قبل ان تقرأ: الحوار ممتد مع الاسطوره فؤاد باشا سراج الدين .. الذي كان لقائي به في حقبة الثمانينيات ممتدا ومثمرا ومتكررا .. منحني وقتا ثمينا من حياته، واضاف الي ثقة في مساري الصحفي ، الذي كان قد خطا خطوات مهمه بلقاء وحوار مع شخصيات لامعه في عصره من مصطفي امين الي صلاح حافظ ومن زكي نجيب محمود الي نجيب محفوظ وما بينهما من افاق رحبه ،اتاحها لي التعرف - والتحاور- مع خالد محي الدين ومحمود امين العالم والدكتور محمد محمود الامام وعدد من فرسان ذلك الزمان . تحدثنا في بداية هذه الحلقات عن الباشا الانسان، وفي الحلقه الاولي صوره خاصه من قلب حياته الخاصه وكيف كانت ملامح شخصيته وهيئته وطلته علي الناس، ثم عرجنا علي فترة توزيره وواختياره سكرتيرا عاما لحزب الوفد ( القديم) ثم عرجنا علي علاقته بالثوره اليوليويه المجيده وموقفها منه ومحاكمتها له ، ثم انتقلنا للحديث عن علاقته بالسادات واعادة احيائه لحزب الوفد في ثوب جديد.. وصولا الي خوضه لاول انتخابات برلمانيه في تاريخ الحزب الوليد عام 1984" وتحالفه مع الاخوان المسلمون" - زمن الراحل عمر التلمساني ،صاحب العباره الشهيره التي نقلت للعالم عبر هواء التليفزيون عندما قال للسادات " اني اشكوك الي الله" وهي العباره التي افزعت السادات .. او هكذا " مثل" علينا الرئيس الملقب - من قبل نفسه- بالمؤمن! لم يكن ممكنا - والوفد العريق - يقوم علي دعامتين اساسيتين هما الوحده الوطنيه ( الهلال مع الصليب) والليبراليه السياسيه ان يضحي باحدي ساقيه ، فيكسر وحدته الوطنيه ، كرمز لثورة 1919 ، والتي تجلت في وحدة المصريين ( الهلال مع الصليب) بالتكسب السياسي عبر التحالف مع الاخوان المسلمين لتخطي شرط " العشره في المائه" التي اشترطها قانون احزاب انور السادات ،كشرط لنجاح اي حزب في الانتخابات ، واعلان ممثلين له داخل البرلمان ،وهو امر بدا مستحيلا علي حزب وليد علي الساحه لم عمره وقت الانتخابات ليتخطي الثلاثة اشهر .. وقد راي كثيرون في هذا دهاء سياسيا ممتزجا بالانتهازيه السياسيه من جانب الوفد ( الذي لطالما اتهم بممالأة الانجليز والقصر )فيما رآه الاخرون مدمرا للوفد وتراثه العريق في الحرص علي الوحده الوطنيه واكدوا انه بتخليه عن هذا التراث بتحالفه مع الاخوان انما قطع احدي ساقيه وبات يسير كالاعرج في مسيرته الحزبيه والسياسيه سالت فؤاد سراج الدين هل تقبل بوجود حزب ديني في مصر ( وقد اختتمنا به الحلقه الثالثه من دون ان ننشر اجابته علي السؤال) وهذا كان رده : "انا مع انشاء اي حزب في مصرلكن الدستور والقانون يمنعان اقامة احزاب علي اسس دينيه اوطائفيه او عقائديه.. ولذلك يحاول الاخوان المسلمون ان يعلنوا انفسهم حزبا سياسيا .. لادينيا صرفا. اجابة الباشا ( الاسطوره) تشير الي تلك المحاولات المحمومه التي بذلها الاخوان طاول عقدي الثمانينيات والتسعينات لاجل انشاء حزب لهم ،حتي ان المرشد الهضيبي رحمه الله اعلن - في حديث معي-انه لايمانع في المقابل ان يكون في مصر حزب آخر مسيحي.. ولعلنا الان يمكننا ان نفسر كيف كان ولماذا اصر مبارك ان " يئد" هذه المحاولات ،التي كان قاض واحد ..