رغم أنها خالية من شلل الأطفال إلا أن مصر مازالت حريصة علي مقاومة أي عودة لهذا المرض الكارثى الذى يسبب إعاقة للأطفال قد تؤدى إلى الوفاة في بعض الأحيان وغداً تنطلق حملة التطعيم ضد هذا المرض اللعين ولمدة 4 أيام وجميع الأطفال مصريين أو غير مصريين متاح لهم الطعم بدون أية موانع، يذكر أن آخر حالة شلل أطفال في مصر كانت عام 2004 وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية مصر خالية من شلل الأطفال عام 2006، إلا أن المخاوف من عودة المرض لكني تلزم بضرورة الحرص علي إعطاء الطعوم في المواعيد التي تعلن عنها وزارة الصحة، فهناك 14 مليون طفل من عمر يوم لعمر 5 سنوات لا يهم حق في رقبة الدولة وكذا أسرهم الأولى بتوفير التطعيم من خلال حملات أساسية وتنشيطية علي مدار العام، أما الآباء والأمهات المسئولون أمام الله قبل كل شيء عن تجنب أبنائهم كوارث هذا المرض الذي يفترس طفولتهم وحياتهم أحياناً، لذا يشير الدكتور عمرو قنديل، وكيل وزارة الصحة للطب الوقائى، إلى أن الالتزام بتطعيم الأطفال يحافظ علي مصر خالية من شلل الأطفال، وهو حماية لأبنائنا للمجتمع كله والوزارة من جهتها وفرت الطعوم السليمة وتم تدريب 170 ألف شخص من خلال كورسات خاصة علي القيام بهذه المهمة مع ضمان سلامة الطعم. من جهته أكد الدكتور ناصر عبدالحفيط، استشارى العظام، أن الطب يحاول في حالة الإصابة بهذا المرض أن يساعد المريض على ممارسة حياته بصورة طبيعية لأنه يكون غير قادر كلياً أو جزئياً بفعل إصابة الأعصاب والعضلات، ومن المعروف أن مرض شلل الأطفال أو Polimoyelitis مرض فيروس معد تتراوح شدته من عدوى بسيطة إلي مرض يصحبه شلل رخوى في الأطفال خصوصاً السفلى من الجسم وينتج شلل الأطفال عن الإصابة بفيروس Poliovirus وهو فيروس معوى بشرى ينتقل عبر عدة طرق تشمل التواصل المباشر بين الشخص المصاب والسليم وعبر إفرازات الجسم من الفم والأنف والبراز، بالإضافة إلي تلوث الطعام والماء لذا يدخل عن طريق الفم أو الأنف ثم يتكاثر في الحلق والأمعاء وبعدها يمتص وينتقل عبر الدم إلي باقي أجزاء الجسم وفترة حضانة الفيروس ما بين 25 و35 يوماً ولكنها في المتوسط من أسبوع لأسبوعين. وأعراض المرض مشتركة مع أمراض أخرى وأهمها ارتفاع الحرارة والقىء والتهاب الحلق، أما آثاره فهي مدمرة وتسبب إعاقة مؤقتة أو دائمة، كذلك يتسبب المرض في حدوث الالتهابات الرئوية وقصور عضلة القلب وفي بعض الحالات قد يؤدى إلي الموت نتيجة قصور في عمل الرئتين فى الأغلب. ويوافق يوم 28 أكتوبر من كل عام اليوم العالمى لشلل الأطفال وهو اليوم الذي ولد فيه العالم الأمريكي جوناس سالك 1914 : 1995 الذي تمكن من تطوير أول تطعيم فعال للمرض وأعلن نجاحه عام 1955. أخطر الأنواع الشلل الشوكى هو أكثر أنواع شلل الأطفال شيوعاً، ويحدث عندما تهاجم الفيروسات الخلايا العصبية التي تتحكم في عضلات كل من الساقين والذراعين والجذع والحجاب الحاجز والبطن والحوض، وفي البداية يحدث الشلل الحاد الرخوى ثم تيبس العضلات وعادة ما يحدث الشلل في الأطراف السفلية أكثر من العلوية وقد يصيب مجموعة من العضلات في كل طرف فيحدث شلل غير تام وقد يؤدى الفيروس إلي الشلل الرباعي، أما أخطر أنواع شلل الأطفال فهو الشلل البصلى وينشأ نتيجة تهتك الخلايا العصبية في جذع الدماغ، تتحكم هذه الأعصاب في عضلات البلع وتحريك العينين واللسان والوجه والعنق وقد تتأثر كذلك الأعصاب التي تتحكم في التنفس ودوران السوائل في الجسم. وتحدث الوفاة بسبب شلل الأطفال بنسبة 10٪ نتيجة شلل الجهاز التنفسى. التحصين للأسف لا يوجد علاج لشلل الأطفال حالياً، وكذلك ما تفعل البشرية الآن هو تجنب حدوثه وذلك بتحصين الأطفال بالجرعات المقررة من اللقاح في المواعيد المحددة ويعتبر إعطاء لقاح شلل الأطفال Poliovaccine هو أفضل طريقة لتجنب مخاطره علي أن يتلقى الطفل 5 جرعات قبل دخوله المدرسة وهناك نوعية من هذا اللقاح الغموى، ولقاح شلل الأطفال غير المنحل بطريقة الحقن العضلى والفموى عبارة عن فيروس ضعيف تؤخذ نقطتان عن طريق الفم ويحتوي علي الأنواع الثلاثة لشلل الأطفال ويؤمن مناعة ممتازة ضد المرض، أما اللقاح العضلى عبارة عن جرثومة ميتة ويعطي للأطفال ذوي المناعة الضعيفة والمصابين بالسرطان أو يعالجون بالكورتيزون لفترة طويلة أو يخضعون لعلاج إشعاعى وكذلك للأطفال المخالطين لأشخاص ناقصى المناعة. التطعيم السليم من أهم أسباب فشل تطعيمات شلل الأطفال عدم الاحتفاظ بها في درجة حرارة مناسبة، حيث يجب حفظ اللقاح في درجة حرارة 8 تحت الصفر، كذلك فإن قذف الطفل للجرعة من فمه يجعلها عديمة الفائدة، لذلك علي كل أم التأكد من أن طفلها ابتلع التطعيم.
