أكدت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية، في تقرير، أن عالم السياسة فى باكستان لا يزال يسيطر عليه الرجل رغم تولى هينا رباني خار منصب وزيرة الخارجية كأول وأصغر امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ باكستان ورغم تولى بي نظير بوتو من قبل منصب رئيسة الوزراء مرتين. وأوضحت المجلة أن النساء من نوعية هينا رباني خار ربما يحصلن على تعليم جيد ويصبحن برلمانيات مجتهدات ولكن ترقيهن فى الوظائف يكون من خلال النفوذ السياسي، وليس من خلال مهاراتهن السياسية أو المعرفية. ف"خار" على سبيل المثال صاحبة مطعم يشهد له أي شخص فى لاهور كما أنها متسلقة جبال ماهرة ، لكن انتخابها كعضو في الجمعية الوطنية كان على أساس اسمها ونسبها كجزء من عائلة خار، فوالدها كان سياسياً بارزاً، وعمها كان رئيس وزراء البنجاب في فترة السبعينيات. وأضافت المجلة أن خار، باعتبارها جزءًا من النخبة السياسية فى باكستان ليس لديها سوى القليل جدا لتفعله بالنسبة لحقوق المرأة؛ موضحة أن هناك اعتقاداً واسعاً بأن الحكومة المدنية لا تسيطر سوى على القليل جداً من السياسة الخارجية، وتخلت عن معظم سيطرتها إلى الرجال في روالبندي، "مقر القيادة العامة للجيش"، بدءًا من العلاقات مع الهند إلى الولاياتالمتحدة. ويعتقد أن هذا المقر سيكون هو المحرك الرئيس، أما خار فستكون على الأرجح مسئولة ولكن بدون رؤية. وأشارت إلى أن النساء اللاتي تمت ترقيتهن إلى مناصب فى السلطة نادراً ما يقمن بأفعال حقيقية أو تغييرات لصالح النساء في باكستان؛ ولفتت إلى أنه في عام 1988، أصبحت بي نظير بوتو أول امرأة وأصغر برلمانية تشغل منصب رئيس الوزراء وخلال الفترتين اللتين تولت فيهما السلطة، عجزت حكومة حزب الشعب الباكستاني عن تغيير "قانون الحدود"، وهو القانون الذي وضع زمن الديكتاتور ضياء الحق، وحرم ضحايا الاغتصاب من حقوقهن. وقالت المجلة إن هذا ليس انتقاصاً لدور النواب من النساء اللاتي يخدمن فى كل من الجمعيات الوطنية والإقليمية، فبعد حدوث تغير في عدد المقاعد المخصصة للنساء في البرلمان من خلال نظام برويز مشرف، أصبح ما يقرب من 22% من البرلمانيين من النساء، كما حاولت النساء البرلمانيات مثل شيري رحمن وفرحناز أسفهانى من حزب الشعب الباكستاني دفع قوانين ضد التحرش الجنسي للنساء واضطهاد الأقليات. وألمحت المجلة إلى أن النساء فى باكستان تمكنّ من فعل الكثير في ضوء الإهانات الفظيعة والشتائم الواضحة، وأشارت إلى ما قاله الرئيس السابق برويز مشرف من أن النساء يستخدمن الاغتصاب من أجل الحصول على المال أو على التأشيرات. وجاء بالتقرير: "دعونا لا ننسى أيضا أن أولئك النساء يواجهن معارضة شديدة من داخل أحزابهم من جانب الذكور الذين يفضلون رؤية النساء وراء الأبواب المغلقة والذين سيعرقلون أي تشريع في البرلمان يعطى للمرأة حقوقها.. إن انتخاب خار ليس هو الوقت المناسب للتلويح بلافتة باكستان المعتدلة، أو هو الأمر الذى يجعل حزب الشعب الباكستاني يتفاخر بأوراق اعتماده كحزب ليبرالي. فقط عندما يتم انتخاب خار على أساس جدارتها، وتعطى حقيبة وزارية على أساس جدارتها أيضاً، يمكن وقتها أن نرفع لافتة، وحتى ذلك الحين دعونا نحتفظ بالتفاؤل ليوم آخر".