«شهداء الجيش المصري في 6 حروب كبري بلغوا 26 ألفاً و243 شهيداً» في مثل هذا الشهر منذ 41 عاماً، عزفت مصر كلها سيمفونية فرح.. بزغت من حضن الألم والانكسار حزمة ضوء انتشرت علي الربوع التي أظلمتها هزيمة يونيو 67، وأسدلت عليها أستار هزيمة مفجعة.. وتحت ضوء ظهيرة السادس من أكتوبر 73 اندفعت موجات العبور تحمل أبناء مصر إلي قدرهم المنتصر.. فثأروا لكل شهداء الوطن.. وثمنوا كل قطرة دم أزهقت علي رمال سيناء من جسد مقاتل مصري.. فصار لها ثمن الفخار ومثقال الكرامة. إن هزيمة يونيو 67 كشفت عن صدع مروع حدث بفعل فاعل بين الجيش والشعب.. كانت القيادة العسكرية مشغولة بصراعات داخلية بعد الانكسار في حرب اليمن.. وكانت القيادة السياسية مشغولة بمعارك كلامية مع الغرب والقوي الاستعمارية الجديدة.. وكان الشعب المصري مغيباً رغماً عنه.. لا حرية، لا ديمقراطية. كممت الأفواه، وقصفت الأقلام.. وصار الشعب معزولاً عن محيطه الخارجي بفعل الإعلام الشمولي.. فوقعت الواقعة.. وبقدر ما كانت الهزيمة قاسية علي مصر كلها جيشاً وشعباً.. وكانت صفعة علي وجه النظام السياسي، جعلته يعيد حساباته السياسية والعسكرية من ناحية، وحساباته مع شعبه من ناحية أخري. من هنا بدأ ارتباط قوي وتلاحم حقيقي بين الجيش والشعب.. الشعب تحمل عبء الهزيمة وتعامل مع اثارها وردود أفعالها بصبر عظيم، قدم أبناءه للانخراط في الجيش دفاعاً عن الكرامة، تحمل كل ضغوط الحياة وشظف العيش ليوفر السلاح لجيشه.. والجيش لم يركع أمام ابتزاز العدو الإسرائيلي الذي انتصر عسكرياً، بل رفض الخضوع للهزيمة.. فبعد وقوعها بشهر ونصف الشهر فقط كان رجال الجيش المصري في «رأس العش» يستأنفون القتال، وبعدها بشهرين يغرقون المدمرة «إيلات» أمام شاطئ بوسعيد.. ويتواصل القتال وتتحقق الانتصارات خلال حرب الاستنزاف. وفي اكتوبر 1973 حقق الجيش والشعب معاً النصر العظيم.. أصبحا شركاء في صناعة المستقبل. في الأسبوع الماضي، ساقني القدر لزيارة المتحف الحربي بقلعة صلاح الدين.. ورغم أن المتحف يضم أسلحة كثيرة استخدمها الجيش المصري منذ عهد الفراعنة، مروراً بعهد محمد علي مؤسس مصر الحديثة، انتهاء بحرب أكتوبر المجيدة.. إلا أنني توقفت كثيراً أمام قاعة الشهداء، وهي قاعة كبيرة تضم صوراً لبعض شهداء الجيش المصري العظيم في كل حروبه الحديثة، بدءاً بحرب 1948، وحتي حرب الخليج عام 1991.. أمام هذه الصور لشهداء مصر ينتابك شعور بالهيبة، وإحساس بالفخر لما قدمه هؤلاء الشهداء الأبرار من تضحيات، لكي تعيش مصر حرة أبية، مرفوعة الرأس بين الأمم. الأرقام المدونة علي جدران قاعة الشهداء تكشف أن عدد شهداء الجيش المصري في 6 حروب كبري بلغ 26 ألفاً و243 شهيداً.. هذه الأرقام ربما تكون مفاجئة للقارئ، حيث إن الأرقام التي كان يتم تداولها من قبل كان مبالغاً فيها.. أما الأرقام فتقول: 1 شهداء حرب 1948: وهي أول حرب بين الجيوش العربية والكيان الصهيوني، بلغ عدد شهداء الجيش المصري 230 شهيداً. 2 شهداء حرب 1956: وهي التي أطلق عليها «حرب السويس»، وشاركت فيها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في العدوان علي مصر بعد تأميم قناة السويس، وقد بلغ عدد الشهداء فيها 2500 شهيد. 3 شهداء حرب اليمن: هذه الحرب بدأت عام 1964 واستمرت عامين، وقد بلغ عدد الشهداء من جنود وضباط الجيش المصري 3400 شهيد. 4 شهداء حرب 1967: وهي الحرب التي احتلت فيها إسرائيل كل أرض سيناء، وبلغ عدد الشهداء فيها 10 آلاف و300 شهيد. 5 شهداء حربي الاستنزاف وأكتوبر 1973: وهي الحرب التي انتصرت فيها مصر علي إسرائيل وكسرت أنف تل أبيب، وبلغ عدد الشهداء فيها 9 آلاف و800 شهيد. 6 شهداء حرب الخليج: وهى ما أطلق عليها حرب تحرير الكويت، وشاركت فيها مصر مع التحالف الدولي، وكان جنودنا في المقدمة لتحرير الكويت، وبلغ عدد الشهداء فيها 13 شهيداً. هذا ما قدمه جيش مصر من تضحيات، ومازال يقدم عشرات الشهداء في حربه ضد الارهاب الأسود الذي يريد الظلام لمصر وشعبها. همسات يجب الاعتراف بأن دولا كثيرة بمؤسساتها وأجهزة مخابراتها ظلت ومازالت تغذي الارهاب في مصر بهدف تفكيك جيشها كما جري في العراق وليبيا وسوريا، ولاتريد هذه الدول أن تقوم في هذه المنطقة دولة قوية لها جيش قوي ومتماسك، يستند إلي الشعب. الدكتور أسامة ابراهيم رئيس جامعة الاسكندرية، لم يتم دعوته لحضور لقاءات الرئيس السيسي مع رؤساء الجامعات ونوابهم للمرة الثالثة، والتي كان آخرها الأحد الماضي «!!».. الدكتور أسامة واحد من أكبر 6 علماء في جراحة العيون في العالم، وحصل منذ 7 أشهر علي جائزة دولية من الولاياتالمتحدةالأمريكية تكريما لدوره في أبحاث جراحات العيون.. الرجل سبق له وأن أعلن في حوار أجراه الزميل رزق الطرابيشي ونشرته «الوفد» في يناير الماضي يبرئ نفسه من تهمة الانتماء إلي جماعة الاخوان إياها، وان من روج لذلك أساتذة طامعون في المنصب.. وقال: حصلت فقط علي عضوية حزب الحرية والعدالة واستقلت منه، وأن انتمائي لمصر فقط، وأعلن الرجل في حواره أنه سينتخب السيسي إذا ترشح للرئاسة لأنه الأفضل والأقدر للعبور بمصر إلي بر الأمان، وأنه يرفض المظاهرات داخل الجامعة، بل يؤيد فصل المخربين. أعتقد أن عدم دعوة رئيس جامعة الاسكندرية للقاء الرئيس السيسي خطأ كبير، يفتح باب الانتقام وتصفية الحسابات، وأعتقد أيضاً أن الرئيس لا يوافق علي ذلك.