز للمحاسب باضافة 20 جنيها الي رصيدي!! اترك لكم الان تقييم ماحدث وهل هو خطأ مهني ام كان اعترافا بامكانيات وقدرات محرر! ومع هذا فان بعض من وصلوا الي منصب " مدير مكتب" كانوا يستطيعون حتي الوصول الي رياسة الجمهوريه ،ويخلصون جمارك بضاعاتهم باقل الرسوم ،ويشترون الاراضي بالرخص الاسعار،ويسهرون مع وزراء الاعلام والداخليه وامناء الجامعه العربيه وكبار الكتاب بيسر وسهوله ! في هذا الاطار كان سعيد مصطفي يستطيع محادثة مصطفي امين ويحدد معه موعدا باسرع مايمكن! وبالفعل ..حدد الاستاذ مصطفي امين موعدا لجريدة الراي العام للقائه بمناسبة فكره طرحها الكاتب الصحفي صبري ابوالمجد لااذكر تفاصيلها في الوقت الحالي( وكنت التقيته للمره الاولي بمناسبة حلول عيد الحب) جري هذا الحوار مع الاستاذ مصطفي امين - مثل سابقه- عاديا فلاسبق فيه ولا تفاصيل جديده .. دخلنا عليه انا والمصور سمير صادق ، وكان حلاقه لايزال يحلق له ذقنه ، وكانت تلك اول - وآخر - مره اري فيها حلاقا يحلق لكاتب في مكتبه او في صحيفته.. وان هي الالحظات حتي دخل علينا سمير صبري الامذيع والممثل المعروف، وتلقي مكالمة هاتفيه من نوال الدجوي، وحاولت ان اصور اوراقه واقلامه التي رايتها عاي مكتبه .. فقد كان يكتب علي ورق دشت مثلنا وبقلم عادي جدا ولكنه طلب الينا الدخول في الحوار لانه لم يكتب بعد مقاله اليومي ففعلنا .. وخرجنا. في اما الحوار الثالث فقد كان هو الاهم والاخطر ( بل والذي تسبب في صفعه لابطاله ،فقد كان حوارا هو الاول من نوعه حول قضية " جاسوسية مصطفي امين"! كان هذا هو عنوان كتاب جدبد للكاتب الصحفي الناصري عبد الله امام .. وكان قد نشر منه حلقات متفرقه في روزا اليوسف.. بالطبع كانت هناك اسباب لما بدا انه معركة دائره وحربا ضروسا بين الدارين ؛ روزا اليوسف بكل عراقتها وانحيازاتها القوميه واليساريه( ماركسيه وناصريه) واخبار اليوم بكل صحافتها الحديثه ( الصحافه الخبريه المدعمه بالصوره الصحفيه )التي ربما اوغر صدرها انها مع كل هذه الصفات عوقبت بالتاميم واستلبت من اصحابها، رغم انها كانت منافسا عتيدا للاهرام، الذي كانت الحقبه الناصريه تثق به وتدعمه بكل اشكال الدعم .. ثم اضيف الي عقوبة التاميم والاستلاب" جريمة التخابر " مع دوله اجنبيه معاديه وهي الولاياتالمتحده الاميركيه.. فقد اذاعت السلطات المصريه آنذاك نبأ القبض علي مصطفي امين متلبسا بمقابلة ضابط مخابرات اميركي يدعي" بروس اوديل" ..واذيعت له تسجيلات يتحدث فيها عن كيفية تركيع عبد الناصر وذلك من خلال منع تزويد مصر بالقمح.. واودع مصطفي امين السجن ،ورفض عبد الناصر توسلات الكثيرين منهم السوداني عبد الخالق المحجوب واللبناني سعيد فريحه واخرين لاطلاق مصطفي امين، وحتي انور السادات الذي خلف عبد الناصر..فانه رفض تدخلات كثيره في هذا الصدد، حتي انه حينما اطلق سراح الاستاذ مصطفي فيما بعد لم يصدر عفوا عنه بل امر بالافراج عنه افراجا صحيا. صدر كتاب الاستاذ عبد الله مام " جاسوسية مصطفي امين" وكان في اطار "الحرب الصحفيه البارده" بين الدارين الصحفيتين .. وفي اطار انتصار الاولي للفكر الاشتراكي التقدمي ( روزا كانت معقلا لكتاب اليسار) وبالتالي تقديرها العالي كان لجمال عبد الناصر ، حتي من مفكري وكتاب اليسار الذين اعتقلهم ،والثانيه للفكر الليبرالي الراسمالي ورفض ملكية الدوله لكل وسائل الانتاج.. وبالتالي انحيازها للتوجهات الجديده للرئيس السادات ،الذي دعا للانفتاح الاقتصادي وانتقل بالبلاد من التعاون القاصر علي دول الكتله الشرقيه ، الي التركيز علي التعاون مع دول الكتله الغربيه، وبين هذه الحرب وفصولها هدرت مطابع اخبار اليوم بتمجيد للسادات الديمقراطي فيما كان التراب يهال علي عبد الناصر الديكتاتور