استخدام "داعش" للمياه كسلاح في العراق، والحوثيون يحولون اليمن إلى مقاطعة إيرانية، والمبعوث الأممي يحذر من تغلغل داعش في ليبيا، وانتقاد لتصريحات أردوغان بشأن مدينة عين العرب السورية (كوباني)، أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء. يلجأ تنظيم داعش إلى استخدام المياه في العراق كسلاح للسيطرة على المناطق العراقية، وفق ما كشفه تقرير لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية. فمقاتلو داعش يقطعون إمدادات المياه عن القرى التي تقاوم حكمهم، ويتخذون من ذلك وسيلة للضغط من أجل توسيع سيطرتهم على البنية التحتية المائية في البلاد. ويتسم تهديد المتطرفين بالحساسية الشديدة، في الوقت الذي تقصف فيه القوات الأميركية مواقعهم القريبة من سدّ الموصل وسدّ الحديثة، أكبر سدود العراق، بصفة تكاد تكون شبه يومية، غير أن المتشددين مستمرون في تهديد المنشأتين. وتضيف الصحيفة أن مقاتلي داعش يريدون الاستحواذ على السدين من أجل تعزيز مزاعمهم بأنهم يعملون على بناء دولة فعلية، والسدود تعتبر حيوية لري الحقول الشاسعة في الدولة، كما أنها توفر الكهرباء للمواطنين العراقيين. والأدهى من ذلك، يستخدم تنظيم داعش سيطرته على المرافق المائية، بما فيها أربعة سدود على طول نهري دجلة والفرات، من أجل تهجير المجتمعات، أو حرمانها من إمدادات المياه الحيوية. وتضيف الصحيفة أن قوات البيشمركة الكردية تمكنت، بمساعدة الضربات الجوية الأميركية، من استعادة معظم المناطق التي احتلها التنظيم خلال هجوم شهر أغسطس الماضي. ولكن حينما غادر الجهاديون، استغلوا سيطرتهم على المياه وشبكات الطاقة في مدينة الموصل لقطع إمدادات المياه والكهرباء عن تلك المناطق، والتي تتصل بالشبكات نفسها. اليمن مقاطعة إيرانية في الموضوع اليمني، نشرت صحيفة العرب اللندنية تقريراً عن محاولة الحوثيين تحويل اليمن إلى ما أسمته "مقاطعة إيرانية". وقالت الصحيفة إن ملامح مخطط حوثي خطير للسيطرة على مختلف أنحاء اليمن وتحويله إلى مقاطعة إيرانية تتضح من خلال استكمال سيطرتهم على مقاليد السلطة، وبدء التحرّش بمناطق خارج العاصمة تمتد من غرب البلاد إلى جنوبها. وتواترت التحذيرات خلال الأيام الأخيرة من مخطط لجماعة الحوثي يتجاوز بكثير مجرد السيطرة الظرفية على العاصمة اليمنية، إلى حين تحقيق بعض المطالب الاجتماعية والسياسية، ليشمل السيطرة الكاملة على مختلف أنحاء البلاد، والاستيلاء على كل مفاصل السلطة لوضع اليمن بشكل كامل تحت السيطرة الإيرانية. واستندت تلك التحذيرات إلى وقائع ومعطيات متحقّقة على أرض الواقع، يمكن تلخيصها في النقاط التالية: أولاً: التفاف جماعة الحوثي على بنود الاتفاق الموقّع مع السلطة، الذي ينص على انسحاب مسلّحي الجماعة من العاصمة، واللجوء بدلاً من ذلك إلى دمج عناصر الميليشيا ضمن القوات المسلحة، التي أصبحت أغلب قياداتها، باستثناء بعض الضباط، تأتمر بأمر الحوثيين. ثانياً: الاستيلاء على السلطات السياسية في البلاد، وحديث البعض عن وضع الرئيس عبدربه منصور هادي في ما يشبه الإقامة الجبرية، بعد عزله بشكل كامل عن القوى السياسية التي كانت تدعمه، وانقطاع الدعم الإقليمي عنه بفعل الغضب من فشله في مواجهة جماعة الحوثي، وإثارة البعض شكوكاً في تلقيه "رشوة" من