نعم قاض واحد يعلن او يصدر حكما باحقية الاخوان في تشكيل حزب سياسي ، كفيلا بنفسف كل جهود الدوله التي كانت مسخره لمنع صدور حكم كهذا وتشكيل حزب سياسي باسم حزي الاخوان المسلمون".. فالحاصل انه في تلك الحقبه كان كلما اقترب موعد نظر دعوي الجماعه في اعلان احقيتها في تشكيل حزب سياسي والتي كانت منظوره امام القضاء ، تقف مصر - مبارك-كلها علي اطراف اصابعها ، كالمحمومه او او المذعوره،سواء قبل موعد الجلسة او بعدها .. خشية حدوث امر كهذا ،والذي قد يكون موجعا - ان لم يكن مدمرا للنظام .. لذلك فان القضيه لم تنظر بجديه يوما ما علي الاطلاق وطال امدها حتي قبرت في دهاليز المحاكم واروقة القضاء. في تلك الاثناء ايضا كان الارهاب ( او التطرف الديني بلغة تلك الايام ) علي اشده ،وكانت الجرائم التي يرتكبها متطرفون سواء ضد المصريين العاديين او المصريين المسيحيين او الاجانب ( باعتبارهم سياحا كفره فاجرين متمرقعين متجولين بالشورتات الساخنه او بالبكيني في المصايف والمنتجعات الشاطئيه) تتري وتتابع كانت الجامعات مشتعله بطلبة الجماعات الاسلاميه ،التي اطلق لها السادات العنان لازاحة ودحر قوي اليسار المصري بنوعيه القومي الناصري والاشتراكي الماركسي ، وكلاهما يسلب السادات شعبيته ويحط من قدره ويقلل من جماهيريته ، فلما اتاح لهم " اللعب في الجامعات ، حكموها بالجنازير والسنج والمطاوي والانتخابات الطلابيه التي حملتهم الي الاسر الجامعيه ،فانتشروا بافكارهم المتطرفه واستحوذوا علي كل الانشطه وسيطروا عليه وراحوا يغسلون افكار الطلاب ويملاون عقولهم بترهاتهم المعاديه للاسلام الوسطي والدين السمح ، ومعاداة الاقباط وتصغير شانهم وغرس ثقافة ان عليهم " دفع الجزيه وهم صاغرون" كما افتي بذلك مرشد الاخوان مصطفي مشهور .. وبالتالي شايعت الجماعه الاسلاميه وجماعات التبليغ والدعوه والتكفير والهجره وكلها خرجت من عباءة الاخوان ،بدليل ان كل حادث اجرامي - سواء تكسير عظام طالب نظم رحله علميه للطلبه في جامعة اسيوط الي احراق محال الاقباط وخاصة محال الذهب بعد سلبها ونهبها- لم تقم جماعة الاخوان بادانته مطلقا .. بل كانت تلجأ الي التعلل بالعنف والارهاب المضاد الذي تمارسه الدوله سالت سرج الوفد: في تقديرك ماهو افضل اسلوب لمواجهة المتطرفين؟ الاجابه للباشا .. قال لي: الحوار والاقناع وتهيئة المناخ غير العنيف شروط اساسيه لمعالجة الارهاب ويجب اولا ان نفرق بين الجماعات الدينيه المعتدله والاخري المتطرفه فليست كل الجماعات ارهابيه .. ومن ثم فان الشباب الذي يعتقل لمجرد انه يرتدي جلبابا ابيض او يطلق لحيته.. وينضم لجماعه دينيه ويتعرض للتعذيب داخل السجن سيخرج من السجن يمسك بالرشاش ليفتك بالجميع وهذا معناه المزيد من العنف والمزيد من استنزاف العقول والجهود في تدمير المجتمع ... ( ولن ازيد في هذه النقطه) لكني انفذ منها الي الاتهام الخطير الذي ووجه الي الوفد - من بين ماوجه من اتهامات - باالانتهازيه السياسيه وقطع ساق الوفد ودعامته الاولي وهي الوحده الوطنيه التي تقطعت اوصالها بالتحالف مع الاخوان في انتخابات 1984 كيف بدات القصه " الخياليه" ذهنيا "الواقعيه " سياسيا: "بدأت العلاقه تتحسن بين الجماعه ممثلة في مرشدها الاستاذ عمر التلمساني وحزب الوفد ممثلا برئاسة فؤاد سراج الدين ، وذلك علي خلفية الاتفاق بين المرشد