يشهد يوم 14 أكتوبر عام 1981 ذكرى تولى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك حكم مصر بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وكان لواقع هذا اليوم تغيير كبير فى حياته السياسية والوظيفية. حكم مبارك مصر فترة ليست بالقليلة تجاوزت الثلاثة عقود، قبل ان تنطلق احتجاجات شعبية ضده فى 25 يناير 2011 أودت بحكمه الى الهاوية، ولم يعلم مبارك الذى حكم مصر 30 عاماً ان نهايته سوف تكون خلف القضبان يحاكم فى قضايا عدة أبرزها قتل المتظاهرين السلميين. كانت فترة حكم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك شهدت محطات مهمة، كان أبرزها توليه منصب رئيس الجمهورية، ثم قائداً أعلى للقوات المسلحة، ورئيساً للحزب الوطني الديمقراطي، مارس خلالها دوراً كبيراً فى دعم عملية السلام بالشرق الاوسط، وعرف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، وإقامة مشروعات عدة ضخمة على ارض مصر. نشأته وتعليمه ولد الرئيس محمد حسني السيد مبارك في 4 مايو 1928, في كفر المصلحة محافظة المنوفية, وأنهى دراسته الثانوية من مدرسة المساعي المشكورة الثانوية, والتحق بعدها مباشرة بالكلية الحربية ليتخرج فيها في فبراير 1949 برتبة ملازم ثانٍ, ثم التحق بكلية الطيران لمدة عام بعد أن رشحته الكلية مع 11 آخرين من خريجي الكلية الحربية لذلك, فتخرج فيها في مارس 1950 بشهادة بكالوريوس علوم الطيران, وتابع فيما بعد دراساته العسكرية العليا في أكاديمية فرونز العسكرية في الاتحاد السوفيتي عام 1964. وظيفة مبارك بالقوات المسلحة بدأ مبارك ضابطاً في القوات الجوية في العريش 1950, وانتقل إلى مطار حلوان لتلقي تدريبات على طائرات مقاتلة في 1951-1953, ليصبح بعد ذلك مدرسا في كلية الطيران, ثم مساعد أركان حرب الكلية, وفي 1959 أصبح أركان حرب الكلية وقائد سرب فى العام نفسه. أُبتعث حسني مبارك أكثر من مرة للاتحاد السوفيتي لتلقي التدريبات على أنواع قاذفات قنابل مختلفة, وبعد أن أنهى الدراسات الحربية العليا أصبح قائداً للواء قاذفات قنابل, وقائدا لقاعدة غرب القاهرة الجوية بالوكالة حتى عام 1966. كان مبارك قائدا لقاعدة بني سويف الجوية في يونيو 1967, ثم عين مديراً للكلية الجوية في نوفمبر من العام نفسه, وشهد حرب الاستنزاف في صفوف الجيش المصري, وشغل مبارك أيضا منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية بعد حصوله على رتبة عميد في منتصف 1969, ثم أصبح قائد القوات الجوية في إبريل 1972 ونائبا لوزير الحربية. دوره فى حرب أكتوبر شارك مبارك في حرب أكتوبر 1973 كقائد للقوات المصرية الجوية في ذلك الوقت, وكان برتبة لواء, وكان له الفضل الكبير فى توجيه اول ضربة جوية للعدو الاسرائيلى فى عمق سيناء، حصل بعدها على رتبة فريق أول طيار في عام 1974, و بعد تولي السادات حكم مصر في عام 1975 قام بتشكيل الحزب الوطني الجمهوري برئاسته وعين حسني مبارك نائبا له في الحزب الحاكم, وبدأ من خلال ذلك المنصب علاقته السياسية بالدول العربية من خلال الكثير من الزيارات. توليه رئاسة مصر تولى حسني مبارك حكم مصر في مثل هذا اليوم "14 أكتوبر 1981", بعد ترشيحه من مجلس الشعب ونجاحه في الاستفتاء الشعبي الذي أقيم بعد اغتيال السادات, تعرض منصب حسني مبارك إلى عدد من الهزات مثل تلك المظاهرات الحاشدة في 2005 التي طالبت بتنحيه عن السلطة. الأوسمة والأنواط حصل مبارك على عدد من الأوسمة والجوائز والمناصب الرسمية والشرفية، من بينها انتخابه مرتين رئيسا لمنظمة الوحدة الإفريقية خلال الفترة من 1989 إلى 1990 و1993 إلى 1994. حصل أيضا على جائزة رجل السلام عام 1983، وشخصية العام عام 1994، وميدالية الإسطرلاب عام 1989، وجائزة حقوق الإنسان الديمقراطية عام 1990، والدكتوراه الفخرية عام 1991، وجائزة الأممالمتحدة للسكان 1994، إضافة إلى عدد كبير من الأوسمة المصرية والعربية. محاولات اغتياله تعرض مبارك خلال فترة رئاسته لجمهورية مصر العربية لمحاولة اغتيال نجا منها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995، خرج منها بدعم شعبي كبير عندما توجه آلاف الأشخاص إلى القصر الجمهوري للتعبير للرئيس عن فرحتهم بنجاته من محاولة الاغتيال. أسرة مبارك متزوج من سوزان ثابت، ولديه ولدان: علاء مبارك وجمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي. بعد إسقاط حكم مبارك وقف مبارك، البالغ من العمر 82 عاماً، أمام القضاء المصري الذي أمر بسجنه طيلة مدة المحاكمة على ذمة التحقيق في قضية قتل المتظاهرين, وحكم عليه بالسجن المؤبد في 2 يونيو 2012, ليُنقل بعد جلسة الحكم إلى السجن, الذي تردى فيه وضعه الصحي بصورة كبيرة. وفى 13 يناير 2013 أصدرت محكمة النقض قرارها بقبول الطعن المقدم من هيئة الدفاع المصرية والكويتية في الحكم الصادر ضده، ليتم نقله للعلاج بمستشفى المعادي للقوات المسلحة، وفى أغسطس 2013 أمرت غرفة المشورة بمحكمة الجنح بإخلاء سبيل مبارك، ولكنه لم يخل سبيله حيث اصدر حازم الببلاوي قرار وضعه تحت الإقامة الجبرية بصفته نائب الحاكم العسكري للبلاد. في 11 مايو 2013، بدأت إعادة محكمة مبارك وباقي المتهمين في القضية، حيث أعادت ترتيب أوراق قضية بلغ عدد أوراقها 55 ألف ورقة وأعدت لها فهرسا، ثم فحصتها بصورة شاملة، مما دعاها إلى التحقيق فيها للبحث عن الدليل، بحسب تصريحات سابقة لقاضي المحكمة محمود الرشيدي. في 14 أغسطس الماضي، حجزت المحكمة القضية للحكم بجلسة 27 سبتمبر الماضي، لتمنح نفسها 43 يوما للمداولة ودراسة ما جاء بمرافعة النيابة والدفاع وأقوال الشهود لتتمكن من براءة مبارك أو إدانته.