جاءت أحداث استشهاد الجنود فى سيناء بمثابة ايقاظ لضمائر أصحاب القنوات الفضائية للوقوف مع مصلحة الوطن، حيث أصدرت بعض القنوات قرارا بمنع ظهور عدد من الضيوف والاعلاميين الذين يروجون لشائعات ضد مصر ومستقبلها وتسويق الاتهامات الأجنبية ضد البلاد أو الجيش. كما اجتمعت غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع واتحاد الإذاعة والتليفزيون لبحث الدور الذي يريانه واجبًا على الإعلام المصري في وقت تتربص فيه بالبلاد عصابات الإرهاب المجرم الدنيء التي لا تتورع عن ارتكاب أحط الاعتداءات وأكثرها خسة تجاه رجال القوات المسلحة والشرطة والمواطنين المدنيين. وأسفر الاجتماع عن البيان الثاني ما مفاده: يدرك اتحاد الإذاعة والتليفزيون وغرفة صناعة الإعلام أن هذه العصابات الإرهابية، وقد بلغ فيها اليأس مداه وتيقنت أن مصر عصية على السقوط في براثن أفكارها الجاهلة وقبضتها الهمجية المخربة، لن تتوقف عن مواصلة محاولاتها البائسة سعيًا لكسر إرادة هذا الشعب وأمله في بناء دولة حرة قوية مستقلة القرار تحقق لأبنائها حياة كريمة ومستقبلًا آمنًا هم عازمون على الوصول إليه بصبر وثقة في الله والوطن، إذ يثق الاتحاد والغرفة في أن الإعلاميين المصريين مدركون لمسئوليتهم الوطنية وقادرون على تحملها فإنها تثق أيضًا في أن إعلاميينا سيؤدون واجبهم بشرف في مجابهة الإرهاب الأسود وكشف أهدافه وممارساته التي أصبحت آثارها التخريبية واضحة في المنطقة التي تحيط بنا، وأنهم سيقفون صفًا واحدًا وراء الدولة وقواتنا المسلحة ورجال الشرطة في كل الإجراءات الحاسمة لحفظ أمن مصر وشعبها في الحرب ضد الإرهاب التي يسقط فيها كل يوم شهداء أبطال فداء للوطن والشعب». واضاف البيان «نحن نثق أن الإعلام المصري قادر على أن يرتفع إلى مستوى التحدي الذي يخوضه وطن يبني ويحارب، وأن هذا الإعلام سيعلي ضميره المهني والوطني، فمن حق ملايين المصريين أن يجدوا في وسائل إعلامهم الحقائق الموثقة والأخبار المدققة والآراء والمناقشات التي تفتح أمامهم آفاقًا جديدة في الفكر والعلم والاقتصاد والدين والفن والحياة التي يجب أن يشارك فيها كل صوت مصري وطني بعيدًا عن ادعاء البطولة الزائفة أو النفاق الرخيص أو الانتهازية أو إثارة نزاعات مختلفة أو تصفية الحسابات الشخصية والمصالح الضيقة والترخص في القول والفعل، فمصر لأبنائها جميعًا، وإعلامها يجب أن يكون عينها التي ترى بلا غرض وصوتهم الذي ينطق بلا هوى». يذكر ان غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع، تتكوَّن من قنوات CBC والنهار والحياة و«أون تي في» والقاهرة والناس ودريم وصدى البلد والمحور والتحرير، وكان الاجتماع برئاسة رجل الأعمال محمد الأمين، رئيس غرفة صناعة الإعلام. وعلى جانب آخر قررت بعض القنوات الفضائية تغيير الخريطة البراميجة الخاصة بها تناسبا مع الاحداث حيث اصدرت شبكة تليفزيون النهار، بيانا تؤكد فيه إجراء تعديلات جوهرية على خرائطها البرامجية، واتخاذ اجراءات فيما يخص إعداد وتقديم برامج الهواء، ومنع ظهور عدد من الضيوف الذين يروجون لشائعات ضد مصر ومستقبلها وتسويق الاتهامات الأجنبية ضد البلاد أو الجيش. كما أوضحت «النهار» انها لن تسمح بترويج المفاهيم السفيهة عبر ضيوفها لإضعاف معنويات الجيش المصرى، أو هؤلاء الذين عمت ضمائرهم عن الإحساس بمشهد الحزن المصرى على دماء شهدائنا فى شمال سيناء، وبدلا من أن تبكى عيونهم وضمائرهم راحوا يسخرون من الجيش أو يستدعون مشهد النكسة بدلا من أن يتقاسموا مع المصريين أحزانهم وآلامهم العميقة فى هذا المشهد المهيب، ولذا قررت شبكة تليفزيون النهار اتخاذ إجراءات فيما يخص اعداد وتقديم برامج الهواء وكذلك منع ظهور عدد من الضيوف الذين يروجون لهذه المفاهيم السفيهة والشبكة تؤمن أن الكلام الحق قد يتسرب منه وجوه باطلة، تؤكد أنها لن تنخدع بهذه الشعارات وأنها فى طريقها نحو الدقة الإعلامية والرأى والرأى الآخر ولن تسمح بأن تكون هذه الشعارات خنجرا فى ظهر مصر، أو معول هدم لمعنويات القوات المسلحة والشرطة المصرية ورجالها البواسل، ومن ثم فإن السياسة التحريرية لجميع البرامج فى الشبكة ستلتزم بهذه القواعد والسياسات، ففى الوقت الذى نسعى فيه للحرية والديمقراطية الكاملة، لن يكون ذلك أبدا على جثة أمننا القومى وجيشنا العظيم. جاء ذلك بعدما استبدلت قناة النهار يوم السبت الماضي المذيع محمود سعد بالمذيع خالد صلاح فى نفس برنامجه. وعلى جانب آخر أوقفت بعض القنوات عرض برامج المنوعات عليها من بينها يوميات برنامج المسابقات «ستار أكاديمي» الذى يعرض على قناة «سي بي سي» يوميًا، وتم ايقاف عرضه حدادا على الشهداء.