وزعيم الوفد والذين ترافقا في السجن علي خلفية احداث 1981" نقول القصه خياليه لان الوفد حزب الليبراليه السياسيه الذي لايستمد مبادئه من " الشريعه الاسلاميه"، وفي راي الاخوان ( الموسوعه التاريخيه) انه ان لم يكن سياسة الوفد مناوئه لاصول الاسلام فهي لاتعني بشانه ويسرها ان تتخلص من تبعاته.. اما الاخوان فهم جماعه اسلاميه قلبا وقالبا، مظهرا وجوهرا، تعمل علي تمكين دين الله تعالي في الارض" ومع هذا فان الجماعه وضعت نفسها موضع الشبهات بموقفها من قضية الحزبيه.. وهنا يفسر عمر التلمساني بقوله: " .. لم يكن واردا في تخطيط الاخوان المسلمين الوصول لكرسي الحكم وهو احد الاهداف الرئيسيه لتكوين الاحزاب ونشاطها "ويضيف ان " الاخوان اعلنوا مرارا معارضتهم لتشكيل الحزب لان معظم الاحزاب قبلت ورضيت بالقوانين الوضعيه وتنفيذها الامر الذي لم يقبله الاخوان لان حكم الله فوق كل حكم" وصف المستشار مامون الهضيبي المتحدث الرسمي باسم الاخوان المسلمون هذا " التحالف" بانه " تعاون"وليس فرضا لراي احد الطرفين علي الاخر المهم انه علي وقع مطارق الاعتقال، وفي دفء ( البرش) وبين جنبات الزنازين ولد اول تجسير للفجوه بين حزب الوفد والاخوان المسلمون اللذان في غابر الايام ومنذ ماقبل الثوره بكثير تبادلا العداء والتشهير والهجوم الي ان جاءت " غباوة" السياسه المباركيه ففرضت علي العملاقين العريقين الوفد والاخوان ان يتحالفا فيقول الهضيبي: برغم الاختلاف البين بين حزب ليبرالي وجماعه اسلاميه ، الا ان ماوضعته السلطه من قيود علي انتخابات البرلمان تتمثل في اشتراطها اجراء الانتخابات بالقائمه المطلقه للاحزاب الرسميه ، والتي اشترطت الحكومه حصولها علي نسبة 8في المائه ،والتي كان الوفد متاكدا انه لن يحوزها كما ان فرصة مشاركة الاخوان دون التحالف مع حزب رسمي تكاد تكون معدومه الامر الذي ادي لمثل هذا التحالف ( التعاون).. والذي انتهي بدخول6 من الجماعه الي البرلمان ابرزهم محفوظ حلمي وعبد الغفار عزيز .. ولكن مالبث الطلاق ان وقع بعد حل المجلس عام 87 ، وبعد ان نال تحالفهما معا من الكثير من مصداقيتهما الفكريه والعقائديه بل والسياسيه ايضا ------------------------------------- مزيد من الاتهامات لوفد الباشا ------------------------------------- ظمن بين الاتهامات ايضا التي كيلت الي الوفد في زمن فؤاد سراج الدين هو انحراف صحيفة الوفد عن خطها التحريري المرسوم لها وخروجها عن خط الحزب احيانا .. واجهت سراج الدين بهذا الاتهام ،وكان قد اطري علي صحيفة الوفد لسان حال الحزب رغم ماكان يوجه اليه من نقد لاذع.. آنذاك رأس تحرير الصحيفه" الجسوره "احد امهر صناع الصحف في ذلك الوقت وهو مصطفي شردي.وكان الكاتب الكبير مصطفي امين ( الذي اسس وتوامه علي دار اخبار اليوم سنة 1944 ) قد رشحه ل" سراج الدين"ليتولي رياسة التحرير - ولذلك قصه سنرويها عندما نتحذث عن مصطفي شردي ، الذي قال لنا ذات لقاء صحفي " كنت علي استعداد ان اعمل فراشا في حزب الوفد!"