القمعي المستبد .. وقاد مصطفي امين وجلال الدين الحمامصي وموسي صبري اعتي معركه صحفيه لابراز عيوب ومثالب عبد الناصر وتجربته ، ولان مصطفي امين كان لديه ما يمكن غمزه من قناته ، فان عبد الله امام لم يتورع عن فتح الملفات .. ولانهم في اخبار اليوم طالوا الاستاذ هيكل ايضا، فانه دخل المعركه بكتابه بين الصحافه والسياسه ونشر فيه لاول مره اعترافا من 60، صفحه بقلم مصطفي امين يعترف فيه بالتخابر لصالح الولاياتالمتحده الاميركيه وآنئذ اراد هيكل التسويق لمصداقية الاعتراف فقال : اذا كان هناك من يزعم ان الاعتراف كتب تحت التعذيب فانا افهم ان يكتب من يتعرض للتعذيب اعترافا في صفحه اوصفحتين او ثلاثه او حتي خمسه وليس من 60 صفحه. في هذه الاجواء تحدثت الي الاستاذ مصطفي امين لاحدد موعدا للحوار معه، فلما سالني عن موضوع الحوار قلت له بوضوح اننا سنتحاور حول قضية التجسس وكتاب عبد الله امام!فما كان منه الا ان " زحلقني" واعطاني موعدا بعد شهر! في تلك الاثناء كانت علاقتي توطدت كثيرا بالاستاذ مصطفي شردي، وكنت قد حاورته علي صفحات الانباء في حديث صحفي استغرق صفحتين كاملتين ، فقد كان نجم صحافة المعارضه انذاك ، وكان له اسلوب فريد في النقد والهجوم لاظن ان احدا كان يباريه فيه..وفي هذا الحوار قال لي ان مصطفي امين هو الذي رشحني لفؤاد باشا سراج الدين لأرأس تحرير جريدة الوفد التي كان الحزب يستعد لاصدارها.. ومثلما وسطت" شردي " ليعرفني علي "الباشا" فانني وسطته لدي الاستاذ مصطفي لتقديم الموعد الذي حدده بعد شهر .. وبالفعل تحدد لي موعدا اقرب من ذلك ، واتفقنا ايضا ان ينشر الحوار في "الوفد" "والانباء" في وقت واحد. اعددت الحوار للنشر وفي مقدمته كتبت عبارة تقول فيما يلي اعترافات مصطفي امين امام محكمة الجنايات الكويتيه! تصادف ان الحوار نشر وكنت وقتذاك في" اسيوط " ،ولم اتمكن من الحصول علي نسخه من الوفد ، ولم اكن مهتما كثيرا بقراءة صحف، بينما انا في "معمعة" عمل في قلعة التفجر والتطرف ، والتي لم تكن الصحف تنشر عنها الا النذر اليسير ،اما انا فقد كنت في مواقع الحدث .. واذا بي وانا غارق حتي اذني في هذه العاصفه افاجأ باتصال هاتفي من مكتب الانباء.. من وقع الصدمه لا ادري من كان علي الخط معي اهو الاستاذ الباجوري ام انه الزميل الصديق سليمان الحكيم والارجح انني حادثتهما معا وكان الباجوري هو من بادرني بقوله: هل عرفت بالفضيحه التي تسببت فيها اليوم؟ #لا .. فضيحة ايه؟ عايزك تنزل مصر حالا واعمل حسابك ان الرحله دي علي حسابك ولازم تنزل فورا! *سليمان الحكيم: ايه يامحمود ايه اللي انته عامله النهارده ده انت مقريتش جرايد؟ لا مقريتش هوه فيه ايه ؟ *سليمان فيه فضيحه! مصطفي امين شتمك امبارح في الاخبار والنهارده موسي صبري مكمل عليك وبيقول انك ماقابلتش مصطفي امين وماحاورتوش وان الحوار مفبرك ولازم تيجي مصر حالا! لكني لااستطيع الان فلدي مواعيد عمل ثم كيف يدعي مصطفي امين انني لم التقيه والحوار موثق بالصوت والصوره واسال سمير صادق المصور *انت عندك تسجيل يامحمود؟ طبعا!) قلتها بكل ثقه) *اين هو ؟ في بيتي.. الشرائط موجوده في بيتي.. فوق التليفزيون *فين مفتاح بيتك .. مع مين ؟ مع الجيران ! وذهب سليمان الحكيم من فوره الي بيتي .. والتقط شرائط الحوار مع مصطفي امين ودفع بها الي جميل الباجوري وفي اليوم التالي دخلت مكتبه ، وكان الجو" متكهرب".. والتوتر علي اشده من جميل الباجوري الذي حول المكتب الي خلية نحل ، وملأه باجهزة التسجيل لاستنساخ الحوار وماان رآني( جميل) حتي قال لي: حوارك منشور بالنص و طبقا لشريط التسجيل !واضاف : لابد ان ارسل نسخا من الحوار لكل المسئولين .. وزير الاعلام.. وهيئة الاستعلامات.. وموسي صبري ومصطفي امين ووووو.. لابد ان " اخد حق الانباء" كنت سعيدا وحانقا في وقت واحد .. فمن كان يتخيل ان مصطفي امين يكتب عنه وإن " شتمه" علنا؟ حتي وان قال عنه كما قال عني" قزم يريد ان يتعملق علي اجساد الاخرين"! والحقيقه ان المساله كلها تسببت فيها ظروف النشر في الوفد ، فالانباء نشرت الحوار كاملا من دون اختصار علي صفحتين متقابلتين، اما الوفد فنشرت ثلثي الحوار تقريبا علي الصفحتين 5 و6 .. ويبدو ان الاختصار طال فقرات كانت تعطي توازنا لاجابات الاستاذ مصطفي امين، ويبدو ايضا ان الاستاذمصطفي ايضا لاحظ انحياز الكاتب لليسار وربما تقديره للاستاذ هيكل ، ثم انه ضايقته عبارة "اعترافات مصطفي امين امام محكمة الجنايات الكويتيه" ، فاستكثر ذلك من محرر في صغر سني انذاك، فما كان منه الا ان قام بنفي لقائه بي تماما ونعتني بالقزم الذي يحاول التعملق واسقط في يد مصطفي شردي! فالذي حدث ان شحرور اخبار اليوم وهو الاسم الذي اطلقته عصفورة الوفد علي الكاتب موسي صبري اصطاد في الماء العكر .. فرغم انه كان يريد ان يتخلص من ارث التلمذه والاعتراف بالفضل لمصطفي امين،ورغم ان علاقته به في فترة رئاسته للتحرير لم تكن كما يفترض بها ان تكون مع مؤسس الصحيفه وابوها الروحي.. بل انه جرؤ علي منع نشر مقالات له احيانا،لكنه عندما قرا هجوم مصطفي امين علي شخصي ، فانه اراد ان يستخدم ذلك ليرد الصاع للوفد ، فكتب عمودا ناريا في الصفحه الاولي بالاخبار ،ذكرني فيه بالاسم - وهو مالم يفعله مصطفي امين- وكتب ان الصحفي فلان الفلاني بجريدة الوفد ومعه مصور زعما انهما التقيا الاستاذ مصطفي امين ،لكنه كذبهما واكد ان الحوار مفبرك وراح يغمز الصحيفه من هذه القناه ليفقدها مصداقيتها !وبالتالي كان واجبا علي مصطفي شردي رئيس تحرير الوفد ان يتدخل في هذه المعركه المعقده جدا جدا؟! العقده الاولي امام مصطفي شردي هي تيقنه من ان الحوار جري بالفعل فهو الذي حدد الموعد! العقده الثانيه ان الاختصار الذي حدث تم من جانب الوفد وليس الانباء فثمة محرر لديه او مخرج تسبب في هذا الخطأ! العقده الثالثه ان مصطفي امين استاذه فكيف يكذبه وينتصر لصحفي شاب مثلي لاتربطه بي اكثر من علاقة احترام وتقدير متبادله! العقده الخيره هي مقال موسي صبري وكان صفعة للوفد يجب ردها بمثلها او باقوي منها! لم يكن يعنيني في هذه" البيعه" كلها سوي استمرار ثقة الانباء في شخصي، وايضا ان اختبر مكانتي عند مصطفي شردي وان اقيس مدي احترامه لمبادئه واعلائه لها علي حساباته الشخصيه.. ولسويعات قلائل فقدت الامل في انتصاره للحقيقه .. ذلك انني عندما تحدثت اليه طالبا ان يروي الحقيقه فانني رايته غير متحمس ويحاول التهرب او هكذا بدا لي.. رغم تلطفه معي في الحوار وتاكيده انه يتحدث الي في ظل آلام مبرحه من جراء داء النقرس الذي اصيب به مبكرا! في اليوم التالي كانت المفاجاه المدهشه .. لقد وجه مصطفي شردي اعنف صفعه وفديه لموسي صبري ( طالت الاستاذ امين في الواقع ) حيث اعترف في عامود شهير بالصفحه الاولي من الوفد بانه هو من حدد الموعد للمحرر وان الوفد اختصرت الحوار اختصارا ربما اخل بالمضمون وان محمود الشربيني الذي اجري الحوار ليس محررا بالوفد لكنه " من المع محرري صحيفة الانباء الكويتيه" وبالتالي فان كل مايحاول شحرور الاخبار ان يوظفه لخدمة اهدافه في ضرب مصداقية الوفد ،وعلاقتها بالكاتب الكبير مصطفي امين هو نوع من الصيد في الماء العكر وان هذه المحاولات فاشله ولن تفلح .. مقدما اعتذاره لاستاذه مصطفي امين وانه كان واجبا تقديم هذا التوضيح .. او ( الصفعه) لافرق! كان مصطفي شردي صحفيا شهما بكل المقاييس وفارسا من فرسان الصحافه المصريه ونبلائها .. وكان فخورا بانه وفدي حتي النخاع وانه كان فخورا بان " يعمل حتي فراشا في الوفد "!