لعب الإعلامي وائل الإبراشي قبل اندلاع ثورة 25 يناير وبعدها وأثناء ثورة 30 يونيو دورًا لا يستهان به في الكشف عن العديد من القضايا والملفات المسكوت عنها. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد أصبح وائل الإبراشي بين عشية وضحاها ضحية لسياسة "شد الفيشة"، والتي يتم استخدامها من قبل النظام عندما يشعر فيه أن حجم الانتقادات الموجهة له زاد عن الحد المسموح به. وصف وائل الإبراشي قطع البث عنه بأنه "سياسي" بعدما فجر عدد من قضايا الفساد الخاصة بوزارتي التعليم والصحة خلال الحلقات الماضية، أبرزهم تورط عدد من الأطباء في فضيحة ولادة سيدة خارج مستشفي كفر الدوار بالبحيرة, لافتا إلي أن وزير الصحة والتعليم وراء وقف البرنامج. ولا تعد هذه الواقعة الأولي لقطع البث عن القنوات الفضائية التي طالما تم تنفيذه بأشكال وحجج مختلفة، فقد قررت إدارة قنوات دريم تسويد شاشة قناتي "دريم 1" و"دريم 2" من قبل في نوفمبر عام 2012 احتجاجا على قرار النايل سات بقطع كابل البث عن استديوهاتها في دريم لاند. واتهمت قناة دريم، في تنويه بثته علي قنواتها الحكومة الإخوانية آنذاك برئاسة هشام قنديل باستهداف القناة في إطار محاولاتها للتضييق على الحريات. وأعلنت الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات أنها ستقوم بقطع الكابل الخاص بالبث لقناة دريم، بسبب بعض المخالفات القانونية، وقيامها بالبث من مدينة "دريم لاند" خارج مدينة الإنتاج الإعلامي. وفي نهاية عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2009 قررت إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي إغلاق قناة "أوربت" وسحب الاستوديو الخاص بها، ووقف برنامج "القاهرة اليوم" للإعلامي عمرو أديب. وقيل وقتها أن قرار الإغلاق اتخذ بسبب مديونية قدرها 15 مليون جنيه مستحقة علي القناة لمدينة الإنتاج الإعلامي، ولكن أكد الكثيرون أن السبب الحقيقي كان الهجوم الحاد الذي يشنه أديب يوميا علي الحكومة ورموز الحزب الوطني المنحل وأبرزهم أحمد عز. كما أشيع وقتها أيضا أن السبب وراء الوقف هو الهجوم الشديد الذي شنه علي المنتخب الوطني بقيادة حسن شحاته واتهامهم بإقامة علاقات مع فتيات ليل بجنوب أفريقيا بعد خسارته من المنتخب الأمريكي حيث وصف الخسارة ب"النجاسة". وتدخل مبارك وقتها لإعادة بث برنامج "القاهرة اليوم" بغض النظر عن مشاكل القناة مع مدينة الإنتاج الإعلامى، إلا أن القرار لم ينفذ. أما "توفيق عكاشة" الإعلامي المثير للجدل دائما فقد تم وقف برنامجه "مصر اليوم" وقطع البث عن قناته "الفراعين" عدد لا يحصي من المرات خلال الثلاث سنوات الماضية، كان أولها في أغسطس عام 2012 بعد تولي المعزول محمد مرسي الحكم. حيث أعلن التلفزيون الرسمي المصري وقف بث قناة الفراعين لمدة شهر، وتوجيه إنذار لها بسحب ترخيصها إذا استمرت تجاوزاتها، وذلك بعد تهديدات وجهها على الهواء مباشرة توفيق عكاشة إلى محمد مرسي في حال حضوره جنازة شهداء جنود حرس الحدود. كما قامت إدارة النايل سات بقطع إشارة البث التليفزيوني عن قناة الفراعين في نهاية يونيو 2013، أثناء بث برنامج "مصر اليوم" على الهواء مباشرة بسبب تحريض توفيق عكاشة للمصريين علي النزول بمظاهرات 30 يونيو لخلع محمد مرسي. ويعد أبرز مظاهر "شد الفيشة" ما حدث للقنوات الدينية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي بعد إعلان بيان عزل محمد مرسي في 3 يوليو عام 2013، حيث تم تسويد شاشات قنوات "الناس والحافظ" وغيرها والتي دأبت خلال حكم تنظيم الإخوان علي نشر الفتن والتحريض علي العنف. وكان هذا القرار السيادي شر لابد منه خاصة أن هذه القنوات لعبت دورا لا يستهان به خلال حكم مرسي في تفتيت المجتمع وغسل العقول باسم الدين.