ناقشت الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان في المؤتمر الصحفي الذي عقدته اليوم تجربتها في حضور أول مؤتمر عالمي لسرطان القولون والمقام في أوروبا. عقد المؤتمر تحت عنوان "قوة صوت المرضى: التحديات، سبل التعاون والقدرة على التغيير" على هامش الدورة الثالثة عشر للمؤتمر العالمي لسرطان الجهاز الهضمي الذي يعقد تحت مظلة الجمعية الأوروبية لعلم الأورام وسائل الإعلام الذي عقد بالمدينة الإسبانية برشلونة يومي 24 و25 يونيو 2011. ومن ناحية أخرى، تحالفت الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان مع المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في محاولة لتوحيد الجهود من أجل مناقشة حقوق المرضى في مصر في إطار المؤتمر الأوروبي لحقوق المرضى. حضر المؤتمر الصحفي كل من أ. د. محسن مختار، أستاذ مساعد علاج الأورام بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان، ود. علاء غنام مدير برنامج الحق في الصحة وخبير السياسات الصحية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وأ. داليا عبد الحميد، الباحثة في برنامج الحق في الصحة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية. ناقش أ. د. محسن مختار أهم النقاط التي تناولها مؤتمر europacolon لمرضى سرطان القولون المستقيم، والذي يعد الأول من نوعه حيث جمع بين كبار الأطباء المتخصصين في علاج الأورام وكذا مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين أتوا من مختلف الدول الأوروبية لتبادل أحدث ما توصل إليه العلم والخبرات في مكافحة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وطرق التشخيص وأحدث العلاجات المتاحة وكذا حقوق المرضى. وألقى أ.د. محسن مختار الضوء على الفوائد العظمي التي جلبها هذا المؤتمر لمرضى سرطان القولون والمستقيم في جميع أنحاء الدول الأوروبية حيث استضاف أكثر من 200 مشارك من 27 دولة على مستوى القارة الأوروبية. وأضاف أ. د. محسن مختار قائلاً: "أتطلع لعقد مؤتمر مماثل لمؤتمر europacolon في منطقة الشرق الأوسط في المستقبل القريب. لقد هدف هذا المؤتمر في المقام الأول لتعريف مرضى سرطان القولون والمستقيم بأحدث المعلومات المرتبطة بهذا المرض لأن الرعاية الجيدة لمريض السرطان تبدأ بالوعي السليم بالمرض؛ هذا ينطبق أيضا على حقوق المرضى: فلكي يحصل المرضى على حقوقهم، يجب عليهم معرفة هذه الحقوق أولاً." وتضمن المؤتمر الذي استمر على مدار يومين جلسات لمناقشة حقوق المرضى وأهمية التفاوض من أجل التأثير والإقناع، كما تناولت بعض الجلسات الأثر النفسي للتعايش مع مرض السرطان في حين ناقشت الجلسات الأخرى عدم توافر المساواة في حصول المرضى على أفضل العلاجات وأهمية المفاوضات السياسية في تحقيق المساواة في الحقوق بين المرضى وتمكينهم من الحصول على أفضل العلاجات المتاحة. وفي محاولة للمقارنة بين حقوق المرضى في مصر والدول الأوروبية، قدم د. علاء غنام عرضاً تفصيلياً عن الفروق بين حقوق المرضى وإمكانية الحصول على العلاج في مختلف الدول، حيث صرح قائلاً: "تعد حقوق المرضى من أبرز المشكلات التي تواجه النظم الصحية في العالم وفي مصر على وجه الخصوص، لذا لا يمكن تحديد وضبط مفهوم حقوق المرضى دون النظر إلى النظام الصحي ككل باعتباره وحدة للرصد والتحليل ودون النظر إلى القطاع الصحي في سياق تحليلي للتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الكلي للمجتمع. وبالرغم من ذلك، يجب أن يحصل المرضى -بغض النظر عن موقعهم الجغرافي- على خدمات صحية على مستوى مقبول من الجودة دون تمييز. ويجب أن تتوافق هذه الخدمات أيضاً مع القوانين الدولية لحقوق الإنسان والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية الاجتماعية والثقافية وأخيراً وليس أخراً الدستور." ومن جانبها ألقت أ. داليا عبد الحميد، الباحثة في برنامج الحق في الصحة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، الضوء على احتياجات القطاع الصحي في مصر، حيث قالت: "يفتقد نظامنا الصحي التوازن والهيكلة الفعالة، كما لا يمكن مقارنته بالنظم الحديثة رغم النشأة المقاربة لها؛ هذا بالإضافة إلى أن النظام الصحي في مصر يفتقد الإنصاف والجودة وكفاءة استخدام الموارد. وبناءً عليه تحتاج مصر لتوحيد وإعادة هيكلة أطراف النظام الصحي. كما يجب أن يلعب واضعي السياسات دوراً قوياً في التنظيم ووضع الاستراتيجيات الصحية العامة التي تتمتع بالديناميكية والفعالية. وفي هذا الإطار يجب أيضاً تطوير هيكل أجور الفرق الطبية العاملة في نظام التأمين الصحي." ومن المخطط أن يعقد مؤتمر مرتين سنوياً وسيستهدف عقد شراكات إستراتيجية وإشراك المجتمع المدني بصورة أكثر فعالية في اتخاذ القرارات السياسية. كما يهدف المؤتمر لنشر الوعي بين المرضى والمجتمع ككل، بالإضافة للتوعية بأهمية وجود خطط قومية لمكافحة مرض السرطان وطرح برامج رسمية للكشف عن المواطنين على المستوى القومي.