هشام رامز محافظ البنك المركزي يستحق التكريم محلياً ودولياً وعربياً، وأن يتم اختياره شخصية العام لاحترافه في إدارة السياسة النقدية ومد ذراعيه للاقتصاد الكلي رغم الظروف الصعبة التي تمر بها مصر. الرجل قبل المهمة في أيام حكم الإخوان، بعد تردد شديد، فهو يعلم أن الاحتياطي الأجنبي لمصر تحول من احتياطي يملكه البنك المركزي وتم تجميعه علي مدي سنوات مبارك وبلغ نحو 45 مليار دولار قبل ثورة 25 يناير 2011، وسرعان ما تبخر الاحتياطي خلال عامين فقط، وتحول إلي قروض وديون علي البنك المركزي. وقام رامز بإدارة الاحتياطي الأجنبي وسوق الصرف باحتراف شديد واتخذ العديد من القرارات، التي منعت أي عوامل من شأنها أن تحدث اضطراباً كما رفض أي ضغوط من الدول –القزمية- وقام برد ودائع قطر بمجرد طلبها، حتى في أسوأ حال للاحتياطي الأجنبي. وتزايدت عيون البنوك المركزي علي وضع البنوك المحلية، من خلال الرقابة بأنواعها المختلفة ما بين الرقابة الميدانية والمكتبية والمصرفية ومراقبة المخاطر الكلية، وبازل وغيرها، وما نتج عن ذلك من قرارات صارمة للبنوك، وفي نفس الوقت عقوبات للبنوك المخالفة. ولم يكتف «رامز» بذلك بل مد ذراعيه إلي الاقتصاد المصري، خاصة في المناطق التي من شأنها أن تدعم زيادة موارد مصر من العملات الأجنبية، فأصدر مبادرة السياحة، والتي حققت نجاحاً، كما أصدر مبادرة التمويل العقاري ولكنها اصطدمت بالروتين الحكومي والبيروقراطية العفنة، فتعثرت خطاها خاصة التي تتعلق بمتوسط الدخل، والتي يمكن أن تكون وسيلة لحل الكثير من مشاكل السكن في مصر. ووضعت شهادات قناة السويس هشام رامز، في مصاف الأسماء اللامعة خلال عام 2014، فقد قام الرجل بإدارتها باحتراف، مع قيادات البنوك الأربعة، ولأنه يعلم أهمية الإعلام والصحافة، فقد تواصل بنفسه خلال هذه الفترة، وعقد مؤتمرين صحفيين لأول مرة منذ توليه في أقل من أسبوعين، وكانت النتيجة امتياز مع مرتبة الشرف فقد جمعت البنوك 64 مليار جنيه خلال ثمانية أيام وكانت ملحمة وطنية، استطاعت أن تجذب أموالاً من خارج الجهاز المصرفي بنحو 27 مليار جنيه. ونتيجة لهذه المهام الصعبة في وقت تعصف بالسفينة أمواج عاتية ومتلاطمة، وفيها من يحاول إحداث ثقوب لتغرق، ولهذه الإنجازات أتوقع تكريم محافظ البنك المركزي هشام رامز من مؤسسات دولية وعربية.