كانت حالته الصحية والنفسية جيدة لا يشكو من أى شيء مثله مثل أى فلاح يعشق الأرض التى تربى عليها وأكل من خيراتها حيث نشأ فى أسرة فقيرة كل همها هو البحث عن لقمة العيش الشريفة فى منزل ريفى بسيط وسط الأرض الزراعية والحقول الخضراء تظهر على وجهه علامات الشقاء وتعب السنين ومرارة الأيام فأرضه ارتوت بعرقه الذى كان يسيل على هذه الأرض ويداه تظهر عليهما آثار الفأس الذى كان يستخدمه فى زراعتها استطاع أن يتم نصف دينه بعد عناء فقد تزوج صفوت من قريبة له من نفس القرية التى يعيش فيها ورزقه الله بولدين هما على وراضى وهذا ما زاد حياته بهجة وسعادة لا يوجد شيء ينغص عليه حياته، ومرت الأيام وكبر الولدان وصارا شابين وأتما تعليمهما فى مدارس القرية وكانا يساعدانه فى زراعة القراريط التى كان يمتلكها ولاينقصهما إلا الزواج فسافر على الابن الأكبر إلى القاهرة للعمل بإحدى شركات الصرف الصحى بحثاً عن سعة الرزق، ولكنه لم يكمل شهره الأول فى هذه الوظيفة فعاد جثة هامدة بعد أن سقطت عليه ماسورة صرف صحى أودت بحياته فى الحال، وبعدها تغيرت الأحوال، فقد كان والده يحبه حباً جماً حيث كان ذراعه اليمني وكان مطيعاً وخلوقاً، وكان الوالد شديد التعلق به لذلك بدأت حالته النفسية تسوء، وبدأت معاملته مع زوجته ونجله الأصغر تتغير هى الأخرى إلى الأسوأ فكان دائم الشجار معهما لأتفه الأسباب فحول حياتهم إلى جحيم لايطاق حيث كان يتعدى على زوجته بالضرب تارة وبالسب والشتم تارة أخرى وكان دائما يطردها خارج المنزل، وتطورت الأمور بينهما وزادت تعقيداً عندما تعدت الزوجة وابنها عليه بالضرب منذ شهر، وأوثقاه بالحبال داخل المنزل وحاولا منعه من الخروج، ولكن العقلاء من الأقارب والجيران وأهل القرية تدخلوا وحاولوا إيجاد حلاً لهذه المشاكل التى ازدادت فى الآونة الأخيرة، وكان الحل الأمثل للانتهاء من هذه المشاكل هو التفرقة بينهما حيث يسكن الزوج فى منزل بمفرده والزوجة وابنها فى منزل آخر وتم الاتفاق على ذلك، وباع الزوج أرضه الزراعية التى يمتلكها وكذلك منزله، واقتسم المال مع زوجته ونجله بالتساوى، واشترى قطعة أرض صغيرة، بنى عليها بيتًا خاصاً به عاش فيه بمفرده بعيداً عن جو المشاحنات والمشاجرات اليومية التى تحدث كل يوم، وكذلك فعلت الزوجة ونجلها، وعاش كل منهم في منزل منفصل، إلا أن الزوج لم يعجبه الحال فيبدو أنه ندم على بيع أرضه التى رواها بعرقه وتعبه فقرر أن يتخلص من زوجته ونجله تأديباً لهما على ما حدث، فباع منزله الجديد الذى اشتراه ليسكن فيه بمفرده، واشترى بندقية للتخلص منهما معاً فقد ضاقت به الدنيا بمن فيها وما فيها وفقد الرجل عقله بعد موت ابنه وتوجه إليهما فى المنزل الجديد الذى اشترته الزوجة وابنها وطرق الباب عليهما وعندما فتحت له الزوجة الباب بادرها بعدة طلقات فى أنحاء الجسم ولم يمهل ابنه فرصة للهروب فبادره هو الآخر بعدة طلقات أودت بحياته فى الحال وتحول المنزل إلى بركة من الدماء وعندما سمع الجيران صوت طلقات الرصاص توجهوا نحو المنزل ولكنه لاذ بالفرار ووجد الأهالى أن الزوجة مازالت على قيد الحياة ولكنها لم تكد تصل إلى المستشفى حتى فاضت روحها إلى بارئها، وتم نقل جثة الابن إلى المستشفى، وتمكن ضباط مباحث مركز شرطة البلينا برئاسة الرائد محمد طنطاوى من إلقاء القبض على المتهم الذى اعترف بارتكابه للواقعة وأرشد عن السلاح المستخدم، وكان اللواء إبراهيم صابر، مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج، تلقى إشارة من مستشفى البلينا المركزي، بوصول عطيات أحمد أبورحاب قناوي 45 عاماً، ربة منزل، مصابة بعدة طلقات نارية بالجسم، توفيت عقب وصولها للمستشفي، وفي ذات التوقيت تبلغ من الأهالي بالعثور على جثة بالزراعات بذات الناحية، وبالفحص والمعاينة تبين أن الجثة للمدعو راضي صفوت محمود جداوي 22 عاماً، عامل وأكدت التحريات، التى أشرف عليها العميد حسين حامد مدير إدارة المباحث الجنائية، والعميد محمد توفيق رئيس المباحث أن مرتكب الواقعة هو صفوت محمود جداوي 56 عاماً، عامل زوج الأولى ووالد الثاني، وذلك بسبب خلافات عائلية، وصرح محمد الفهمي، رئيس نيابة البلينا، بدفن الجثتين عقب تشريحهما.