فى ظل مشاكل مالية لا حصر لها في ماسبيرو، ربما لا يشعر الكثيرون بأن المسئولين في اتحاد الإذاعة والتليفزيون مساهمون في تفاقم تلك المشكلة المزمنة متمثلة في نموذج صارخ لإهدار المال العام. الأدهى تحميل القنوات الإقليمية الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة، المسماه حالياً بقنوات القاهرة والقنال والإسكندرية والدلتا والصعيد وطيبة على القمر الصناعى المصرى نايل سات. هذا التحميل يكلف اتحاد الإذاعة والتليفزيون الملايين منذ حوالي عشر سنوات كانت تكلفه تحميل كل قناة علي القمر الصناعي المصري نايت سات نصف مليون دولار سنوياً. يعني 6 قنوات تتكلف 3 ملايين دولار بالتأكيد السعر تضاعف في السنوات الأخيرة، ومازال الوضع قائماً حتي الآن قنوات لا يشاهدها أحد تبث علي القمر الصناعي المصري دون أدنى فائدة، حاولت مشاهدة ما تعرضه تلك القنوات برامج محلية غير جاذبة بالمرة. وعرض بعض الأفلام والمسرحيات القديمة. والشكل البرامجي يبدو فقير للغاية، ساعات الإرسال غير محددة، هناك قنوات تغلق في الواحدة صباحاً وأخرى في الثانية صباحاً وأخرى في الثالثة صباحاً حسب الظروف يعني سمك لبن تمر هندى المفروض أن تلك القنوات مخصصة فقط لسكان كل محافظة لأنها ببساطة قنوات محلية الإذاعات المحلية لا تسمع فقط إلا داخل كل محافظة. ما جدوى استمرارها علي النايل سات هل لمجرد إرضاء المذيعين والمذيعات منذ سنوات قليلة تم رفعها من النايل سات ولكن أمام الإعلام اضطر وزير الإعلام لوضعها علي القمر الصناعي المصرى مع وعد بالتطوير بالفعل ثم تطوير المعدات إلي حد ما. ولكن المستوي البرامجي مازال متواضعاً، وطبعاً هذه القنوات لا تستطيع شراء مسلسلات أو أية مواد جاذبة للمشاهد، وبالتالى تحولت لعبء ثقيل علي اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي يتحمل شهرياً 220 مليون جنيه أجورا ومرتبات للعاملين فهل يعقل استمرار هذا الوضع في اتحاد مثقل بالديون ووصلت ديونه حالياً إلي مبلغ 20 مليار جنيه لدي بنك الاستثمار القومى، هذا فضلاً عن ساعات الإرسال المهدرة في القنوات الرئيسية والمتخصصة. وضع الحلول للمشاكل المالية في ماسبيرو يحتاج لحلول مبتكرة، وللأسف هناك حلول بديهية، أبسطها رفع القنوات الإقليمية من القمر الصناعي المصرى نايل سات ومحاولة تخصيص ساعات الإرسال المهدرة بالإذاعة والتليفزيون. حاولت في الأيام الماضية مشاهدة تلك القنوات علي القمر الصناعي المصري نايل سات وجدت بعض البرامج المعقولة منها: «أغاني وحشانى» علي القناة الرابعة قناة القنال. و«كورة بلدنا» علي القناة الثالثة، و«قناة القاهرة» وبرامج أخرى واضح فيها قلة الإمكانيات، ومسلسل «المال والبنون» علي القناة السادسة قناة الدلتا، وبرامج وأغاني وطنية علي مختلف القنوات احتفالاً بالذكري ال41 لنصر أكتوبر. ما شاهدته من مستوي برامجي من الصعب جداً أن يضحك عليه المشاهد في ظل عصر الفضائيات والإبهار البرامجي علي العديد من القنوات. مطلوب وقفة جادة من عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهاني جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية لإعادة الروح لتلك القنوات أو دمجها تتبع كل قناة الإقليم التابع لها. أما بقاء الوضع علي ما هو عليه فهو كارثة بكل المقاييس وإهدار صارخ للمال العام. أعلم تماماً أن تلك القنوات مليئة بآلاف الموظفين وهم في رقبة الدولة ولا شأن لهم بوضع القنوات والقنوات المحلية قضية معقدة تحتاج إلى حل.