استقبل سامح شكري وزير الخارجية، اليوم، بطرس حرب وزير الاتصالات في لبنان خلال زيارته الحالية إلي مصر، وأعرب عن خالص تعازيه في ضحايا حادث الشيخ زويد الإرهابي وإدانته بشكل كامل، وأعرب عن تقدير وسعادة بلاده لاستعادة مصر مكانتها الإقليمية ودورها الرئيسي في العالم العربي وفي تحقيق التوازن السياسي في المنطقة. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أنه تم خلال اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين مصر ولبنان وسبل تطويرها, وتطورات المشهد السياسي الداخلي في لبنان والجهود التي يقوم بها الجيش اللبناني في مواجهة التنظيمات الإرهابية في شمال البلاد، فضلاً عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية وعلي رأسها تطورات الأزمة السورية وانعكاساتها علي دول الجوار، وتطورات الأوضاع في العراق والجهود الوطنية والإقليمية والدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية المختلفة في المنطقة. وأضاف المتحدث أن الوزير شكري أكد خلال اللقاء علي اهتمام مصر البالغ بالاستقرار في لبنان، وعرض موقف مصر تجاه تطورات الأزمة السورية من خلال الحل السياسي الذي يحفظ لسوريا وحدتها الإقليمية ويحقق تطلعات الشعب السوري في إقامة نظام ديمقراطي. ومن ناحيته أكد بطرس حرب وزير الاتصالات اللبنانى الموجود بالقاهرة للمشاركة فى مؤتمر وزراء الاتصالات على أهمية الدور المصرى فى العالم العربى وقال أن غياب هذا الدور تسبب فى حدوث خلل فى التوازنات العربية مما إنعكس سلباً على لبنان وحصانته. وأشاد بطرس حرب بالاجراءات والتدابير القاسية التى إتخذتها الحكومة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسى لمواجهة موجة التطرف وقمعها فى مهدها وأضاف أن لبنان يحاول القيام بذلك الان. وردا علي سؤال حول ما اذا كان اتفق مع وزير الخارجية علي نوع معين من التنسيق بين القاهرة وبيروت في مجال مكافحة الارهاب , أكد الوزير بطرس حرب انه كان هناك اتفاق في وجهات النظر مع وزير الخارجية سامح شكري , وقال " ما فهمته من مباحثاتي مع الوزير سامح شكري أنه سيقوم بزيارة لبنان قريبا , معربا عن اعتقادة ان هذه الزيارة ستكون فرصة للتنسيق العملي بين الحكومة اللبنانية والحكومة المصرية في هذا المجال " . وحول ما هو مطلوب من مصر لمساعدة لبنان خلال تلك المرحلة لمواجهة الارهاب الذى فرض عليها من الخارج .. قال وزير الاتصالات اللبنانى أن المطلوب أن تكون مصر بتاريخها وبدورها وثقلها بجوار لبنان وأن تبقى العلاقات المصرية اللبنانية ثابتة وراسخة وقوية كما كانت عليه .. وأضاف حرب أنه لابد من أن نتعاون معاً لتوعية شعوبنا ودعم لبنان فى مواقفها كما ندعم نحن مصر وشدد على ضرورة توحيد مواقف الدولتين لمواجهة الارهاب وإخراج المنطقة العربية من هذا المأزق والكابوس الحقيقى . ، وقال أنه بحث مع وزير الخارجية التناقضات التى تشهدها المنطقة والمخاطر التى تواجهنا مشيرا الى وجود إتفاق فى وجهات النظر المصرية واللبنانية في عدد من القضايا . وأضاف أنه بحث بالتفصيل مع وزير الخارجية واقع منطقة الشرق الاوسط والتحديات التى تواجهها دول وشعوب المنطقة ، وقال أن هذه التحديات كبيرة جداً وتتطلب منا توحيد وجهة النظر لبعض الامور وتوحيد الجهود والقدرات لمواجهة مايجرى فى المنطقة لتجنبيها الانهيار الكامل الحاصل بسبب موجة التطرف التى بدأت تسود فى العالم العربى . وأوضح أنه طالب من وزير الخارجية ان تعود مصر للعب دور كبير لأن وجوها يبعث الى الاطمئنان ويسمح للشعب اللبنانى بالمراهنة على أهمية هذا الدور لما له من إنعكاسات إيجابية حول الواقع اللبنانى . وأشار الوزير اللبنانى إلى أنه قدم لوزير الخارجية شرحا للواقع اللبنانى الدقيق والحرب التى يخوضها الجيش والشعب اللبنانى فى وجه الارهاب الذى يحاول أن يتسلل الى لبنان لتدميرها وتصدى الجيش للإرهاب بالقدرات المتوافرة لديه ، لافتا الى انه تم اليوم توقيع الاتفاق السعودى الفرنسى لتعزيز قدرات وتسليح الجيش اللبنانى وذلك بقيمة 3 مليارات دولار من السعودية بالإضافة إلى مليار دولار سبق وأعلنت عنه السعودية مما يساعد فى تعزيز قدرات الجيش اللبنانى للمساعدة فى مواجهة التكفيريين وكافة المؤامرات التى تحدث للبنان .لافتا عملية تسليح الدول فى الشرق الاوسط تخض لرقابة بعض الدول فى العالم والتى لديها رغبة ألا تعطى دول المنطقة أسلحة هجومية بل تسمح فقط بأسلحة دفاعية. وبالنسبة للعسكريين المخطوفين فى عرسال قال بطرس حرب إن هذه مأساة إنسانية ووطنية .. كما أن المخطوفين هم أبنائنا ونحن مسئولين عنهم ولا يمكن أن نخضع لمطالب غير معقولة لإنقاذهم ، وأضاف أن هناك مباحثات تجرى عبر الوسطاء ومنهم الوسيط القطرى الذى يقوم بإتصالات لإيجاد مخارج لهذه الازمة وإنقاذ الرهائن وأكد عدم وجود معلومات لديه حول تفاصيل المفاوضات ولكن هناك إشارات إيجابية حولها . وأشار إلى أن الجميع يعلم أن هناك أزمة فى العلاقات السورية اللبنانية وأعرب عن أمله ألا تكون تلك الشروط تعجيزية وأن تتنمكن الحكومة اللبنانية فى إطار تطبيق القوانين اللبنانية من تلبية بعض الشروط المعقولة لإنقاذ ابنائنا المخطوفين . وردا علي سؤال حول استمرار أزمة اختيار الرئيس اللبناني القادم , قال وزير الاتصالات اللبناني: "للأسف أقول إن هناك فريقا لبنانيا وهو حزب الله وحليفة العماد ميشيل عون يأخذون موقف في تعطيل نصاب انتخاب رئيس للجمهورية وهذا الأمر هو الذي أدى إلى عدم حدوث هذه الانتخابات. وتابع الوزير بطرس حرب " إلا أنه يبدو أن هناك ضغوطا تحدث لمنع حدوث انتخابات رئيس الجمهورية أو لفرض شخصية سياسية .. شخصية العماد ميشيل عون , على كل اللبنانيين رغما عنهم وهذا ما نرفضه ولن نقبله".