أعربت الولاياتالمتحدة و4 دول أوروبية كبرى عن مخاوفها من تحول ليبيا إلى ملاذ آمن للإرهاب الدولي، ودعت إلى وقف فوري للقتال بين القوات الحكومية والميليشيات المسلحة في البلاد. وجاءت الدعوة بينما يتصاعد القتال بين الطرفين للسيطرة على طرابلس، العاصمة، وبنغازي، ثانية كبريات المدن الليبية. وفي بيان مشترك، استنكرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا العنف الدائر في ليبيا. ودعت إلى «وقف فوري للعمليات العدائية». وأضاف المشاركون في البيان أنهم «يدينون جرائم كيانات أنصار الشريعة، والعنف المستمر في المناطق بأنحاء ليبيا بما فيها (العاصمة) طرابلس وما حولها». وقالت القوى الكبرى «الحرية التي يسعى إليها الليبيون بشق الأنفس، عرضة للخطر لو سُمح للجماعات الإرهابية الليبية والدولية باستخدام ليبيا كملاذ آمن». لكن الدول الكبرى اتفقت في بيانها على أنه «لا حل عسكرياً للأزمة الليبية».وقالت إنها مستعدة لفرض عقوبات فردية على هؤلاء «الذين يهددون سلام أو استقرار أو أمن ليبيا أو يعيقون أو يقوضون العملية السياسية». وعبرت عن «قلقها» إزاء الهجمات التي تشنها القوات الموالية للجنرال خليفة حفتر، وقالت تقارير إن 66 شخصا قتلوا في بنغازي منذ بدء هجوم قوات حفتر على بنغازي. من جانبه حمل رئيس الوزراء الليبي، عبدالله الثني، المجتمع الدولي مسئولية تدهور الوضع في ليبيا وقال إن «هناك تغاضياً من القوى الدولية لدعم الحكومة الليبية». وقال الثني إن «نداءات وقف إطلاق النار التي أطلقها المجتمع الدولي جاءت متأخرة وكان يجب أن تكون منذ بدأت الأحداث». وأضاف أن «المجموعات الإرهابية اقتحمت المدن وخربت مطار طرابلس وسفكت الدماء قبل أن تدرك القوى الدولية خطورة الموقف». وقال رئيس الوزراء الليبي، إن القوى العالمية قامت بدورها في البداية عندما ساهمت في إسقاط نظام معمر القذافي، لكنها لم تستمر في دعمها إلى حين إرساء دعائم الدولة. وأكد «الثنى» أن العمليات العسكرية لمكافحة الميليشيات «الخارجة علي القانون» أصبحت تحت قيادة السلطات المعترف بها دوليا، معربا عن أمله في استعادة هذه السلطات قريبا السيطرة على طرابلسوبنغازي. وقال: «كل القوات العسكرية تم وضعها تحت إمرة قيادة الجيش لتحرير طرابلسوبنغازي قريبا إن شاء الله». وإزاء هجمات الميليشيات التي سيطرت في نهاية أغسطس على العاصمة، اضطرت حكومة الثني والبرلمان الجديد المنتخب في 25 يونيو والمعترف بهما من المجتمع الدولي، لممارسة مهامهما من شرقي ليبيا. وبعد أسابيع من المعارك الصيف الماضي، طردت ميليشيات «فجر ليبيا» المكونة من خليط من «المتشددين» ومسلحي مصراتة، من العاصمة، ميليشيات الزنتان الموالية للحكومة، ثم أعلنت إقامة حكومة وبرلمان موازيين. وقال الثني إن قوات الزنتان أصبحت تحت إمرة الجيش، وانضمت إليها وحدات موالية للحكومة، واصفا ميليشيات «فجر ليبيا» بأنها «ميليشيات خارجة علي القانون» وحكومتها «غير شرعية».