إيران. ثالثاً: رصد تحرّكات مسلحي جماعة الحوثي باتجاه الحديدة المطلة على البحر الأحمر، والحديث عن تحرّشات بمضيق باب المندب الاستراتيجي، وذهاب البعض إلى حدّ ذكر تاريخ الرابع عشر من أكتوبر الجاري موعداً لاستكمال إسقاط كل محافظاتجنوب اليمن بيد جماعة الحوثي ومن خلفها إيران. أردوغان لا ينوي محاربة داعش اهتمت الصحافة العربية بما صرح به أمس الناطق باسم "وحدات حماية الشعب الكردية" بولات جان، الذي رفض فيها أي تدخل تركي بري في كوباني، منتقداً تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اعتبر فيها أن "كوباني على وشك السقوط". ونقلت صحيفة الحياة اللندية تصريحات بولات جان التي يتهم فيها أردوغان بدعم داعش، ودفعه إلى الهجوم على كوباني حتى يظهر هو "مثل المنقذ"، معتبراً أنه لو كانت تركيا جدية في محاربة التنظيم لسمح أردوغان للشباب الكرد بالتطوع والتوجه إلى كوباني، وفتح الطريق أمام الشباب الكردي السوري بالعبور إلى البلدة لمحاربة داعش، قائلاً: "وليسمح لنا بايصال الذخيرة بكميات كبيرة الى كوباني من محافظة الحسكة حيث يتواجد مقاتلون أكراد، لكن لا تواصل جغرافياً بين المنطقتين بسبب تواجد التنظيم". واعتبر جان أن "لا نية لأردوغان بمحاربة داعش، وأنه يريد أن يضع الأكراد بين خيارين إما الاحتلال الداعشي أو الاحتلال الأردوغاني، منتقداً "الغارات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي العربي على مواقع التنظيم"، لأنها "تضرب المواقع والتمركزات البعيدة عن الجبهة الأمامية". وأكد جان أن هناك المئات من الأخوات والإخوة والآباء والأبناء والأقارب يقاتلون جنباً الى جنب قوات داعش، قائلاً: "أنا نفسي أشارك في المعارك مع اثنين من إخوتي، وكذلك العديد من أبناء العائلة من أولاد العمومة والأخوال". داعش في ليبيا في الشأن الليبي، حذر رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، أمس الثلاثاء، من تغلغل داعش في ليبيا، إذا لم ينطلق في القريب العاجل حوار سياسي حقيقي بين كل الأطراف، ونقلت صحيفة الخبر الجزائرية عن ممثل بان كيمو مون قوله إن "ليبيا ستصبح حقلاً مفتوحاً لتنظيم داعش، وأن بوسعه إطلاق تهديداته من هنا". ولم يكتف ليون من إطلاق هذه التحذيرات، بل شدد أيضا على أن التنظيم المتطرف "موجودٌ بالفعل في ليبيا التي تشهد انقساماً حاداً". وفي هذا السياق، كشف المبعوث الأممي إلى ليبيا عن اتصالات مستمرة بين جماعات من ورثة تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، إضافة إلى عودة مقاتلين إلى ليبيا، كانوا قد شاركوا في القتال في سورية والعراق، لافتاً في هذا الصدد إلى أن كل ما تريده هذه التنظيمات المتطرفة "هو أن تستمر الفوضى الراهنة، وعدم الرقابة السياسية، لتعزيز مواقعهم"، في إشارة إلى أن الوقت في غير صالح الليبيين ودول جوار ليبيا. في الإطار نفسه، لقيت مبادرة الجزائر التي أطلقتها منذ عدة أيام لاحتضان حوار شامل بين الليبيين، دعم العديد من العواصم المؤثرة في العالم على غرار واشنطن والاتحاد الأوروبي بمعية دول الجوار. وحسب وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، فإن الحوار بين مختلف الأطراف الليبية منتظر في الجزائر في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.