تشمل آلام العمود الفقرى حوالى 80٪ من عموم الناس علي سطح الأرض في فترة حياتهم ومعظمهم يتم علاجه دوائياً وبقسط من الراحة حتي بدون تشخيص، لذا فالسبب الشائع لهذه الآلام هو اختلال وظيفى للعمود الفقرى والعضلات الملاحقة للعمود الفقرى. يقول الدكتور عماد غانم، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب عين شمس، لابد من سرد بعض الحقائق العلمية والإحصائيات المهمة قبل الخوض في سرد التفاصيل العلاجية أولاها أن شيوع المرض بين عموم الناس يسترعي نظر الناس عامة، والأطباء المعالجين وأقصد هنا الناس عامة من المصاحبين للمريض من أصدقاء وأفراد الأسرة والجيران الذين يعيشون الحالة المرضية مع مريضهم، ويجب تجنب رفع الأحمال الثقيلة في وضع خاطئ، لذا يجب إعطاء بعض النصائح العامة للناس في كيفية رفع الأحمال منها تعاون أكثر من فرد لرفع الحمل وتقسيم الرفع إلي أكثر من جلسة، وعدم ثني الفقرات مع الرفع لتجنب التحميل المباشر علي الفقرات، والجلوس علي الركبة أو الركبتين لرفع الحمل، وتجنب الجلوس لفترات طويلة كما يحدث في حالة موظفي الكمبيوتر وموظفي البنوك، مما تستدعى وظيفتهم الجلوس لفترات طويلة، وهذا يضعف عضلات الظهر، ويزيد من الضغط داخل غلاف الغضروف، خاصة إذا كان الجلوس بطريقة خاطئة، وكل هذا يؤدى إلي تآكل الغضروف القطني وهو ما يسمي الغضروف الأسود، وإذا كان لابد من الجلوس فنسترعي الانتباه إلي تقطيع فترات الجلوس بفترة وقوف، والأفضل الاسترخاء إذا سمحت الظروف، وننصح دائماً هؤلاء بعمل تمارين علاج طبيعي لتقوية عضلات الظهر لأن جزءاً من هذه الآلام يرجع إلي ضعف عضلات الظهر، وكذلك ممارسة الرياضة بصفة عامة، خاصة لتقوية عضلات الظهر وكذلك السباحة. وألفت النظر هنا إلي أن السباحة ليست السباحة الماهرة، ولكن وضع الجسم بالماء وفرده بجوار ماسك حمام السباحة. ويضيف الدكتور عماد غانم أن علاج آلام الظهر يتدرج من دوائى مع إعطاء بعض النصائح والعلاج الطبيعي والسباحة ثم حقن مفاصل العمود الفقرى، وكذلك مفاصل الحوض إذا استدعى الأمر، وننصح أيضاً هنا باعتدال الجلوس علي الكرسي -أى زاوية قائمة معتدلة- وتكون عبارة عن مخدة مما يقلل من الضغط علي غضاريف العمود الفقرى ومفاصل الحوض، وحديثاً يأتي دور العلم في علاج مثل هذه الآلام بجهاز التردد الكهربى الحرارى لما له من مميزات في طول مدة السيطرة علي الألم. وأخيراً يأتي دور العلاج للانزلاق الغضروفى بعكس ما يفهمه الكثير من عامة الناس وهو أن العلاج الأساسي في الانزلاق الغضروفى هو العلاج التحفظى ويتمثل ذلك في بعض الأدوية والراحة التامة لعدة أسابيع، وقد يكون الانزلاق الغضروفى عنقياً صدرياً أو بالمنطقة القطنية، ففي الفقرات العنقية يتم عمل استئصال الانزلاق الغضروفي من الأمام بالميكروسكوب الجراحي وزرع قفص صناعي أو غضروفى صناعي مكان الغضروف المستأصل مع ملاحظة أهمية القفص وهي تثبيت الفقرات. أما الغضروف الصناعي فهو الحفاظ على مرونة ومعدل حركة الفقرات قريباً من الطبيعي، أما الغضروف القطني فيتم عمله من الخلف ولا يستدعي عمل تثبيت الفقرات، إلا إذا صاحبه انزلاق فقرى «أو تزحلق فقري» وحديثاً يتم عمل استئصال الانزلاق الغضروفي القطني بفتحة شباك بين عظام الفقرة والحفاظ على الكيان العظمي للفقرة، وهذا له توابع سلبية أو إيجابية في المستقبل، وكذلك يمكن عمل الجراحة بالميكروسكوب الجراحي أو بالمنظار الجراحي ونسبة الفائدة من جراحات استئصال الانزلاق الغضروفى القطني تفوق 95٪ ونسبة الارتجاع لا تزيد على 10 - 15٪ وتقل هذه النسبة بالمحافظة علي الإرشادات في طرق الجلوس ومدة الجلوس والرياضة وتقوية عضلات الظهر وعدم رفع الأحمال. يشير الدكتور عماد غانم إلي أننا كثيراً ما نري أشعة تظهر انزلاقاً غضروفياً كبيراً جداً مما يستدعي جراحة عاجلة ولكن المريض لا يظهر عليه أي دلائل وعلامات مرضية، ودائماً ما نقول نحن المتخصصين تعالج المريض وليس الأشعة.