التفاوت الكبير بين ايرادات افلام العيد مسألة تحتاج الى تدقيق في الأسباب سواء النجاح أول الفشل لأن الفارق في الايرادات. مثلاً بين فيلم «الجزيرة 2» 18 مليون والفيلم الذي يليه «واحد صعيدي» 8 ملايين هو 10 ملايين جنيه وهو رقم كبير جداً لكن بالتأكيد لأن هناك مسافة كبيرة مازالت موجودة بين نجومية محمد رمضان وبين نجومية أحمد السقا بحكم الخبرة والتاريخ والنجاح وكذلك هناك فارق كبير في الصنعة بين الفيلمين سواء في السيناريو أو الصورة أو الخبرة الاخراجية، كل هذه العناصر بالتأكيد لصالح فيلم «الجزيرة 2» لذلك تفوق وحصد رقماً غير مسبوق في الايرادات في أقل من اسبوع وبالنظر لعناصر نجاح فيلم «الجزيرة 2» نجدها تتمثل في المضمون أولاً وهو ما بناه صناع الفيلم على نجاح الجزء الأول حيث مازال جمهور أحمد السقا يعش نوعية «الأكشن» التي يقدمها بخلاف مضمون وحواديت الصعيد وخاصة القصة التي يناقشها الفيلم وهى قصة خط كان صيته ملء السمع والبصر في الصعيد وهو «عزت حنفي» وما ارتبط به من جدل بعد محاكمته بعد هروبه أو تهريبه من السجن واعدامه فالجمهور متشوق أن يصل لمحطة في مشوار «منصور الحفني». ثاني العناصر يتمثل بالتأكيد في الاداء الرائع لنجومه بداية من السقا وهند صبري والخالدين صالح رحمه الله والصاوي وأروة جودة وجميع فريق العمل، السيناريو كان محكما وناطقا بالاحساس لدرجة تعطي أي ممثل مساحة من الابداع فما بالك بنجوم بهذا الحجم واذا كانوا تحت راية مخرج يتميز بالحس العالي والتكنيك المتطور والصورة المليئة بالتفاصيل المهمة وهو العنصر الثالث في عوامل نجاح الفيلم هو الاخراج والخبرة الطويلة التي يمتلكها الرائع المبدع شريف عرفة صاحب البصمة الأكبر في مشوار الزعيم عادل امام وغيره. ومن العناصر المهمة لنجاح الفيلم هو السخاء الانتاجي الكبير لهشام اسماعيل والتنفيذ الاحترافي لشريف عرفة كمنتج منفذ وتوفير كل مستلزمات ومتطلبات العمل من الألف للياء لذلك ليس مستغرباً أن تصل ميزانية الفيلم ل 22 مليون جنيه. الصورة ومشاهد الجزيرة بالفيلم والمعارك والأكشن التي نفذت بشكل رائع شدت الجمهور خاصة الشباب واستحوذت على طاقتهم بعيداً عن اسفاف الآخرين وحلقت بالمشاهد عبر «ڤيو» رائع من المشاهد الخارجية، وأخيراً قد يكون لرحيل خالد صالح «رحمه الله» عامل آخر في جذب مزيد من الجمهور ليرى آخر ابداعاته.. ونجاح الفيلم في حصد هذا الرقم القابل للزيادة ليس مبرراً للنجاح المادي رغم أن الفيلم تم توزيعه خارج مصر ب 10 ملايين جنيه، وبذلك يصل اجمالي ايراداته في مصر 18 وقد يصل بنهاية الشهر لنفس ارقام «الفيل الأزرق» الذي حقق منذ بداية عرضه في عيد الفطر حتي الآن «31 مليوناً» وهى أرقام صححت صورة السينما في دور العرض بعد أن اصيبت بالسكتة القلبية ثلاث سنوات وتأكيد أن الجمهور كان ومازال وسيظل يسعى للسينما الجادة القوية شكلاً ومضموناً سواء أكشن أو كوميديا بدليل نجاح فيلم «الحرب العالمية الثالثة» الذي حقق 30 مليون جنيه منذ عيد الفطر حتي الآن. وفي المركز الثاني في أفلام عيد الأضحى حسم الفنان محمد رمضان المنافسة برقم تخطي ال 8 ملايين بعمل كوميدي لايت كان في الأصل هو بداية كل أعماله والإيراد الذي حققه يعد مكسباً كبيراً لأن تكلفة الفيلم لم تزد على المليونين، وتم البدء فيه قبل نجومية رمضان العريضة والفيلم ايراداته مرشحة للزيادة بشكل كبير وعرض فيلم بهذه النوعية الكوميدية ذكاء من المنتج لأن الفيلم لو مثل باقي افلام رمضان يلعب في منطقة الأكشن أمام السقا لكان خسر كثيراً.. لكن مفاجأة الموسم هو دخول الممثل الشاب محمد محمود عبدالعزيز منطقة المنافسة في الكوميديا بفيلم «عمر وسلوى» مع سعد الصغير الذي أجاد دور البطل الموازي في السينما ويحترم قدراته في هذه المنطقة وحقق الفيلم ايرادات 6.5 مليون والصدمة كانت في المطرب «حمادة هلال» الذي اعتاد على اللعب على وتيرة سينمائية واحدة بدون تغيير رومانسي وحبيب وشوية أغان لكن خلطته فشلت هذا الموسم وتم تحقيق ايرادات 2.5 مليون تأكيداً لتراجعه. أما الصدمة فكانت في عمرو سعد ومحمود عبد المغني وباسم سمرة إيرادات أفلام تؤكد أنهم في السبنسة وتدلل على أن النجومية ليست كلاماً وتعلن استمرار مبدأ «الكبير كبير» ونتمنى أن يراجعوا أنفسهم. خاصة وأن تراجع مستوى ايرادات أفلامهم لهذه الصورة حيث لم تزد ايرادات فيلم حمادة هلال على 2.5 مليون وعمرو سعد على مليون وكسور وكذلك محمود عبد المغني في «النبطشي» وباسم سمرة في «وش سجون» تأكيد لفشل هؤلاء النجوم رغم وجود الحبكة والأكشن في اعمالهم، فالثالثة لديهم قدرات اكشن مثل السقا لكن كان الفارق كبيراً إما بسبب ضعف الموضوع أو ضعف الاداء للممثلين بجانب ضعف الانتاج وهذا يؤكد أن السينما الأيام القادم بحاجة للانتاج الضخم شكلاً ومضموناً بدليل نجاح «الفيل الأزرق» و«الجزيرة» بجانب «الحرب العالمية» ثم «واحد صعيدي» مما يؤكد أن الجمهور يقبل القسمة على 2، الكوميديا الجيدة والأكشن الموضوعي وليست مجرد الغرور والأنا التي أصابت نجوم الصف الثاني في السينما «عمرو باسم وعبد المغني» أما حمادة فموضوعاته مكررة ويحمد ربنا على هذا الايراد أما «عمرو وسلوى» فهى «حلاوة روح» لانتاج السبكي.