- واجاب الباشا .. قال لي: نحن اقل احزاب المعارضه التي تواجه صحيفتها اتهاما كهذا والوفد من اكثر الجرائد الحزبيه التزاما بخط الحزب ولم تخرج عن فكر الوفد بحال من الاحوال وانا اتساءل عن مصداقية اتهام كهذا.. في الوقت الذي اراس فيه بنفسي مجلس ادارتها، كما انني مسؤول عن كل حرف فيها مسئوليه قانونيه. هذا افتراء علي صحيفة الوفد التي اعتز وواثق في قدرة محرريها وكفاءة رئيس تحريرهاواخلاص محرريهاوالذين جعلوها ذات اداء مهني رفيع..اذا كانت هناك حملات من بعض الزملاءفي الصحف القوميهعلي مجلس تحرير الصحيفه وعلي مصطفي شردي نفسهفان هذه الحملات تسعدني كل السعاده لانها شهاده علي كفاءةجهاز التحرير وشهادة علي ثقة وصدقوضراوة قلم رئيس التحرير.. ولو لم يكن كفئا "مكنش حد جاب سيرته".. ولو كان فاشلا لامتدحوهبدلا من ان يهاجموه ------------------------------------------------ قصة الوفد وشردي مع" شحرور الاخبار" ----------------------------------------------- و" شحرور الاخبار" هو الكاتب الصحفي "- الاكثر شهره في زمن السادات- موسي صبري.. كان بوق السادات الذي لايتوقف عن النفير .. كان سلاحه في معركته مع الباشا ( لويس التاسع عشر المصري) فؤاد سراج الدين باشا زعيم حزب الوفد الجديد، ومع الفارس ( الصاغ الاحمر) خالد محي الدين القائد التاريخي لليسار المصري وزعيم حزب التجمع ( الوطني التقدمي الوحدوي وهو بقية اسمه الذي تآكل علي مر الهزائم التي مني بهذا الحزب منذ ان بدأ يتحالف مع الحزب الوطني ويتفقدمعه علي انجاح خمسة نواب له في البرلمان مقابل تخلي الحزب عن النقد الصارخ لمبارك( كما كان يحدث ايام اهالي صلاح عيسي وحسين عبد الرازق) كان موسي صبري كتيبة صحفيين في صحفي واحد .. وكانت معاركه الرئيسيه مع من اسماه ب " الصحفي الاوحد" في زمن عبد الناصر وهو الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل .. وكان موسي صبري ياكل لحمه ميتا علي الافطار وعلي الغداء والعشاء وبين هذا وذاك ،كما كان موسي صبري يهاجم بعنف ايضا مصطفي شردي ، من باب رئاسته لتحرير الوفد التي كانت تؤرق مضاجع النظام ليلا ونهارا بمعرضتها السياسيه له وبطريقه مهنيه وعصريه جعلتها تكتسب ذيوعا وانتشارا غير مسبوق .. الي جانب هجومه - اي موسي- علي الحزبين الوفد والتجمع بقيادة " لويس ال19 والصاغ الاحمر! خاض موسي صبري حربا لاهوادة فيها لتدمير مصداقية " هيكل".. وكان قد اصبح عدوا للسادات منذ ان " "رفته"من الاهرام بنص تعبير استخدمه في حديثه مع سيدمرعي رئيس مجلس الشعب وصهره .. ( هيكل استقال في الحقيقه ونص استقالته يتصدر الصفحه الاولي من احداعداد الاهرام الصادر عام 1974 )عندما فوجيء السادات بهيكل يلتقي الامام الخميني ويتعاقد مع دار نشر عالميه وصحيفه اميركيه علي نشر كتابه مدافع أيات الله .. كان السادات يتصور ان الصحفي اذا تم" رفته" فهو يتقاعد رغم كاي موظف يحال الي المعاش !كان موسي صبري طامحا ان يحصل في عصر السادات علي ا للقب والمكانه التي حظي بها هيكل في عصر عبد الناصر ومن هنا خاض معه معركة تكسير عظام لكن المعركه الاكثر جدلا واثاره لان فيها سجالا واخذا ورد( لان هيكل لايرد علي مهاجميه) كانت مع مصطفي شردي في الوفد ومع صلاح عيسي في التجمع او الاهالي صحيفته الناطقه بلسانه بمعني ادق. اصبح موسي صبري مهاجم الباشا بحق او بغير حق،شخصانيا في هجومه حتي انه تعرض للحياه الخاصه لفؤاد سراج الدين، ولم لا فالسادات بتشبيهه ب" لويس التاسع عشر" ووصمه بالمولود وفي فمه ملاعق من ذهب ، قد اعطاه الضوء الاخضر للنيل منه، فراحت عصفورة الوفد التي كان يحررها المحرر القادم من جريدة الاحرار ( لسان حال حزب الاحرار .. حزب المعارضه المستانسه كما اسماها السادات والتي قادها مصطفي كامل مراد الخطيب المرفوض من زوجة السادات فيما بعد جيهان صفوت رؤوف) سعيد عبد الخالق تلاحقه وتتعقبه في سهراته وزلاته وغرامياته، ونسبت اليه علاقه مع " شحرورة لبنان - في غابر الازمان طبعا- الفنانه القديره صباح ، وكانت من جميلات الغناء والتمثيل في هذا العصر .. وبدات تغمزه من قناة اعجابه الشديد بالفنانه وسعيه الي قلبها والتعلق الشديد بها ..مما اوغر صدر موسي صبري عليه.. وكانت مناسبة هائلة للتشفي ان يتهم سعيد عبدالخالق فيما بعد في شرفه المهني ، واتهامه بمساومة السياسي اليمني الشهير عبد الرحمن البيضاني علي دفع رشوه بالاف الجنيهات ، لاسكات العصفوره التي كانت تشهر دوما بالدكتور البيضاني وكان صديقا للسادات منذ اندلاع الثوره اليمنيه علي حكم الامام يحي حميد الدين وقد قبض علي سعيد عبد الخالق وقيل انه ضبط متلبسا ومر بمحنه شديده نالت من سمعته وسمعة الوفد لسنوات طويله .. حتي انتهت القضيه ! كانت سقطة ايمن نور المحرر انذاك بصحيفة الوفد ضربه كبري لجهود الصحفيه في النيل من النظام الساسي الحاكم انذاك بزعامة السادات وعبر حزبه ( الوطني اللاوطني كما تبين بعد ذلك من ممارساته ) وهي السقطه التي عرفت ب"فبركة صور تعذيب المعتقلين السياسيين" في سجون السادات .. واشتهر انذاك تسجيل متلفز -كان الاول من نوعه في هذا الاطار- طرفاه ايمن نور- المحرر الشهير بالوفد ونجل المحامي الوفدي الثري عبد العزيز نور، ومصطفي بكري وكان انذاك محررا في مجلة المصور قبل ان يصعد نجمه بسرعة الصاروخ ليصبح صاحب صحيفة الاسبوع ورئيسا لتحريرها - ظهر ايمن نور في التسجيل وهو يدلي باعترافات تفصيليه عن كيفية قيامه بفبركة الصور وكيف كان يستخدم ال( روج) او احمر الشفاه في تلوين الصور التي تظهر فيها شخصيات عارية الظهر وقد بدت عليها علامات تعذيب بالكرابيج والسياط ،من دون ان يتمكن القاريء من اكتشاف الخدعه ، او يتبين له ان هذه الخطوط الحاده الظاهره علي اجساد الشخصيات باللون الاحمر مجرد" احمر شفايف" وليست ضربات سياط او كرابيج تلهب ظهور المعتقلين في سجون السادات. وبقدر ما اجهزت هذه " النصبايه" علي مصداقية ايمن كمحرر له خبطاته .. فانها صعدته الي اعلي !! ، فاستمر في طريقه حتي اكتشف الصحفيون الخبثاء ان بعض مقالات ايمن تسرق نصا وحرفيا من مقالات " فكره" التي ينشرها الاستاذ مططفي امين .. ورغم ثبوت التهم فان ايمن نور عين مديرا للتحرير - علي غير هوي جمال بدوي رئيس تحرير الوفد بعد ذلك. ومع ان الظروف خدمت موسي صبري باكثر مما خدمت الكاتب الراحل سعيد عبد الخالق وهو احد المع مخبري الصحافه في عصره، وايمن نور وهو احد اكبر نماذج الصحافه البائسه في عصره، فان السقطه التي ارتكبها موسي صبري بحقي كمحرر ينشر كتاباته الصحفيه في الكويت ( بجريدة الانباء الكويتيه ) والقاهره( صحيفة الوفد) في وقت واحد ..كانت قاصمة لظهره وضاربة لمصداقيته في الصميم ولذلك قصه تروي في الحلقه القادمه باذن الله