اجتاح ما يسمى بالتصوير "السيلفي" مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"إنستجرام"، في الآونة الأخيرة تزامنا مع تطور تكنولوجيا الاتصال وانتشار تقنية الكاميرا الأمامية بالهواتف المحمولة، حتى اعتبره البعض "هوس". وبرغم أن هذا النوع من التصوير يغير معالم الوجه ويبرز العيوب إلا أنه جذب ملايين الأشخاص بمختلف جنسياتهم، ونجح في توحيد العالم حوله دون الالتفاف إلى اختلاف جنس أو عرق أو لون. واعتبرت "سيلفي" كلمة العام في 2013، كما أعطاها قاموس "أوكسفورد" المرجعي تعريفا: "صورة ملتقطة ذاتيا بواسطة هاتف ذكي أو ويبكام وتنشر على موقع للتواصل الاجتماعي". فيما أفادت إحدى الدراسات البريطانية التي طلبتها شركة "سامسونج" الكورية لصناعة الهواتف أن 17% من الرجال و10% من النساء يلتقطون صور "سيلفي"، لأنهم يرغبون أن تكون لديهم صور جميلة لأنفسهم. ولم يقتصر الصور "السليفي" على عامة الشعوب وإنما امتد ليشمل رؤساء الدول والسياسيون والفنانون. الصور "السيلفي" ليست جديدة في الوقت الحالي وإنما شهدتها العصور السابقة ولكن بشكل ضئيل مقارنة بالعصر الحالي، فظهرت صورة للفرنسي شارل مارفيل التقطها لنفسه في القرن التاسع عشر، وبعدها وجهت "ناشونال بورتريت غاليري" نداء للحصول على صور "سيلفي" في إطار طاولة مستديرة في عام 1914. إلا أن موقع "ويكيبيديا" سجل أول صورة "سيلفي" عام 1917، عندما قام المصور الأسترالي "توماس بيكر" بوضع كاميرته أمام مرآة وارتدى ملابس عسكرية وصور نفسه بنفسه. واستمرت الصور "السيلفي" في مختلف عصوره حتى تفشت في العام الحالي، ولم تقتصر على تصوير الأشخاص وإنما امتدت لتشمل التصوير مع الحيوانات والأبراج، وتستمر تلك الصور في دخول التاريخ لاعتماد عدد من مشاهير العالم عليها في تسجيل لحظات حياتهم، وكان أبرزهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما.